عجيب أمرنا نحن المصريين.. طوال أكثر من عام ونصف العام ونحن ننادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. وعندما حل الاستحقاق الرئاسي ووصلنا لنصف النهاية بإعادة بين مرشحين قد يختلف أو يتفق عليهما الملايين؟! وجدنا العجب العجاب.. قالوا مثلا: إن مرسي مرشح الجماعة.. وإن انتخبتموه فأنتم مع أعضاء السمع والطاعة وجيرانهم وزوجات جيرانهم؟! وإنه إذا جلس فوق كرسي الرئاسة: ستتحول مصر بقدرة قادر لدولة دينية بامتياز وستكون نسخة باهتة من دولة الملالي في طهران أو ستكرس الطائفية كما في لبنان أو حتي.. العراق.. وأكدوا أن سياسات الرجل الذي لم ينجح ولم يصل للكرسي بعد.. ولم يمارس مهامه..ستكون ضد المرأة علي طول الخط.. وضد إخواننا من الأقباط الذين سيعاملون كأقلية عقابا لهم علي تأييدهم السافر.. لشفيق؟! وهو الرجل الذي لم يسلم هو الآخر من المهانة والنقد الذي وصل لقذفه بالنعال!؟ والذي قالوا عنه إنه فل من فلول الحزب الوطني المنحل.. وكان شريكا في مذبحة الجمل وكان يشاهد الآلاف وهم يسحلون ويقتلون في ميداني: التحرير وعبدالمنعم رياض وفوق كوبري قصر النيل ويقول: ياحرام؟! ثم إنه رجل تنقصه الدراية السياسية وكل تعليقاته صارمة وساخرة تجاه الثورة والثوار.. ويكفي أنه قال أكثر من مرة إن مثله الأعلي هو: حسني مبارك!! ولم يقتصر النقد علي ذلك.. بل وصل لتبادل الشتائم والقذف بين مؤيدي هذا وذاك.. وأن شفيق عندما يصل للكرسي سيعيد استنتساخ النظام البائد وسيخرج مبارك وعصابته من السجون ويضع الآلاف من معارضيه.. مكانهم؟! بينما آخرون شبهوا شفيق ومرسي بالطاعون والكوليرا.. أو الطاعون والسرطان؟! تاركين الأمر بين إيدينا ونحن حياري: من ننتخب إذن وقد كان هذا اختيار الناس والصندوق؟! وهل نأتي بشعب تاني لينتخب من نراه علي هوانا؟! أنا شخصيا أري أن الاختيار بين الإثنين: شفيق ومرسي هو اختيار بين زوجة الأب.. وزوج الأم؟! ولكن إن كان ولابد فليحجم كل المصريين عن المشاركة في الإعادة ولا يكتفوا بذلك.. بل يعلق كل منهم يافطة يكتب عليها: أنا رئيس جمهورية نفسي.. من النهاردة مفيش رئيس؟!.. مبسوطين؟!!