يسرى فودة في لحظة انفعال، سارع أحد المعجبين بالإعلامي يسري فودة بتوجيه رسالة له عبر شبكة التواصل الاجتماعي عنوانها مش بمزاجك يايسري، لم يكن هذا التعبير الوحيد والتلقائي فقط لكن كثيرين قاموا بتدشين صفحات علي الفيس بوك تطالب يسري بالعدول عن قراره الذي أعلنه الأربعاء الماضي، حيث نشرعبارات قصيرة مقتضبة علي تويتر، قال فيها ينتهي عملي في مصر بعد 6 أسابيع، أعتذر لمن وجدني دون المستوي، وأشكر كل من تابعنا. هل قرر يسري أن يستبق الأحداث، وينسحب من المشهد الإعلامي في مصر نهاية يونيو، بعد انتخاب رئيس جديد، وبدء مرحلة جديدة مفتوحة علي كل الاحتمالات ، ومنها أن يصاحب هذا الاختيار تقليص مساحة الحرية التي تتمتع بها وسائل الإعلام، ومنها أون تي في التي يظهر علي شاشتها يسري بصفة شبه يومية منذ ثورة يناير، حيث يقدم برنامجه الشهير آخر كلام، هل توجد خلافات مادية أو أدبية داخل كواليس العمل في القناة، هل تلقي يسري عرضا مغريا داخل أو خارج مصر، ساهم في حسم قراره بالتوقف عن برنامجه رغم أنه في قمة تألقه الأدبي والمهني، يسري رد علي هذا التساؤلات في رسالة وجهها لمعجبيه المحتجين علي انسحابه المفاجئ قائلا، لاعلاقة لاختيار هذا التوقيت بحكمي علي سير الأمور في مصر سياسيا، وأضاف أن قراره لايرتبط بمزايا مالية داخل مصر أو خارجها، وأنه لم يضع خططا محددة لمستقبله القريب أو البعيد، ثم طالب معجبيه باحترام تقديره لمنعطف جديد يراه لمسيرته المهنية. كان يسري فودة خلال عرض حلقات برنامجه يشير إلي أنه يميل لحياة الصحفي بين الناس، ووضع أمام المتابعين له بعض الإشارات التي توحي بقرار يمكن أن يتخذه في أي لحظة بالانسحاب، و رغم ذلك يظل قراره غير مألوف في مجتمعنا، إعلامي يحقق خلال فترة زمنية قصيرة هذا القدر الكبير من الحضور والانتشار والتأثير في صناعة قرارات ، ويرتبط ببرنامجه كثيرون، إضافة إلي كونة أحد الأعمدة المهمة التي تعتمد عليها قناة اون تي في، ثم يقرر فجأة الانسحاب، من أجل منعطف جديد يراه لحياته المهنية، دون وجود تعاقد آخر، أو إغراء مادي أكبر، كمايؤكد ، أو فرصة لصناعة رصيد إعلامي أفضل ، رغم الضبابية التي تحيط بالقرار وتوقيته، يظل يسري فودة وبرنامجه حالة إعلامية ومهنية ونموذجا محترما للصحافة التلفزيونية، التي تجمع بين الإعداد الدقيق، والذكاء في اختيار المواد الفيلمية المصاحبة التي يتم اختيارها بعناية فائقة، وإدارة الحوار التي تستند لثقافة وحضور مبهر أثناء النقاش والتعليق وطرح الأسئلة، وتحقيق أقصي درجة ممكنة من الحياد، وتحليل الموضوع المطروح للنقاش في الحلقة بعناصره وجزئياتة ومفرداته وتناقضاته، أو بمعني أدق تفكيكه أمام المشاهدين قبل إعادة تركيبه، بعد إضافة زوايا جديدة، تساعد المتلقي علي رؤية القضية المطروحة للنقاش بزواياها المتعددة.