تراجع أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم السبت 7 يونيو 2025    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 7-6-2025 في مصر بعد آخر ارتفاع    أسعار الفراخ والبيض في بورصة وأسواق الشرقية اليوم السبت 7 يونيو 2025    أسعار الحديد اليوم في مصر السبت 7-6-2025    ارتفاع تأخيرات القطارات في ثاني أيام العيد    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 7-6-2025 في المنوفية.. الطماطم 10 جنيها    جيش الاحتلال يقصف منطقة بطن السمين في خانيونس    وزير العمل يهنئ فلسطين بمنحها "عضو مراقب" بمنظمة العمل الدولية    اليابان: لا اتفاق بعد مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية    مباريات اليوم السبت.. إنجلترا وهولندا في مهمة خارج الديار بتصفيات كأس العالم    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    بعد تصريحات زيزو.. عضو مجلس الزمالك يوجه رسالة غامضة    إجراء تحليل المخدرات لسائق دراجة نارية دهس سيدة بأكتوبر    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 بالقاهرة.. اعرف موعد الإعلان    توافد جماهيري على الحديقة الدولية فى ثانى أيام عيد الأضحى    النشرة المرورية.. سيولة بحركة السيارات بمحاور القاهرة والجيزة    طريقة عمل كباب الحلة، ألذ وأسرع غداء على سفرتك في العيد    محافظ الإسماعيلية يوجه بفتح الأندية لنزلاء دور الرعاية والمسنين (صور)    تقديس السينما عند جعفر بناهي.. دروس للأجيال    بأمر المحكمة.. سفاح المعمورة في مستشفى العباسية للكشف على قواه العقلية    التفاصيل الكاملة لاتهام زوجة المطرب إسماعيل الليثي بالاعتداء عليها وسرقة مجوهراتها    بعد خلافه مع ترامب.. إيلون ماسك يدعو إلى تأسيس حزب سياسي جديد    بعد خلافه مع «ماسك».. «ترامب» يُفكر ببيع سيارته «تيسلا S»    ترامب يكلف بتوسيع إنتاج الطيران الأسرع من الصوت    «كذاب وبيشتغل الناس».. خالد الغندور يفتح النار على زيزو    "مش جايين نسرق".. تفاصيل اقتحام 3 أشخاص شقة سيدة بأكتوبر    «لعيبة تستحق تلبس تيشيرت الزمالك».. شيكابالا يزف خبرًا سارًا لجماهير الأبيض بشأن الصفقات الصيفية    محمد هانى: نعيش لحظات استثنائية.. والأهلي جاهز لكأس العالم للأندية (فيديو)    بعد تصدرها الترند بسبب انهيارها .. معلومات عن شيماء سعيد (تفاصيل)    كلهم مصريين، مصرع شخص وإنقاذ 36 آخرين في احتراق مركب هجرة غير شرعية قبالة سواحل ليبيا    صدام ترامب ونتنياهو بسبب إيران.. فرصة تاريخية لدى رئيس أمريكا لتحقيق فوز سياسي    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    مباحثات مصرية كينية لتعزيز التعاون النقابي المشترك    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    منال سلامة ل"الفجر الفني": لهذا السبب قد أرفض بطولة.. ولا أفكر في الإخراج    دار الإفتاء تكشف آخر موعد لذبح الأضحية    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    «المشكلة في ريبيرو».. وليد صلاح الدين يكشف تخوفه قبل مواجهة إنتر ميامي    الشناوي: المشاركة فى مونديال الأندية إنجاز كبير.. وحزين لرحيل معلول    المطران فراس دردر يعلن عن انطلاق راديو «مارن» في البصرة والخليج    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    صلى العيد ثم فارق الحياة.. تشييع جنازة صيدلي تعرض لأزمة قلبية مفاجئة في الشرقية    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق نشب في كشك بكرداسة    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    سالى شاهين: كان نفسى أكون مخرجة سينما مش مذيعة.. وجاسمين طه رفضت التمثيل    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية تُعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الأراضي المقدسة    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    تفاعل مع فيديو هروب عجل قفزًا في البحر: «رايح يقدم لجوء لأوروبا»    البابا تواضروس يهاتف بابا الفاتيكان لتهنئته بالمسؤولية الجديدة    لأصحاب الأمراض المزمنة.. استشاري يوضح أفضل طريقة لتناول البروتين في العيد    أستاذ رقابة على اللحوم يحذر من أجزاء في الذبيحة ممنوع تناولها    حدث في منتصف ليلًا| أسعار تذاكر الأتوبيس الترددي على الدائري.. وموجة حارة بكافة الأنحاء    تفشي الحصبة ينحسر في أميركا.. وميشيغان وبنسلفانيا خاليتان رسميًا من المرض    وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة    حكم من فاتته صلاة عيد الأضحى.. دار الإفتاء توضح التفاصيل    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتورة آمنه نُصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب:الإخوان لم يكونوا أمناء علي الإسلام
نشر في آخر ساعة يوم 27 - 11 - 2018

الحوار مع الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وعضو البرلمان يمتلك وضوح الفكرة وجرأة الرأي المستند إلي رؤية فلسفية وعقيدية معاً.. وهي ليست خريجة أزهر لكنها تُدرس فيه فلسفة إسلامية وعقيدة.. وفي سنواتها الأولي درّست في مدارس "الأميركان كوليج اسكول" بأسيوط فامتلكت مفاتيح لغة التخاطب مع الغرب.. ثم درست فلسفة واجتماعا وعلم نفس في جامعة عين شمس.. فأحاطت علماً بالإنسان من خلال علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة.. ثم بدأت تركز علي العقيدة من منظور عقلاني.
• منذ عام تحدث فضيلة المفتي دكتور شوقي علام عن تزايد أعداد الملحدين في مصر وأساتذة مشايخ آخرون تحدثوا في هذا.. وفي اعتقادي الخاص أن لفظ ملحد ليس دقيقا لأنه يبدأ بأفكار شاذة مشوشة لم تتخذ صورة نهائية وعلينا ألا نستبقها.. كأستاذة للفلسفة الإسلامية ما رصدك لهذا الفكر..؟
- أفزعني أن أخبرني أحد الإعلاميين منذ ثلاثة أو أربعة أشهر أن عدد الملحدين وصل إلي 3 ملايين..
لكن ليس هناك إحصاء حقيقي لأي رقم لأن الإلحاد ليس بظاهرة في مصر إلا من بذور لأفكاره قد يتداولها فصيل من الشباب.. وحتي لا نفاجأ بهذا الفكر وقد أصبح ظاهرة أين منطقة الخطأ لمعالجتها؟..
- الإلحاد يوجد حين يزداد التشدد.. فالنفس البشرية كما لقبها الحق الذي خلقها وهو أعلم بها قال:"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها".. فالنفس التي بين جوانحنا جميعاً تحمل الأمرين تحمل الفجور وتحمل الإيمان.. لما تيجي تتشددي عليها تجعلي فجور النفس البشرية يتغلب علي تقواها.. وهنا يظهر التمرد الذي هو جزء من شخصية الشاب.. وهذا يؤدي إلي الرقم الذي سمعته من عدة مصادر.. وفي جملة مختصرة إذا وُجد التشدد وُجد الإلحاد..
من رصدك فلسفياً للواقع الديني المجتمعي كيف تسللت إلينا تلك الأفكار المتشددة والمنفلتة معاً في وجود مشايخنا ونحن شعب سمته التدين السمح..؟
- المناخ العام يدفع لهذا بسبب تخافت دور الأسرة وتخافت دور المساجد.. نحن في حاجة للشيخ الذي يدرك سيكلوجية الشباب وسيكلوجية الجمهور الذي يجلس أمامه بعد الصلاة.. ومؤخراً طلبت من الدكتور وزير الأوقاف وهو رجل نشيط ويريد أن يعمل الكثير بأن أئمة المساجد كانوا منذ نصف قرن يجلسون عقب الصلاة في المساجد يتحولق حولهم المصلون يسألون في كل شيء حتي في مشاكلهم الشخصية.. اليوم لم يعد هذا موجودا.. أصبح الإمام يؤدي الفريضة ومن أقرب باب يخرج.. ففقدنا عنصر إمام المسجد وكان له دور عظيم عند الشباب والكبار..
يبدو مجتمعنا كأنه مشدود الأطراف بين التشدد والانفلات حول أو من محيط منطقة الوسط.. هل الوسطية تزداد ضعفاً..؟
- أناشد أئمة المساجد وعلماء الأمة وليس الأزهر فقط.. وأملنا في الإعلام المرئي.. وياليت كل قناة فضائية أو أرضية تجعل ساعة علي الأقل أسبوعياً تقدم فيها علماء الأمة من علماء التربية والنفس والاجتماع والفقه والتفسير والفلسفة ليقدموا كل ألوان العلوم الإنسانية والفقهية والأصولية.. وهذا سيدعم الوسطية في الدين.. وعلينا أن نناقش ما يُطرح في الساحة بلا حساسية وبلا خشية.. نناقش لماذا يلحدون أو يتطرفون..؟ وأوجد البوابة المضيئة التي أشدهم وأدخل إليهم منها.. وكل هذه النقاشات ستنزل علي الفيس والناس تتبادله وفي خلال سنة علي الأقل سينتهي هذا..
تحديداً من المذنب المجتمع أم المؤسسة الدينية أم الانفتاح بوسائل التواصل علي أفكار غير مُهيأ شبابنا لمواجهتها..؟
- حق الشباب المتمرد الضائع في رقبتنا من الأسرة للإعلام للعالم للمفكر لأستاذ الجامعة لأستاذ الفصل في المدرسة.. ماأطلعش الأولاد في مرحلة المراهقة مفرغين وييجوا في الجامعة يشتد عودهم ويشتد لسانهم ويشتد إلحادهم.. لابد نأخذ المنظومة بكل تدرج بدءاً من المدرسة.. لابد أن ندرك أهمية الأجيال الصغيرة التي دخلت علي النت والفيس علي العالم الخارجي المفتوح علشان كده يلقبوها ب"الحرب الرابعة" فحرب الإلكترونيات أمرّ وأشد من حرب السيف وأخطر وتسري في البيت تدمره زي السوس دون أن تشعري.. أتمني أن الكل يستشعر الخوف علي ولادنا.. أما العتاب الأعظم فيقع علي الأسرة.. أنا زعلانة من الأسرة المصرية خاصة من المرأة الأم.. المشوار طويل جداً.. وللأسف ابتدينا متأخرين جداً جداً..
هل هناك فراغ مجتمعي تسبب في فراغ عقيدي..؟
- نعم.. هناك فراغ داخل المجتمع كله بكل مؤسساته.. النهاردة المدرسة فُرغت من دورها.. المعاهد فرغت من دورها أليس كذلك.. النوادي الاجتماعية هل أدت دورها الثقافي والاجتماعي دي النوادي فيها أكبر تجمع بشري.. لذلك أناشد كل المؤسسات في مصر أن نفيق.. وكلٌ منا يضطلع بدوره كما أمرنا الحق سبحانه وتعالي.. "إني جاعل في الأرض خليفة".. والخليفة يبني.. أنا مش جاي أقعد في الدنيا فانتازيا.. أنا لي دور استخلاف في الأرض لتعميرها.. هل نحن نعمر الأرض..؟ هل نحن نعمر الفكر..؟ هل نحن نعمر ما خُلقنا من أجله..؟ أبداً.. إحنا بقينا شعوب مليانة بالإلهاء واللهو فيما أنا أرغبه في لذة وفي جمع مال بالحلال وبالحرام وهكذا.. إحنا عايزين علي الأقل حالة من اليقظة البشرية في مصر.. أنا أتكلم عن وطني اللي أُتلف فيه كثير من حضارته ومن قيمه ومن أصالته ومن عقله.. كل ده اتهز في مصر..
لو نظرتِ اليوم من منظور علوي.. كيف ترسمين خريطة العقل المتدين المصري..؟ وكيف ترين فلسفيا التركيبة الدينية..؟
- خريطة العقل المتدين تكشف أن مصر أصبح تدينها في الظاهر.. نحن ابتلينا في مصر بعد سفر الملايين من المصريين بأسرهم وأبنائهم إلي دول الجوار وقد عادوا إلينا بتدين المظهر.. انبهروا بيه وعادوا إلينا بهذا التشدد في المظهر الذي انعكس علي المخبر.. فواكب المظهر التشدد في الاعتقاد والعقيدة وفي المعاملات اليومية.. وانتشرت اللحي.. وهم الحقيقة ربنا ما يسامحهم - علماء الجزيرة - أرسلوا ورا الأسر العائدة لمصر بأموال طائلة مع أحبائهم مثل محمد حسان ومحمد ترتان وأسماء لا أحفظها وحتي عقلي يرفض أن أنشغل بهؤلاء.. وأعطوهم أموالا طائلة لم يكونوا يحلمون بأن يروها بالعين وفتحوا لهم مجموعة القنوات وكانوا ظهيرا في منتهي الخطورة سحب من الأزهر دوره.. وهؤلاء بقنواتهم غيّبوا العقل المصري وعند المرأة تحديداً..
والسبيل إلي الخروج من استغلال المسميات الدينية..؟
- كم أنا سعيدة للغاية بالذي حدث في مؤتمر الشباب عندما ألمح رئيس الدولة إلي هذه المعاني وإلي حرية التدين لأننا لابد أن نتعلم العيش مع بعضنا البعض لأن لا سلام ولا نمو للإنسان إلا بأننا جميعا نتعايش علي هذا الكوكب الأرضي دون النظر لدين الآخر.. إذا كان رب العزة وهو يرسل نبيه الكريم ماذا يقول له..؟ يقول "ما عليك إلا البلاغ " و"أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين " و"لست عليهم بمسيطر".. أليست هذه توصيات إلهية للنبي المبعوث عليه الصلاة والسلام بالرسالة.. وهذه هي فلسفة الإسلام التي سألتني عنها.. أنا لا أكره أحدا علي ديني ولا أطارد أحدا علي عدم إيمانه.. ليست مهمتي.. لكن في جملة واحدة نوكل أمرهم إلي خالقهم.. هو أولي بهم..
الأوصياء علي دين الله
تشدُّد بعض المشايخ والزوايا وكثير من الفضائيات وإرهابنا الدائم بالعذاب وبأننا جهلة.. هل دفع هذا بالشباب للابتعاد عن دين الله السمح..؟
- ده التشدد اللي أوجد الإلحاد علي فكرة.. الشاب يقول خلاص إذا أنا مقتول مقتول محروق محروق وهاتعذب في القبر والأفاعي تأكلني.. خلاص أستمتع بدنيتي.. خلاص إنت كده قطعت بينه وبين الأمل في الله.. إن الله يحب عشم عبده يعني تعشمي في الله دايما.. إن الله لا يخذل العشمان فيه أبداً أبداً.. كلما تعشمتي فيه نلتي الجنة.. والشباب مساكين وقعناهم في شر أعمالنا وبأيدينا.. عارفة يعني إيه بأيدينا.. كله متشدد أو غير متشدد بأيدينا..
كثُر الأوصياء علي دين الله من هم..؟
- دول أناس دخل في روعهم أن الله لم يهد أحداً إلا هم.. ده نوع من الغرور الكذاب والغرور المقيت.. ومتصورين أن لهم اليد الطولي في أنهم طول الوقت يهاجمونك وطول الوقت يعلمونك الدين.. والله لم يوص أحداً.. إذا كان رب العزة سبحانه وتعالي وهو يرسل نبيه الكريم بالرسالة ماذا قال له: "ما عليك إلا البلاغ" و"أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" و"لست عليهم بمسيطر".. فيه أروع من كده.. إذا كان رسول الله ليس بمسيطر علي الناس يأتي هؤلاء الأوصياء شوية الجهلة أنصاف المتعلمين ليكونوا أوصياء علي خلق الله.. ده أبشع شيء وأبشع خلق إنك تنصبي من نفسك وصية علي أحد يُصلي أو لا يُصلي ملتزم أو لا مُلتزم.. فما بال علي دين الله..
هؤلاء أنصاف جهلة بالفعل أم سعياً منهم حباً في المال..؟
- أنا قلت جهلة وجهلهم جهل بكل شيء.. لكن للأسف بيعرفوا يبهروا العامة..
نفسيا وفلسفياً هناك تناقض.. فعلي قدر مرونة الفكر الإسلامي وفطرته نجد عقل المسلم متشنجاً عبر العديد من الأزمنة.. رغم أن النص واحد..؟
- متشنجاً جهلاً.. لما الإنسان ليل نهار دايماً خايف ومذعور من ربنا.. أما النص الواحد فكل واحد يتلقاه من منظور ما يعرفه من علم.. أنا ألخصها في جملة واحدة "غياب العلم العقدي الصحيح" و"غياب صدق المعرفة" و"غياب أمانة الكلمة".. إذا غاب الثلاثة دول فحدث ولا حرج.. كل البلاء اللي ممكن تذكريه يأتي من غياب الثلاثة عناصر..
من رصدك الفلسفي والنفسي والاجتماعي.. شايفة رايحين بكل التناقضات إلي أين..؟
- أنا مش مبسوطة من مجتمعنا الآن.. مجتمع خلا من متدين القلب من جوه.. أين تدين الخير.. تدين السلوك.. تدين أن أراقب الله الذي لا تغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.. إحنا بقينا نعمل رقباء علي بعضنا.. ومن التناقضات أن المنقبة متخيلة لما غطت نافوخها من رأسها لوشها لقدمها خلاص بقت ست الفضل كله ده خبل.. هذا خبل.. المطلوب من المرأة المسلمة الاحتشام لا أكثر ولا أقل..
النقاب وبال علي المجتمع
لماذا النقاب أزمة دائمة..؟
- لأنه أصبح وبالاً علي الأمن في المجتمع.. وعمل إشكاليات أمنية كثيرة..
علي الأمن وليس العقيدة..؟
- أيوة علي الأمن وعلي العقيدة أيضاً.. الإسلام جاء ووجد النقاب.. لم يفرضه.. إنما فرض غض البصر كما جاء في سورة النور آية 30 و31 و32 " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"، "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"، "وليضربن بخمرهن علي جيوبهن" فالآيات الثلاث في سورة النور هي التي حسمت قضية النقاب.. لأن لا يُعقل ولا يتوازن مع النص القرآني العظيم قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وبعدين تحط لي متر أسود علي وشها.. طب أغض بصري ليه..
هل يري البعض أن النقاب يزيد إلي درجة ما من قدر المرأة مجتمعياً..؟
- أبداً.. بتاتاً.. بل بالعكس أصبح الآن يُنظر لصاحب هذا التشدد أنه لا يُحترم له رأي لأن ده تشدد.. الإسلام كل طلبه من المرأة الاحتشام بما لا يصف ولا يشف ولا يلفت النظر.. إلبسي ما تشائين من موروث ثقافتك بهذه الشروط الثلاثة لا أكثر ولا أقل..
هل لأن النقاب نفسياً يقدم صورة أقرب لفكرة التخفي والتواري كقناع أو ساتر يخفي رمزيا شخصية منقسمة أو ضعيفة هشة تربت علي عدم المواجهة..؟
- سيكولوجية المرأة لدي كثير من النساء تحب أن تكون مستخبية.. أو خلف قناع كما ذكرت.. أو خلف جدار كما المرأة عندنا في الصعيد قوية للغاية من وراء الجدار وأنا ست صعيدية ورأيت المرأة الصعيدية تكون قوية وهي اللي بتحض علي الثأر وهي التي تدير البيت من وراء الأسوار.. المرأة تحب أن تكون مختبئة وتخبئ قوتها.. ولو نظرت لمن ترتدي النقاب تجدينها تبص بعينيها وبتحجر بعينيها ومستقوية لأنها مستخبية..
النقاب نفسه بهذا الشكل الاجتماعي يخفي استغلال ديني أم سياسي..؟
- هو استغلال طبعاً.. يعني المشرفين علي الفكر ده يُقاتلوا من أجل النقاب ولا يُقاتلوا من أجل الصلاة اللي هي الركن الأساسي التي تُخرج الإنسان من الكفر إلي الإيمان ومع هذا لا يكترثوا إن كانت هذه المنتقبة بتصلي ولا ما بتصليش.. أذكر كان في الإسكندرية حي شعبي كانت الست اللي لابسة نقاب يهدوها حلق ذهب.. ليه كل هذا.
كيف تري الفكر الإخواني..؟
- الإخوان خرجوا باسم الدين ولم يكونوا أمناء علي الدين.. عملوا حالة من الردة عند الناس.. وعملوا حالة من الكراهية والحقد ولو وجدوا أي فرصة لن يسكتوا هذه الكراهية والحقد تُفرغ في أي شكل من الأشكال وأي وقت من الأوقات.. هم تربوا علي كده وتاريخهم أسود.. حتي في زمنهم كثير من الفتيات خلعن الحجاب نتيجة رد فعل فشل من ادعي الدين وظهر كذبهم.. والعلماء لم يوقفوهم..
تجديد الخطاب الديني
تحديداً هل نحتاج إلي تجديد الخطاب الديني عن قماشته الأولي.. أم تصحيحه وتصويبه مما لحق به من شوائب.. أم عصرنته لزمن نعيشه..؟
- لأ.. عصرنة وكل الكلمات السابقة تؤدي للهدف نفسه.. إحنا لدينا رصيد فقهي من فقهائنا العظام الأوائل تراث لا تمتلكه بشرية كالذي نمتلكه من شروح وفتاوي فقهية واجتهادات علماء لأكثر من ألف سنة لكن في عصرنا هذا هناك مستجدات لم يعرفها الفقهاء الأوائل في كل ما يلتحق بالإلكترونيات بكل ما اُستحدث فيها.. كذلك الأقليات المسلمة في بلاد الغرب أيضاً من القضايا المعاصرة ولذلك أصبح المُجتهد هو المُجدد لما يُستحدث من أمور في عصرنا التي هي كل يوم في شأن..
هل لدينا اليوم مُجددين..؟
- أتمني.. المؤسسة إيه اللي وراها.. لكن مفيش حد إنبري لهذه المهمة.. رغم أن ده فرض عين عليهم إن كل من لديه علم أن ينبري للمستجدات التي حدثت في عصرنا.. وهناك عندنا دار الإفتاء.. وعندنا مؤسسة للمشيخة.. لماذا لا يجعلون في كل شهر جلسة يواكبون فيها كل ما اُستحدث من علوم معاصرة لم يعرفها الفقهاء الأوائل ويُفتي فيها بما يرونه علي ضوء العصر وعلي ضوء إلحاح ما اُستحدث من إحداثات هذا العصر..
في الدين يوجد مُنظرون..؟
- نعم.. أصحاب التخصص الذين يُحاورون في قضايا علمية..
الأولوية للخطاب أم السلوك الديني..؟
- الاثنين معاً.. والخطاب الديني قد يسبقه لأنه هو الذي يوجه السلوك..
ما حصلش تجدد في الخطاب ولا في السلوك..؟
- هذا هو القصور.. هذا قصور لا يُدافع عنه أي عاقل..
قصور علماء..؟
- نعم..
وإخواننا الأقباط بعد حادث المنيا البشع تم توجيه التعازي إليهم.. في تصورك ما المفترض إجراؤه بعد التعازي كي تشفي القلوب..؟
- طالما الإجرام موجود وطالما غياب الضمير موجود.. فاعلو هذا الإجرام أُناس غاب عنهم ضمير البشر وأخلاق الإنسانية.. أنا أسميهم "تتار هذا العصر".. ولابد المؤسسة الدينية ومنابرنا ومشايخنا أن يعمقوا مفهوم المواطنة والتسامح مع بعضنا البعض.. ويعمقوا أن من شاء فليؤمن ومن شاء لا يؤمن هو حر حتي بين المسلمين أنفسهم.. وأنا بالنسبة لأهلنا ما أقولش عنصرين أبداً ولا أعبر عنهم إلا بكلمة أهلي.. وأقصدها إنهم أهلي لأننا كلنا ننتمي لأب واحد وأم واحدة.. هو فيه حد مننا جاء من أب غير آدم..؟ لذلك لا بد أن نبتعد عن الوصاية التي توصلنا وأوصلتنا إلي الدماء..
ما طبيعة هذا الفعل التي أوصلنا إلي سفك دماء إخواننا..؟
- فيه كثير مما لا نعرفه.. وأموال بتُدفع.. عالم بشع جداً.. عالم خلا من الآدمية.. ده الإسلام بيقول النفس البشرية كم هي غالية علي خالقها من قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. وفي حاجة اسمها الكليات الخمس في الإسلام علي رأسها حماية النفس وحماية النسل وحماية العرض وحماية المال وحماية الدين.. الضرورات الخمسة في الإسلام كل إنسان منا مُكلف بحمايتها مش يدمرها.. وهذا الفكر البشع اختار توقيت حادث المنيا قصداً مع مجيء الشباب إلي مصر كي يسودوا الحياة ويُفسدوا الهدف..
هل الدين نقطة ضعف أو مفصل ضعيف قابل للكسر حتي به يستحل الإرهابيون والمتطرفون الدم باسمه؟
- آه بيلعبوا علي وتره.. لأن الدين مفصل مهم جداً لكن مش ضعيف.. ومن كتر ما إحنا متشبثين بيه بنضعف أمام أي مساس بيه فإحنا محبين لديننا جداً.. واستباحة دم الإنسان من الإرهابيين ليس لنقطة ضعف في الدين..
ما حصاد ما أساء به المتشددون والإرهابيون للإسلام؟
- شوهوه.. شوهوا الإسلام الذي احترم إنسانية الإنسان من أي لون أو أي جنس أو أي عقيدة.. والإسلام هو الدين الوحيد الذي يحرص علي نشر عقيدته دون أن يُجبر غيره علي ترك عقيدته..
علي قدر مكانتك وعلمك لماذا تتعرضين أحياناً للهجوم من البعض..؟
- أنا ربنا أعطاني اللغة التي أتحاور بها في أوروبا وأميركا وبأدافع بيها عن الإسلام.. فكل ما أعطاه الله لي وظفته لديني.. لكن تمادي البعض ليقول الدكتورة دي ما بتركعها.. هل رآني بصلي وبركعها ولا لأ..؟ أهو ده نوع من التطاول القبيح خدوا أوزار وهما العاملين أوصياء.. وأنا طفلة عمري سبع سنوات فرضت علي المدرسة التبشيرية في أسيوط إني أطلع من الفصل وأصلي في مواقيت الصلاة وحينها تدخل عم الرئيس عبد الناصر رحمة الله عليهم جميعا وقابل إدارة المدرسة وقال لهم دي مسلمة في دولة مسلمة إزاي تمنعوها من الصلاة..
أما لمن يهاجموني أقول: "أنا أنتمي لعائلة فولاذية الجينات من عائلة ثرية سيدة قومها لا يهمني هؤلاء الأوباش.. وأوعوا تتصورا أنكم تهزون شعرة في رأسي.. وده حقيقي.. دول ناس لا يمتلكون أمانة الكلمة ولا أمانة الشهادة ولا أمانة في شيء.. دول ناس مهاطيل لا أكترث بهم.. "
من جانب آخر أحد المشايخ أجري مداخلة في إحدي حلقات برنامج تليفزيوني أنا ضيفته وقال يا دكتوره لم نهاجمك أبدا.. وبعدها علي المواقع نزلوا أن مؤسسة الأزهر تحث الفضائيات علي الإقلال من استضافة آمنه نصير.. طيب أقسم بالله العظيم طول ما أنا عايشة ما أدخلش المشيخة.. أنا مشرفاهم في البلد وبره البلد.. لا أنا أزهرية ولا اتعلمت في الأزهر ولا لي دعوة بيكم.. أنا أستاذ في نور العقل ونور العقيدة ومن جامعة أكاديمية يُحترم أداؤها أنا أعطيكم ولا آخذ منكم.. أنا عارفة أدائي وعارفة عملي.. أنا ما خدتش منكم حاجة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.