أسعار العملات في البنوك اليوم الاثنين 17-6-2024    أسعار السمك اليوم الاثنين 17-6-2024 في الأسواق.. البلطي ب45 جنيها    مصرع 5 أشحاص فى حادث تصادم بين قطارى "بضائع وركاب" بالهند    مصادر فلسطينية: القوات الإسرائيلية تقتحم مخيم عقبة جبر في أريحا ومدينة قلقيلية    حدث ليلا: نتنياهو يعيش في رعب.. وارتفاع أعداد قتلى جيش الاحتلال إلى 662    فرنسا ومبابي في اختبار صعب أمام النمسا في مستهل مشوار يورو 2024    موعد مباراة الإسماعيلي ضد إنبي اليوم الإثنين في الدوري المصري    تشكيل الزمالك المتوقع أمام المصري في الدوري    تشكيل الإسماعيلي المتوقع ضد إنبي في الدوري المصري    أخبار مصر: وفاة 4 حجاج مصريين أثناء رمي الجمرات بينهم رئيس محكمة، ممثل مصري يتباهى بعلاقته بإسرائيل، منجم يحدد موعد يوم القيامة    «الأرصاد» تحذر من ظاهرة جوية مفاجئة في طقس اليوم    الدولار يسجل 47.75.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه اليوم    بالفيديو.. وفاة قائد طائرة خلال رحلة جوية من القاهرة للسعودية    تفاصيل الحلقة الأولى من الموسم الثاني ل House Of The Dragon    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    لماذا خالفت هذه الدول توقيت احتفال أول أيام عيد الأضحى 2024؟    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    عصام السقا يحتفل بعيد الأضحى وسط أهل بلدته: «كل سنة وأنتم طيبين» (فيديو)    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    افتتاح المرحلة «ج» من ممشى النيل بمدينة بنها قريبًا    البيت الريفى.. الحفاظ على التراث بمنتجات ومشغولات أهل النوبة    «المشاط» ورئيسة بنك التنمية الجديد تزوران مشروعات «اقتصادية قناة السويس»    وفاة الحالة السادسة من حجاج الفيوم بالأراضي المقدسة    إيهاب جلال يُعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة إنبي    منافسة إنجليزية شرسة لضم مهاجم إفريقي    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    رامي صبري: «الناس بتقولي مكانك تكون رقم واحد»    دعاء فجر ثاني أيام عيد الأضحى.. صيغ مستحبة رددها في جوف الليل    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    دعاء الضيق والحزن: اللهم فرج كربي وهمي، وأزيل كل ضيق عن روحي وجسدي    تقتل الإنسان في 48 ساعة.. رعب بعد انتشار بكتيريا «آكلة للحم»    البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    حلو الكلام.. يقول وداع    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    بسبب انفصاله عن زوجته.. موظف ينهي حياته قفزًا من الطابق الرابع بالجيزة    جثمان داخل «سجادة» في البدرشين يثير الرعب أول أيام عيد الأضحى (القصة الكاملة)    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    انخفاض أعداد الموقعين على بيان مؤتمر أوكرانيا الختامي ل82 دولة ومنظمة    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    وزير الداخلية السعودي يقف على سير العمل بمستشفى قوى الأمن بمكة ويزور عدداً من المرضى    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق حسام خير الله أحدث مرشحي الرئاسة:
»زهقت« من نغمة أنني مرشح العسكري!
نشر في آخر ساعة يوم 17 - 01 - 2012

أثار انضمام الفريق حسام خيرالله وكيل جهاز المخابرات السابق، إلي سباق المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية، المزعم إقامتها في شهر يونيو المقبل، العديد من علامات الاستفهام، حول كونه مرشحاً للمجلس العسكري، وطبيعة عمله كرجل مخابرات كان مسئولاً عن هيئة المعلومات والتقديرات "المطبخ السياسي والاقتصادي والعسكري" لجهاز المخابرات منذ عام 2000 وحتي عام 2005 ومدي قبول المواطنين لفكرة أن يتولي الحكم رئيس ذو خلفية عسكرية.
"آخر ساعة" التقت بالفريق حسام خير الله ليجيب علي هذه التساؤلات، فأكد أنه لا يمثل إلا نفسه في الانتخابات الرئاسية ولا ينتمي للمؤسسة العسكرية ولا علاقة له بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة، وأن خبرته العسكرية تزيده قوة ولا تنقص من قدرته علي المنافسة في الانتخابات.
ودار معه هذا الحوار .....
❊❊ لماذا أعلنت عن ترشحك للرئاسة متأخراً عن بقية المرشحين؟
لأنني كرجل عسكري تعلمت أن الرغبة وحدها لا تكفي لتكون دافعاً لي للترشح، ولكن كان يجب دراسة الأمر بكل أوجهه ومعرفة أبعاده واختيار الوقت المناسب لذلك، وأنا منذ فترة طويلة أعد للحملة الانتخابية للترشح، وأعلنت ذلك الآن لأن هذا هو الوقت المناسب، فقد انتهت الانتخابات البرلمانية التي أعتبرها البداية الحقيقية لحالة الاستقرار السياسي في مصر.
كما أنني قبل إعلان ترشحي قررت القيام بجولات ميدانية، لأقيس مدي قبول الناس، وبدأتها من أسوان حيث أصولي الصعيدية، فوالدتي من جرجا ووالدي كان محافظاً لأسوان، وبعد جولات بدأت منذ مايو الماضي بين الصعيد ووجه بحري كانت كل جولة تستغرق 4 أو 5 أيام، قررت الترشح، لما وجدته من قبول ورضا من المواطنين، كما أنني تفهمت المشكلات الحقيقية عند الناس، فأهل أسوان مثلاً لا يشغلهم الاستقطاب السياسي بقدر ما يشغلهم عدم وجود مياه نقية للشرب في منازلهم، رغم موقعهم علي النيل، ولا يؤرقهم صعود الإسلاميين بقدر ما تؤرقهم ظلمة المنازل الناتجة عن غياب الكهرباء.
وتأخرت في الإعلان عن الترشح أيضاً، لأنني أعتبر الرئاسة ليست مغنماً، إنما مسئولية كبيرة، فأنت في رقبتك أكثر من 80 مليون مصري، وتخشي أن تحمل مسئوليتهم لو تعاملت بمنطق الخليفة عمر بن الخطاب حينما قال: لو عثرت دابة في العراق سيسألني الله عليها يوم القيامة، كما أنني فضلت الابتعاد عن الصخب الإعلامي حتي لا أحرق نفسي وأفقد أي أرضية شعبية وجماهيرية من الممكن أن تؤيدني.
❊❊ ما هي خبراتك السياسية التي تؤهلك لخوض انتخابات الرئاسة، وأنت رجل مخابرات وتنتمي للمؤسسة العسكرية؟
علينا الفصل تماماً بين مؤسسة المخابرات العامة وبين المؤسسة العسكرية فهناك قانون منفصل لكل منهم، ورجل المخابرات لاينتمي للمؤسسة العسكرية بأي حال من الأحوال كما أنه ينتقل من العسكرية للمخابرات وتنقطع صلته بالعسكرية تماماً، أما ما يخص خلفيتي العسكرية فهي إضافة وليست محل تساؤل.
وأنا هنا أؤكد أنني لست مرشحاً للمجلس العسكري، ولا علاقة لي بالمجلس من قريب أو بعيد، لأنني "زهقت" من هذا الادعاء منذ أن أعلنت عن ترشحي وطالما نفيت هذا الأمر ولكن بلا فائدة، كما أنني فكرت في طرح اسمي لانتخابات الرئاسة دون لقب فريق، لكنني وجدت أنها "عيب"، لأنني بذلك أبيع تاريخي واسمي، وهو ما جعلني أصر علي أن أخوض الانتخابات بلقب ال"فريق".
أما خبراتي السياسية التي تؤهلني للترشح لانتخابات الرئاسة، فأنا عملت علي مدار خدمتي بهيئة المعلومات والتقديرات بمجرد انتقالي من الجيش للمخابرات، وهي هيئة معنية بالسياسة والاقتصاد العالمي وعلاقتة بالاقتصاد والسياسة في مصر، أما الأوضاع الداخلية فليس لي علاقة بها فأنا لا أدعي أنني أدرك كل شيء، ولكنني أستطيع أن ألم بالعديد من الأمور التي تؤهلني لذلك.
❊❊ كيف وضعت برنامجك الانتخابي؟
استعنت بخبراء وباحثين علي مستوي علمي مرتفع، كما أنني قرأت دراسات مهمة وقيمة عن التعليم والصحة والزراعة والصناعة وكل المجالات، ثم بدأت أضع ملامح برنامجي، ووضعته كاملاً بعد الجولات الميدانية سواء في الداخل أو الخارج حيث بدأت بالدول الأفريقية، لكنني لن أعلن عن تفاصيله قبل التقدم رسمياً بأوراق الترشح حفاظاً علي حقوق الملكية الفكرية.
❊❊ ما المحاور الداخلية والخارجية لتنمية مصر التي ستتبناها في برنامجك الانتخابي؟
أهم محاور تنمية مصر داخلياً الحفاظ علي كرامة الشعب المصري أولاً، وتحقيق العدالة والتنمية الاجتماعية والديمقراطية والحرية، وإعادة الانضباط للحياة المصرية (المثال الألماني)، وبناء الإنسان المصري لتعويض التراجع، تأسيساً علي أولوية التعليم والبحث العلمي والصحة، وزيادة حرفية العامل والمزارع، واستعادة الدور الثقافي للمواطن، واستعادة الزراعة لدورها الحيوي، مع إيجاد الحلول لمعالجة مشكلة نقص الأراضي الزراعية بالدلتا، والتصنيع الزراعي، وتحسين النقل بأنواعه والتركيز علي منظومة النقل متعدد الوسائط وتشجيع الاستثمار الخارجي والداخلي مع إعطاء الأولوية للمشروعات التي تنقل التكنولوجيا لمصر، ومعالجة مشكلة البطالة واستعادة الأمن في إطار القانون، وتواجد جيش قادر علي الردع يعتمد علي الكيف أولاً، وزيادة قدراته للاعتماد علي الذات، وضرورة إنشاء صندوق التكافل الاجتماعي ويكون هدفه العمل علي خفض نسبة البطالة والدعم المالي للبطالة، كل هذا عليه أن ينتهي بتبني عقد اجتماعي بين الدولة والمواطنين يقيم زمن وجودة أداء الخدمات الحكومية.
أما خارجياً فتطلب التنمية سياسة خارجية تقوم علي مساندة السلام القائم علي العدل، وحسن الجوار، وتكافؤ المعاملة، والتأكيد علي الانتماء للعالم العربي ولأفريقيا، مع إيلاء دول حوض النيل الأولوية باعتباره حيوياً، خاصة أن المجال الأفريقي أكثر إتاحة للحكومة المصرية، ودعم التعاون مع الشريك الأول لمصر اقتصاديا (الاتحاد الأوروبي)، والاهتمام بالعمل علي الانضمام لمجموعة الدول الصاعدة والمرشحة للانضمام لمجموعة G8 مستقبلاً، واتخاذ سياسة خارجية متوازنة مع القوي الكبري، واحترام كافة الاتفاقيات والمعاهدات وإحياء الدور المصري في كافة التجمعات الدولية (ج المتوسط عدم الانحياز- المؤتمر الإسلامي- الكوميسا).
❊❊ هل استشرت أحداً من المسئولين الحاليين أو السابقين في قرار ترشحك؟
علي الإطلاق، فأنا لم ألتق بأي مسئول ولم أسأل أحداً منهم في قرار ترشحي لأنني مستقل ولا أحب أن يحسبني أحد علي أحد، وأنا ثقتي في نفسي كبيرة، كما أنني اكتفيت بما قمت به من جولات ميدانية.
❊❊ باعتبارك رجلاً عسكرياً هل استشرت أحداً في المجلس العسكري؟
أنا لست عسكرياً، فقد تركت القوات المسلحة منذ عام 1976 وانتقلت لجهاز المخابرات العامة وصرت مدنياً له خلفية عسكرية، وشرف وإضافة لي أن تكون خلفيتي عسكرية، وليست لي أي علاقة بأعضاء المجلس الأعلي، ولم أقابل منهم سوي مختار الملا بالمصادفة في السنوات الماضية في عدد من احتفالات سلاح المظلات، وأعضاء المجلس أغلبهم أحدث مني الفريق سامي عنان تخرج في الكلية بعدي بعام، وليس لي علاقة بهم.
❊❊ البعض يردد أنك والمشير طنطاوي رفقاء سلاح، وعملت معه في "الثغرة" عام 1973 ..
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فهو سلاح مشاة وأنا مظلات، وقد نكون التقينا في أحد مشاريع الحرب، لكنني لم أعمل معه وليست لي علاقة به، وكما قلت الوحيد الذي أعرفه منهم هو اللواء مختار الملا ومقابلاتي معه كانت مصادفة في احتفالات سلاح المظلات ليس أكثر.
❊❊ وماذا عن دعم عمر سليمان لك؟
أيضاً ليس صحيحاً، فأنا عملت مع سليمان طوال 14 عاماً، ولا أعرف من أين أتي صاحب هذه الشائعة بهذا القول، فعلاقتي بسليمان كانت علي مستوي العمل فقط جيدة لأنني أعطي وقتي كله لعملي، لكني لم أكن أبداً ظلاً لأحد، أنا تعلمت أن أكون حراً ولا أحب الشللية ولا أكون مخلب قط لأحد، فأنا خرجت علي المعاش في السن القانونية، وغيري اتمد له سنة وأكثر رغم أنه أقل مني خبرة، وآخر مرة اتصلت بعمر سليمان كانت في مارس، وقابلته بالمصادفة في إفطار رمضاني، يقيمه جهاز المخابرات كل عام، وبشكل نهائي أنا لست مرشحاً لأحد لا المجلس العسكري، ولا لجهاز المخابرات، لكن يجب أن أؤكد علي أن عمر سليمان خدم بلده لمدة 20 عاماً في جهاز المخابرات وقبلها للعديد من الأعوام في القوات المسلحة.
❊❊ ما تقييمك الآن للعلاقات المصرية الإسرائيلية؟
يجب هنا أن أشير إلي أن عالم المخابرات يتبع مبدأ "لا صديق دائم ولا عدو دائم"، ومن هذا المنطلق فإن أجهزة المخابرات منوط بها جمع المعلومات في جميع الأوقات والحالات بغض النظر عن طبيعة العلاقة بين الدولة والدول الأخري، وبالطبع فإن حالة السلم تتيح حرية أكبر لتحرك عناصر أجهزة جمع المعلومات، وهو ما يشكل عبئاً علي الأجندة الأمنية للدولة، والتي عليها العمل باستمرار علي اكتشاف العناصر الضارة أو المجندة لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية، وكثيراً ما تكتشف الدول أحد تلك العناصر ولا تعلن عنها نتيجة ظروف سياسية تري بها الدولة الاكتفاء بطرد الجاسوس دون الإعلان عن ذلك.
❊❊ كيف تري البرلمان المصري بعد هذا الصعود الكبير للإخوان المسلمين وحصول التيار الديني علي هذه الأغلبية؟
البعض لم يكن يتوقع ما حدث رغم أن الواقع يقره، ورغم جهد الكتلة المصرية لكنها لم تحقق النتيجة المطلوبة، وفكرة أن تكون الأغلبية البرلمانية من التيار الديني ستدفع الأطراف الأخري غير الدينية لمواجهة هذا التفوق الديني وفي المقابل سيزيد التيار الديني حركته، وسيكون هناك جدل أكبر، وفي النهاية إذا كانت هذه النتيجة هي إرادة الناس فأهلاً وسهلاً بها.
البلد الآن في حالة فوران لكن إذا كنا نسعي لديمقراطية حقيقية، علينا أن ننفذ ما تقرره الأغلية ونحترم الرأي المعارض ونسمع له والمعارضة الرشيدة ستكون للصالح المصري، وعلينا تصحيح المسار فأنا أطالب المعارضة بأن تتجه لعملية التصحيح لصالح الوطن، وصحيح كان هناك كثير من الخلط بين الدين والسياسة، لكن ذلك صفة غالبة في الانتخابات، ولم يكن التنافس علي برنامج انتخابي بقدر ما كان علي أشخاص ينتمون لتيارات دينية، ولكن في النهاية تلك هي الأغلبية وتلك هي إرادة الناس، وعلينا أن نلتزم بها.
❊❊ في رأيك ما الفرق بين التيار "السلفي" و"الإخوان" و"الوطني"؟
التيار السلفي ضعيف الخبرة السياسية، ولا يعرف كيف يستغل قوته لصالح البلد، وهذه ستكون النقطة الأصعب في البداية، لكن أتوقع أنهم مع الوقت سيتعاملون بشكل جيد، أما "الإخوان" فهم تنظيم قديم له ثقل في مؤسساته ومستوياته، وله القدرة علي أن يري ويحسب ويأخذ خطوات في مصلحته، أما الحزب الوطني فكان أعضاؤه فاقدين الإرادة وحوار الالتزام الحزبي هو ما كان يحكمهم، ولم تكن لديهم قدرة علي التفاعل، وأنا هنا أؤكد علي أنني سأكون علي اتصال بكل القوي السياسية، ولن أستند علي التحالف مع أي فصيل سياسي دون الآخر.
وأنا أري أن صعود الإسلاميين أمر طبيعي فهم يعملون علي الأرض منذ عقود والشعب كان يريد تجريبهم، كما أن حديثهم عن الدين يغازل مشاعر الناس، فالدين داخل المصريين منذ الفراعنة ولو حاولت اللعب علي هذه المشاعر ستجد استجابة كبيرة، وهو ما فعله الإسلاميون، ومادام الشعب اختارهم فمن حقهم خوض التجربة، وهذه مسئولية كبيرة عليهم، فمن السهل أن تصل إلي الشيء لكن صعب جداً أن تحافظ عليه، وإن تمكن الإسلاميون من النهوض بالبلاد فنحن معهم، وإن فشلوا فالشعب سيختار غيرهم، وهذه هي الديمقراطية الحقيقية.
❊❊ ما رأيك في حالة الفزع التي تنتاب البعض من هذا الصعود الإسلامي؟
أنا شخصياً، لست قلقاً ولا منزعجاً من وصولهم، وعلينا أن نفرق بين تصريحات بعضهم وبين الممارسة الفعلية للقيادات والتوجهات الرسمية، في العمل السياسي، فالواقعية تسود والتحرك علي الأرض يختلف كثيراً عن التصريحات في الفراغ، وأثق تماماً في أن الممارسة السياسية ستغيرهم تماما، ولنتأمل ما قالته قيادات حزب النور عن احترامهم لمعاهدة السلام مع إسرائيل، وما قاله مرشحو الحزب في سيناء عن أنهم لن يتعرضوا للسياحة ولا السائحين، وهذا يكشف أن الممارسة ستجبرهم علي الطريق السليم.
❊❊ وكيف تري قلق الأقباط من التضييق عليهم؟
قلق الأقباط أمر مشروع، بسبب بعض التصريحات المتشددة المفزعة، وأثق أن خوفهم وقلقهم سيزول بالتدريج وسيكتشفون الوجه الآخر للإسلاميين مع بداية لعبهم للسياسة.
❊❊ ما رأيك في حكومة الجنزوري؟
نحن في ظروف تؤكد أن كل من يتولي منصباً فهو شخص يقبل منصب قصير الأجل، وهذه مرحلة "حرق الأشخاص"، فمن هذا الذي يستطيع أن يحقق إنجازاً في 6 شهور، كما أنني أري أن هناك حالة تخوف دائم مسيطرة علي الجميع.
❊❊ ما مواصفات رئيس الوزراء الذي تحتاجه معك في حال نجاحك؟
احتاج لرئيس وزراء متفتح ويعرف قيمة العلم ولديه إيمان شديد بالعمل، ويجب أن نعترف أن الفترة القادمة صعبة جداً والحقيقة المرة التي أود أن أقولها إننا إن لم نكن حريصين علي الوضع الاِقتصادي للبلد وسنخسر كثيراً, وأقول لكل المصريين دعونا نعطي صوتنا لمن نشعر بأنه فعلاً سيحقق لنا مصالحنا ونشعر بالثقة معه.
❊❊ هل تري ضرورة لوجود المجلس الاستشاري؟
المجلس الاستشاري له أهمية قصوي أنه "هينور علي بعض المسائل" والتي قد لا تكون واضحة للمجلس العسكري، والقرار ليس حكرا علي أحد، ونأمل أن ينجح المجلس الاستشاري فعلا في دوره، نتيجة لوجود شخصيات لها ثقل به وأن يبعدوا عن المصلحة الشخصية وأن تكون مصالحه نابعة من نبض الشارع ومصالح الناس وليست لمصلحة أشخاص بعينهم أو تيارات بعينها، وفي حال تواجد طرح أو فكرة لم يتفق معها المجلس العسكري سيستمع إليها ويتم التوافق عليها، فليست هناك خصومة بين المجلس الاستشاري والعسكري فهناك أرضية واحدة مشتركة هي مصلحة هذا البلد، فعلي الطرفين العمل بما يصب في ذلك
❊❊ هل تفضل وجود مجلس استشاري يعاون الرئيس في عمله؟
في الدول الخارجية هناك مجالس قومية مكونة من كبار الشخصيات علي اختلاف اتجاهاتهم، ولو افتقدنا الخبرات الأخري ستخرج القرارات ناقصة ولو أردنا قرارات متميزة يجب الاستشارة لذلك لابد من وجود مجلس استشاري علاوة علي أن الدستور سيفصل بين السلطات ويقلص سلطات رئيس الجمهورية.
❊❊ كيف تري صلاحيات الرئيس القادم؟
الناس تخطئ حينما تعتقد أن صلاحيات الرئيس القادم ستكون مثل صلاحيات الرئيس السابق، فهذا لن يحدث فمبارك كان يملك 62 بنداً في صلاحياته، وهذا لن يحدث مرة أخري، كما أنني من مؤيدي النظام المختلط، ولابد أن يكون الوزير له صلاحياته التي يتحرك بها وتساعده علي اتخاذ قرار مناسب في الوقت المناسب، ولابد أن نقضي علي عبارة "بناء علي تعليمات السيد الرئيس"، فمن يحدد السياسة الخارجية لأمريكا الوزيرة هيلاري كلينتون وليس أوباما، الاتفاق بينهما يكون علي الاستراتيجيات فقط، وبقية التفاصيل من اختصاص الوزير.
❊❊ ما السلطات التي لا يمكن أن تتخلي عنها إذا أصبحت رئيساً؟
كل ما يخص الأمن القومي، حال تعرض البلد لأي مخاطر تحتاج إلي قرار حازم وقوي، وإن كان لابد من جميع الآراء لكن في حضور صاحب القرار خاصة أن التفاصيل الأمنية لا يجب أن تكون متاحة لكل الناس، أيضاً ميزانية القوات المسلحة وكل مايخص القوات المسلحة، فنحن لا نخون أحداً ولكن درجات الوعي الأمني تختلف من فرد لآخر.
❊❊ إذن أنت لن تعلن ميزانية القوات المسلحة؟
إذا أرادت أغلبية البرلمان إعلانها فسوف تعلن، وفقاً لما يقرره الدستور فأنا أؤكد علي أهمية احترام مواد الدستور.
❊❊ وهل سيكون للمؤسسة العسكرية وضع خاص في الدستور؟
يجب أن نتفق جميعاً علي أن الشعب يريد دولة مدنية حديثة، وهذه أيضاً قناعة المؤسسة العسكرية، وهناك العديد من الدول لديها تجارب يمكن أن ننظر إليها، تركيا مثلاً تقلص فيها دور العسكر، وأصبح منزوياً دون أن تغير أي مواد في الدستور التركي، لذلك أؤكد مرة أخري علي ضرورة احترام الدستور.
❊❊ هل يمكن أن تستعين بأحد الإسلاميين كنائب للرئيس؟
سأستعين بالشخص المناسب والقادر علي تولي المهام سواء كان من الإسلاميين أو غيرهم بغض النظر عن توجهاته الفكرية، وسيعتمد هذا علي تقييم كل صفاته.
❊❊ هل يمكن أن تختار أحدا من المرشحين للرئاسة نائباً لك؟
لا يصلح منهم أحد لهذا المنصب، فأنا سأعين نائباً شاباً، لا يزيد عمره علي 45 عاماً، لأنني أعتبر فترة الرئاسة القادمة هي مرحلة تأهيلية لتسليم البلاد إلي جيل جديد من الشباب الذي أشعل الثورة.
❊❊ ما رأيك في جمال مبارك؟
مشروع توريث الحكم لجمال مبارك هو العنصر الأول لاشتعال الثورة المصرية، وأنا شخصياً انتقدت جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع أمام اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق، حيث قلت أمامه عن جمال مبارك حينما كان ذاهباً للولايات المتحدة لمقابلة كونداليزا رايس إنه ضعيف سياسياً، فرد سليمان قائلاً: "نعلمه".
وأثناء فترة عملي بالجهاز، كانت تقارير الرأي العام تبحث حال الشارع، وأكثر الأشياء إزعاجاً بالنسبة لنا هو بداية الاحتكار وحتي خطط الإصلاح كانت تأتي علي الفقراء، فكانت الخطة تقول إننا سنخفض خط الفقر من 40٪ إلي 35 ٪ وهكذا حتي تعم التنمية علي الجميع، ولكن هذا لم يحدث، فكيف نتحدث عن نسبة نمو 7٪ ولا يشعر بها الفقراء، وأكثر الأشياء التي سببت انزعاجاً لنا كان موضوع التوريث، ولكنني تركت الهيئة في عام 2005 فكان من الصعب أن أتنبأ بأن هناك ثورة ستقوم.
كما أنه قيل لنا منذ عام 2003 أن الرئيس مبارك توقف عن قراءة ما نرسله له من تقارير، وقال لي ذلك عمر سليمان في وقتها فالرئيس كان يأخذها سماعياً، ولكي لا يغضب كانت التقارير يتم انتقاؤها، علي الرغم من أن التقارير الأهم التي كان لابد أن تعرض عليه هي الأزمات والمشاكل لكي يفكر في حلول لها، ومن وضع الكاردون علي الرئيس السابق أحدهم كان زكريا عزمي.
❊❊ كيف رأيت سياسات مبارك خلال حكمه؟
لقد أدركت عدم صلاحية مبارك لرئاسة مصر بعد وفاة رئيس وزراء إسرائيل الراحل إسحق رابين وتراجع خليفته عن المضي قدماً في عملية السلام، حيث قال مبارك: "أحسن هي القضية الفلسيطينة لو خلصت مصر هتشتغل علي إيه"، رغم أن مصر القوية تستطيع حل قضية فلسطين، وحل القضية إضافة لمصر وليس العكس.
❊❊ البعض يتهم المجلس العسكري والحكومة بالتعنت مع منظمات المجتمع المدني، ما رأيك؟
المجلس العسكري والحكومة ليس لهما أي علاقة بمداهمة وغلق مقرات بعض منظمات المجتمع المدني، والدفاع عن حقوق وحريات الإنسان أمر لا يمكن الاختلاف حوله لكن الموقف الحالي يتطلب منا الانتظار لحين انتهاء التحقيقات.
❊❊ مصر تحتفل بذكري ميلاد الرئيس جمال عبدالناصر، فكيف تري هذا الزعيم الراحل؟
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو محرر أفريقيا والعالم العربي، واستطاع أن يحرر مصر من الاستعمار الإنجليزي دون طلقة رصاص واحدة، والجماهير في سوريا حملته بالسيارة التي كان يركبها أثناء زيارة إلي هناك من فرط حبها له، كما أن الجنيه المصري في عام 1961 كان أغلي من الجنيه الاسترليني، وهذا هو الفرق بينه وبين الرئيس المخلوع الذي كان يقتل شعبه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.