يواصل عبدالفتاح عناني في كتابه »الطبيعة سر السعادة« تأكيده علي أن التلوث هو سبب لكثير من الأمراض العضوية والنفسية كنتيجة للدراسات المصرية التي أجريت في المركز القومي للبحوث أو التي قام بها فريق من علماء جامعة القاهرة بالاشتراك مع علماء من جامعة أنديانا الأمريكية علي حقائق كثيرة منها أن أكثر من مليون سيارة تمر بشوارع القاهرة يوميا وتنفث سمومها داخل جسم الإنسان.. حتي إن الغذاء الذي نأكله ونعيش عليه لم يسلم من التلوث فأسماك النيل ملوثة بسبب مخلفات المصانع وكشفت نتائج الأبحاث عن أن نسب الرصاص والكادميوم وهما من أخطر المعادن السامة تصل في أسماك مياه النيل إلي نسب تفوق المسموح به دوليا.. إضافة إلي أمراض الحيوانات التي تنتج عن المواد الكيماوية التي يتناولها في العلف ومما زاد الأمر سوءا أن أصبحت المياه التي نشربهاخاصة مياه النيل التي يلقي بها أكثر من 4 مليارات من الأمتار المكعبة من المخلفات الصناعية والزراعية سنويا ملوثة ومهددة للصحة العامة وقد أوضحت آخر الدراسات الدولية أن 52 مليون طفل يموتون سنويا في العالم بسبب تلوث مياه الشرب.. أما عن الضوضاء فقد أصبحت القاهرة واحدة من العواصم التي تعاني أعلي نسبة ضوضاء في العالم وتراوحت مابين 08 09 ديسبل والمسموح به لايتعدي06 ديسبل.. أما التلوث الإشعاعي حسب تقرير علمي خطير للأمم المتحدة حول الإشعاعات النووية وحددها التقرير بالإشعاعات الصادرة من الأراضي أو تتساقط عليها والساعات بها مواد مضيئة وساعات الحائط التي تبين أن مستخدميها يتعرضون لإشعاعات تبلغ أربعة أضعاف الكمية التي تتسرب من المفاعلات الذرية قبل صدور القوانين التي تحرم استخدام الراديوم كما تستخدم الآن الإشعاعات النووية في صنع الإرشادات الخاصة بالخروج والدخول لمحطات المترو ودور السينما والمسارح وأجهزة البوصلة والآلات الحديثة والأسنان الصناعية لصناعتها من مادة اليورانيوم إضافة للتليفزيون الملون والسفر جوا وإحراق الفحم وبعض أنواع المياه الغازية ومياه الينابيع التي ثبت بها وجود مادة الرادون المشعة ولهذا يعتبر التلوث البيئي طاعون العصر الحديث فتلوث الهواء يصيب الإنسان بالتحجر الرئوي وسرطان الرئة والتهاب الشعب والذبحة الصدرية والربو وتصلب الشرايين ويفقد الجهاز المناعي قدرته علي العمل السليم والتلوث الضوضائي يصيب الإنسان بأخطر الأمراض بما يحدثه من تأثيرات وتغييرات هرمونية قد تؤدي إلي العجز الجنسي ويؤثر في قشرة المخ فتضعف الذاكرة ويقل الانتباه والتركيز ويفقد السمع تدريجيا ويمتد الأمر إلي الجهاز الدوري فيرتفع ضغط الدم وتضيق الشرايين ويضطرب التوازن ويزداد التوتر والقلق والانقباض.