نتائج الانتخابات الإسرائيلية لا تعني الكثير بالنسبة للفلسطينيين الذين يعرفون أن الأحزاب الإسرائيلية تتنافس علي دهس دولتهم، وتوسيع رقعة الكيان الصهيوني، وهو ما تم بالفعل من خلال إعلان ترامب الأخير بأن الجولان أرض إسرائيلية. أيا كان السيناريو الذي ستفرضه نتائج الانتخابات الإسرائيلية، فإنه من المفيد جدا التذكير بمقولة اعتاد الفلسطينيون وأحزابهم السياسية علي ترديدها في الماضي في سياق التنبيه والتحذير من أوهام كانت تعلق علي حزب »العمل»، بالقول إن »العمل» و»الليكود» وجهان لعملة واحدة لنتنياهو، ما يعني أن الاثنين وجهان للاحتلال نفسه وللسياسات العنصرية والعدوانية نفسها. علي مدار التاريخ كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أهم القضايا المؤثرة علي الانتخابات الإسرائيلية، وخطا فاصلا بين اليسار واليمين، وهذا العام هناك الكثير من المشاكل بين قادة دولة الاحتلال والفلسطينيين، ويعتقد كثيرون أنه من المستحيل تحقيق أي تقدم في هذه المرحلة. العديد من القضايا تنتظر رئيس الحكومة الجديد الوجود الإيراني في سوريا وهو ما يعتبر القضية الأهم التي تشغل بال دولة الاحتلال حكومة وشعبا، وهناك شبه إجماع بأن نتنياهو قادر علي التعامل مع هذا الأمر بطريقة جيدة، علاوة علي ذلك فإن نتنياهو يعمل جاهدا علي تعزيز علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويشن عمليات عسكرية ضد أهداف عسكرية في سوريا. من ناحية أخري لا يخفي علي أحد أن ترامب ونتنياهو صديقان مقربان، حيث استغل رئيس حكومة الاحتلال ذلك في حملته الانتخابية، خاصة وأن ترامب له شعبية كبيرة في إسرائيل، وزادت بعد اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقله لسفارة بلاده من تل أبيب إلي المدينةالمحتلة، وانسحابه من الاتفاق النووي مع إيران. الانطباع السائد في الساحة السياسية الإسرائيلية أن الانتخابات المقبلة ليست »المباراة النهائية»، إنما مباراة »نصف النهائي» تمهيدا للانتخابات المقبلة التي ستشهدها إسرائيل لاحقا إذا قرر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية تقديم نتنياهو للمحاكمة مجددا في قضايا الفساد، بعد انتهاء الاستماع إلي أقواله. سيكون من الصعب علي نتنياهو الحفاظ علي حكومته الضيقة (إن نجح في تشكيلها) بعد الانتخابات القريبة، وقتها فقط سيكون ممكنا الذهاب لانتخابات قد تحمل حسما سياسيا حقيقيا بعد نهاية مرحلة نتنياهو، وإلي ذلك الحين، فإن الفوضي السياسية في إسرائيل ستستمر علي وضعها الراهن. 40 حزبا سياسيا تتنافس علي مقاعد الكنيست الإسرائيلي الذي يتألف من 120 مقعدا، ورغم ذلك فإن حزبين رئيسيين يتزعمان المشهد وهما الليكود و»أزرق وأبيض»، ومن المتوقع أن يفوز كلاهما ب 30 مقعدا. رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو يواجه اليوم الثلاثاء أشرس حملة انتخابية علي مدار مسيرته السياسية الطويلة، خاصة بعد اتهامه في قضايا فساد عديدة. نشر موقع »والا نيوز» ومعهد »بانلز بوليتيكس» تقريرا ذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلي أكد علي أن استطلاعات الرأي في الدولة العبرية صورت كيف أدار الناخبون ظهورهم لليكود الذي يتزعمه نتنياهو، وتأييد نسبة كبيرة منهم حزب »أزرق وأبيض» الذي يقوده رئيس الأركان المتقاعد بيني جانتز، أضاف التقرير أن نتنياهو حصل علي دعم كبير من صديقه الحميم دونالد ترامب، ما يعني أن الموازين قد تنقلب في أي لحظة. في حال فوزه بولاية جديدة بعد الانتخابات التشريعية يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضم المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة، قال في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية: »سأطبق السيادة الإسرائيلية دون تمييز بين الكتل الاستيطانية الأكبر والمستوطنات المعزولة». نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل لن تطرد مستوطنا واحدا في إطار أي خطة سلام مقبلة، وأضاف في مقابلة أخري مع القناة 13 العبرية: » يجب عدم إزالة أي مستوطنة من الضفة الغربيةالمحتلة». يتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تكشف واشنطن النقاب عن مقترحات للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد الانتخابات الإسرائيلية، قائلا »إلي جانب المستوطنات، فإن سيطرتنا المستمرة علي جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن كانت شرطا آخر لأي مبادرة سلام تقودها الولاياتالمتحدة». معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني اعتبر الانتخابات »استفتاء شعبي» علي قيادة نتنياهو، مشيرا إلي أن ضعف شعبيته تتعلق بتهم الفساد التي منحت قوة لمنافسه رئيس أركان الجيش السابق بيني جانتز الذي يخوض الانتخابات علي رأس »حزب الأزرق والأبيض» والذي يستغل الشعور العام ضد نتنياهو لتحقيق الفوز. قال التقرير: في حال فوز نتنياهو بالانتخابات من الأرجح أن يسعي إلي تفعيل تشريعات تسمي »القانون الفرنسي»، يمكن أن تعطيه الحصانة ضد محاكمته بتهم الفساد التي وجهها له النائب العام الشهر الماضي. تابع: أفضل نتيجة للانتخابات الإسرائيلية التوصل إلي ائتلاف يشمل نتنياهو وجانتز.. من غير الواضح أن يقبل جانتز الدخول في مثل هذا التحالف.. الائتلاف سيكون مستعدا لتقديم مبادرات لتسوية الصراع مع الفلسطينيين. استطرد التقرير: حتي وإن فاز نتنياهو، وتم تشكيل حكومة يمين بأكثرية ضيقة، فإنها ستنتهج خطا وطنيا متشددا، وستقوم بإجراءات أحادية الجانب في الضفة الغربية، والقدس الشرقية. وفي استطلاع آخر للرأي نشره »المعهد الإسرائيلي للديمقراطية» حول انتخابات الكنيست، أظهر أن هناك ارتفاعا في تأييد حكومة يمينية برئاسة بنيامين نتنياهو بين الإسرائيليين، مقابل تراجع كبير في التأييد لحكومة يمين - وسط، حتي لو كانت برئاسة نتنياهو. وفقا للاستطلاع، فإن حوالي 39% من اليهود يؤيدون تشكيل حكومة يمين برئاسة نتنياهو، بينما في ديسمبر الماضي كان 36% يؤيدون تشكيل حكومة يمين - وسط، لكن النسبة تراجعت حاليا إلي 12%، وارتفع التأييد لحكومة وسط - يسار بين الناخبين العرب من 47% في الاستطلاع السابق إلي 51% في الاستطلاع الحالي. 62% من اليهود اعتبروا أن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بسيادة الاحتلال الإسرائيلي» علي هضبة الجولان السورية تخدم مصالح إسرائيل، وقال 31% من العرب إنهم لا يعرفون ما إذا كان هذا الاعتراف يخدم مصالح إسرائيل، بينما قال 29% إن الاعتراف لا يخدم هذه المصالح. حول نسبة التصويت المتوقعة؛ تشير نتائج الاستطلاع إلي أن 56.6% من المستطلعة آراؤهم قرروا المشاركة في الانتخابات، 9.4% لم يقرروا بعد، و34.1% قرروا ألا يشاركوا في انتخابات 2019. نسبة المشاركة المتوقعة في الانتخابات تقدر وفقا للتجارب الماضية ومعطيات الاستطلاع ب2٫150٪ مقارنة بمعطيات نسبة الاقتراع الفعلية في انتخابات 2015، ما يعني انخفاضا بمقدار 12٫5٪. 22.4% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن علي القوائم العربية أن توصي باختيار جانتس لتشكيل الحكومة، 8% يعتقدون أنه يجب أن يوصي بنتنياهو، فيما قال 42.3% إنه لا يجب تقديم توصية بأحد، فيما قال الباقون أن لا رأي لديهم. آخر استطلاعات يمكن إجراؤها حسب القانون قبل الانتخابات التشريعية تؤكد أن معسكر بنيامين نتنياهو سيحصد مجتمعا 64 مقعدا في الكنيست الجديد، ووفقا للاستطلاعات فإن الخريطة التي يمثلها الرقم تعني كثرة في أحزاب يمين صغيرة تشكل مجتمعة بين 20 و22 مقعدا، تضاف إليها مقاعد الحزبين الحريديين »شاس» و»يهدوت هتوراه» لضمان الائتلاف لنتنياهو. هذا كله يفتح أفقا آخر نحو احتمال حكومة وحدة وطنية بين »الليكود» بقيادة نتنياهو، وحزب »أزرق وأبيض» بقيادة الجنرال بيني جانتز، خصوصا أن الأخير لم يسقط هذا الخيار كليا، لا سيما أن بعد يوم الانتخابات لا يثبت بالضرورة ما قبله، وقد تكون النتائج الرسمية بمثابة كلام ليل يمحوه النهار، وتصريحات بهدف الدعاية تتبخر عند ساعة الحقيقة. ووفقا لاستطلاع صحيفة »هآرتس»، سوف يحصل حزب نتنياهو، الليكود، علي 30 مقعدا، منتصرا علي حزب منافسه بيني جانتز »أزرق أبيض»، الذي سيحصل علي 27 مقعدا فقط. وكانت نتائج حزب »أزرق أبيض» أفضل من نتائج الليكود في الاستطلاعات منذ تشكيله في شهر فبراير بعد تحالف بين حزب جانتس »الصمود لإسرائيل» وحزب يائير لبيد »يش عتيد» الوسطي، ولكن بدأ بالتراجع خلف الليكود في الاستطلاعات، في أعقاب حملات سلبية. بعد الأحزاب الأولي، يأتي حزب العمل مع 10 مقاعد، اتحاد الأحزاب اليمينية - وهو تحالف بين حزب البيت اليهودي الداعم للاستيطان، حزب »المعسكر الوطني»، وحزب »عوتسما يهوديت» المتطرف، سيحصل علي 7 مقاعد، وأيضا التحالف العربي بين الجبهة والحركة العربية للتغيير. وأعطي الاستطلاع حزب »يهدوت هتوراة» ستة مقاعد، وتوقع الاستطلاع حصول كل من حزب »اليمين الجديد»، »كولانو» الوسطي يميني، »زيهوت» اليميني، »شاس» اليهودي المتشدد، و»ميريتس» اليساري علي 5 مقاعد. ذكر الاستطلاع حصول كل من حزب »إسرائيل بيتنا» والتحالف بين حزبي التجمع والقائمة العربية الموحدة علي أربعة مقاعد، وعدم تجاوز حزب »جيشير» بقيادة عضو الكنيست المستقلة أورلي ليفي أبكاسيس العتبة الانتخابية. إجراء الاستطلاع كان تحت إشراف كميل فوكس، أحد أبرز المستطلعين في إسرائيل، وشارك فيه 1002 شخصا تم استجوابهم بين 2- 3 أبريل. وتم استطلاع 700 مواطن يهودي في إسرائيل عبر الإنترنت و150 عبر الهاتف، إضافة إلي 150 مواطنا غير يهودي عبر الهاتف. وهامش الخطأ هو 3.2%. وأظهر الاستطلاع أن 46% من المشاركين يفضلون تولي نتنياهو رئاسة الوزراء، مقارنة ب 37% يفضلون جانتس.