كان سعد بن أبي وقاص من أوائل من دخلوا الإسلام، وقد أسلم عندما كان في التاسعة عشرة من عمره بدعوة من أبي بكر الصديق. وكان أول من رمي بسهم في الإسلام، وكان الرسول الكريم([) يقول له: ارم سعد فداك أبي وأمي. ودعا له الرسول ([) قائلا: اللهم استجب دعوته وسدد رميته وقد حاولت أمه أن تثنيه عن دخول الإسلام، وهددته بالصيام حتي الموت إذا لم يرجع إلي دين آبائه وأجداده فقال لها سعد: والله لو كان لك ألف نفس فخرجت نفسا نفسا، ما تركت هذا الدين لشيء. وأمام هذا الإصرار تركت أمه الصيام، ونزل قوله تعالي: {وإن جاهداك علي أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}. وسعد بن أبي وقاص هو بطل معركة القادسية الذي انتصر فيها علي الفرس. ومع ذلك فقد تعرض للظلم في خلافة عمر بن الخطاب عندما شكا بعض أهالي الكوفة للخليفة أنه لايحسن الصلاة! واستدعاه عمر وقال له إن أهل الكوفة يزعمون أنك لا تحسن الصلاة. فقال سعد: أما والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله([). فقال عمر: ذلك هو الظن بك يا أبا إسحاق، ثم أرسله إلي الكوفة ومعه محمد بن مسلمة وآخرون، ومروا علي المساجد يسألون الناس عن سعد، فأثنوا عليه جميعا، فهم يعرفون منزلته في الإسلام. ولكن حدث أن دخلوا أحد المساجد، فقام أحد السفهاء، فهاجم سعدا متهما إياه بأنه لايسير مع المجاهدين في سبيل الله، ولا يعدل بين الناس، وهنا شعر سعد بن أبي وقاص أنه ظلم، وأن هذا الرجل لايقول الصدق، ودعا ربه وهو المستجاب الدعاء: (اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، فأطل عمره، وأدم فقره، وعرضه للفتن). واستجاب الله لدعوة سعد.. فكان الناس يرون هذا الرجل بعد أن امتد به العمر، يقوم بسلوكيات لايقبلها العقلاء من الناس، فقد كان يتعرض للجواري يغازلهن في الطريق، فإذا سئل أن يكف عن تصرفاته الشائنة كان يدافع عن تصرفاته الماجنة بقوله: رجل مفتون أصابته دعوة سعد بن أبي وقاص. ويقول الرواة إن عمر بن الخطاب عندما طعن، أوصي بأن يكون سعد بين المرشحين للخلافة لأنه لم يضر له عن عجز أو خيانة.