في إطار الاحتفال بمرور خمسمائة عام علي إنشاء قناطر الغوري المعروفة باسم مجري العيون؛ أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن كتابا تذكاريا بعنوان "مجري العيون شئون البلاد وسقاية العباد"، حيث تمثل قناطر الغوري واحدة من أهم المنشآت المائية التي خلفها لنا العصر المملوكي، التي اكتنزت خبرات المصريين في العمارة والهندسة الميكانيكية والتعامل مع نهر النيل بمهارة فائقة، وذلك قبل بزوغ عصر الميكنة الذي نقل الحياة البشرية من طور إلي طور؛ فاجتمعت في هذه القناطر مجموعة من الخصائص الفريدة، جعلتها مثالا شديد البراعة والإدهاش، بدءا من التخطيط الهندسي المحكم لبرج مأخذ المياه، مرورا بنظام عمل السواقي النقالة، وتصميم الآبار وسور المجري والعقود الحاملة للقناطر، التي استخدم جميعا في بنائها الحجر الجيري المعروف بقدرته الفائقة علي التعامل مع المياه، وامتصاص شوائبها وملوحتها، خصوصا المياه الجوفية. الغريب أن بعض النشطاء قاموا بتصوير سور مجري العيون وقد تحول إلي مقلب قمامة بعد الاحتفال به وجاءت التعليقات علي شاكلة سور مجري العيون (تحول إلي مقلب قمامة بعد ما نضفوه علشان الاحتفالية) ضريح زينب خاتون تحول إلي مقلب زبالة قصر إسماعيل باشا المفتش المجاري ضربت فيه كله المتحف الإسلامي سبع قطع مختفية وعندما يحدث جرد مدير المتحف يغيب ومسجد الرفاعي (مولد وطبيخ وأنابيب بوتاجاز جوا المسجد والمنابر الخشبية بتترمم جنبهم). عموما الكتاب قدم بانوراما، تسهم في تكوين صورة مكتملة الأركان عن هذه القناطر وظروف ودوافع إنشائها، وأهميتها التاريخية بالنسبة لمدينة القاهرة، وعلاقتها بالنيل.والكتاب ينظر إلي قناطر الغوري بوصفها حلقة اتصال بين النيل ومدينة القاهرة، مرورا بالوقوف علي بقية العناصر المرتبطة عضويا بمجري العيون وأغراض إنشائه.