الأشخاص الذين يشعرون بالرضا عن عملهم سوف يستمتعون بجزء كبير من حياتهم مقارنة بهؤلاء الذين يكرهون وظائفهم، الموظف السعيد كما يصفه إد. داينر وروبرت داينر مؤلفا كتاب »السعادة.. كشف أسرار الثروة النفسية« شخص مبتهج يتطلع إلي الذهاب للعمل ومتحمس لأداء وظيفته وهناك موظفون لديهم توجه وظيفي ينظرون لعملهم بمنظور الفائدة الملموسة بمعني أنهم يداومون علي العمل كل صباح من أجل الحصول علي الراتب أما من يعشقون عملهم ويشعرون أنه مهم ويقدم إسهاما للعالم ويشعرون بالحماس والتحدي تجاه العمل اليومي وقد يقولون: سأقوم بهذا العمل حتي دون أجر وتترجم السعادة أيضا إلي المزيد من الإبداع في العمل فالعاملون السعداء أفضل في الخروج بأفكار جديدة واقتراحات ذكية تسمح بتحقيق أهداف مهمة كما أنهم يفضلون البقاء في مكان العمل لفترات طويلة ومن المستبعد أن يستقيلوا ويبحثوا عن عمل في مكان آخر لأن الاستمتاع بالعمل يرجع جزئيا إلي شعور الفرد فإذا كان يعتبر العمل عبئا ثقيلا يجب تحمله سيظل كذلك طيلة مدة ساعات العمل وإذا كان فرصة لتنمية مهاراتك ومساعدة الآخرين وتحسين العالم فمن المرجح أن يصبح ممتعا وستؤدي هذه الأشياء إلي توجه الفرد.. وفوائد السعادة وفقا لمفاهيم العاملين السعداء وأماكن العمل السعيدة كثيرة لكن ماذا عن العمل في حد ذاته.. من المنطقي أن نتساءل عما إذا كانت هناك وظائف يمكن أن تعزز السعادة وأخري ربما تنقص منها.. هل الوظائف في الجيش مجزية انفعاليا أم أنها مجهدة؟ وماذا عن الملاكمة والمحاسبة وطب الأسنان والعمل الخاص بالخنس أو صيد اللؤلو؟ ومن المؤكد أن الحياة ستكون أبسط كثيرا إذا كانت بنفس سهولة تحديد مهنة معينة تضمن السعادة.. إن القضية أكثر تعقيدا في الحياة الواقعية ويوجد مظهر آخر للعمل يمكن أن يعزز من حسن الحال يتمثل في درجة التحدي التي يمثلها بالنسبة للشخص فالإنسان يحب التحدي ولكن الهدف هو مواجهة الكم المناسب من التحدي، فإذا زاد عن الحد فسوف تشعر بالقلق، وإذا قل تشعر بالملل ولكن إذا كان التحدي مثاليا أي يتفق مع مستوي مهاراتك فإنك سوف تكون في حالة تدفق وهي حالة من السعادة تحدث بالاستغراق في عملك وتفقد الإحساس بالوقت أنها مايطلقه الرياضيون (داخل النطاق) وأن الأشخاص الأكثر نجاحا في تحقيق التدفق هم هؤلاء الذين يبحثون عن طرق جديدة للنمو في العمل إنهم يتعطشون للتحدي والإتقان والنمو ومن النادر أن يشعروا بأنهم حققوا إنجازا في عملهم لأن السعادة تزيد الكفاءة لذا فالنصيحة التي يقدمها الكتاب للباحثين عن السعادة في العمل بضرورة إيجاد الوظيفة المناسبة لك والمتفقة مع الشخصية والبعد عن خطأ البحث عن الدخل فقط وتجاهل أن يناسب العمل اهتمامك وقدراتك وأن تقدم خلاله أفضل ماتستطيع مما يعكس عليك شعورا بالرضا داخل النفس.