محدش بيفكر في مصر.. قالها صديقي الذي يدعي أنه لا يفهم في السياسة، مستشهدا بما يحدث في ربوع الوطن من انفلات في شتي مناحي الحياة، متسائلا إذا كان هذا مفهوما-وإن كان غير مقبول- قبل أن يصبح لمصر رئيس منتخب، فكيف يستمر وبأسلوب أكثر كثافة، من قطع للطرق، والسكك الحديدية، وحتي الطلاب الفاشلون، منهم من تظاهر بحجة صعوبة الامتحانات، ومنهم من صب غضبه علي معلميه الذين رفضوا السماح له بالغش، صديقي الذي لا يفهم في السياسة يسأل إلي متي هذا الانفلات، والإجابة ببساطة، إلي أن تعود هيبة الدولة، ويطبق القانون.. من تسببوا في خروج قطار الصعيد عن القضبان، وإصابة مواطنين أبرياء، لو أنهم تخيلوا مجرد تخيل، أنهم سيتعرضون للمساءلة، وتطبيق القانون ما قاموا بما فعلوه، الحاجة أم الاختراع كما يقولون، فحتي تعود الأمور إلي نصابها، الأيادي المرتعشة عليها أن تنزوي، وتترك الساحة للأقوياء، فمن أجل إرغام بعض الناس علي التخلي عن البلطجة، ومن أجل إرغام آخرين علي عدم فرض واقع غير مرغوب فيه بالقوة- كالباعة الجائلين مثلا- لا مفر من اتخاذ إجراءات استثنائية، أي لا مفر من توجيه الثورة إلي البناء، لمصلحة الفئة الأكبر من الشعب، بدلا من الدخول في تفاصيل ليس أوانها الآن، فالحكومة مهتمة بتغليظ عقوبة إلقاء المخلفات والنفايات الطبية في الشوارع، هو أمر مطلوب لكن هناك أولويات، منها مواجهة الانفلات الأمني، وحل مشكلة المرور ووضع حلول ملائمة وسريعة لمشاكل الباعة الجائلين الذين احتلوا الشوارع الرئيسية والميادين وشوهوا وجه العاصمة والمدن الرئيسية في كافة المحافظات، وكبح جماح التوك توك الذي يسير بحرية في الطرق السريعة وعلي الدائري والمحور، وغيرها وغيرها من الأمور العاجلة.