نعم نحن علي أبواب مواجهة عنيفة قد تعصف بالكثير مما حققناه من ثورة الخامس والعشرين من يناير. وأهم ما حققناه هو : الخروج لجماعة الإخوان المسلمين من تحت الأرض من كونهم تنظيما محظورا إلي عالم النور ودنيا الحقيقة. لست ممن يؤيدون تعبير (الإخوان المسلمين) هذه التسمية ليست حقيقية لأن بيوت مصر كلها تحوي أبناء مسلمين شباب مسلمين عائلات كاملة من المسلمين المتبعين لتعاليم دينهم الحنيف وهم ليسوا بالضرورة تنظيما أو تشكيلا دينيا. المهم أن الجماعة خرجت إلي دنيا الوجود. وفي أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة وعندما بدأ نجم هؤلاء الإخوان يظهر كتبت هنا في هذا المكان : إننا لانريد استبدال حزب بحزب من الحزب الوطني إلي حزب الإخوان المسلمين لا نريد استبدادا بدلا من استبداد ولا نريد احتكارا للسلطة بدلا من احتكارا. وهاهي الأيام تمضي. ونري كيف أن هؤلاء الإخوان الذين ضموا إلي صفوفهم أحزابا دينية أخري ليشكلوا معا أغلبية ساحقة في البرلمان. ولما أصبحوا أغلبية ساحقة أرادوا أن يقيلوا الحكومة ويشكلوا كما يقولون حكومة ائتلافية ولا أتصور أنها إذا حدثت لن تكون إلا حكومة أحزاب دينية لا علاقة لها بتصريف أمور البلاد. وأرادوا بل فعلوا فعلا تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور واختاروا لها تبييتا مسبقا كما سمعنا من الأعضاء المستقلين منها أمثال حمزاوي وأحمد السعيد وغيرهما اختاروا غالبيتها منهم أنفسهم ومن الموالين لهم يعني لجنة تأسيسية للدستور من بين ظهراني الإخوان المسلمين. ثم إذا هم يختارون مرشحهم للرياسة وكانوا قد قالوا: نحن لانطمع في الرياسة. يريدون ببساطة أن يفرضوا سيطرتهم علي الدولة وعلي الشعب ليس لليوم فقط بل لمائة سنة قادمة وكأننا قد استبدلنا طغيانا بطغيان وسيطرة بسيطرة وسلطة بسلطة. وهذا ما لن يقبله شعب مصر ولا السلطة العسكرية الحاكمة الآن علي أرض مصر لا ولا الله سبحانه وتعالي يرضاه لمصر وأخشي ما أخشاه أن تكون المواجهة قد بدأت فعلا!!