أخطأ حاخامات اسرائيل في حق مصر.. مرتين الأولي: عندما تدخلوا في الشأن المصري الداخلي وطالبوا حكومتهم بالدفاع باستماتة عن الرئيس المخلوع مبارك بصفته كان الصديق الصدوق والكنز الاستراتيجي لإسرائيل.. ووصل الأمر إلي مطالبة الحاخام »عوفاديا يوسف« الزعيم الروحي لحركة شاس المتطرفة اليمنية بأن تدافع إسرائيل عن مبارك حتي يخرج بريئا من كبوته.. ثم يستقبلوه كضيف كريم هناك إذا أراد؟ والثانية: عندما أعلنوا تخوفهم وبلا مواربة من صعود الإسلاميين للحكم في مصر وأن ذلك يعني إزالة اسرائيل من الوجود.. وأن حالة التطرف الديني في مصر ستكون وبالا عليها وتناسوا أن إسرائيل وحاخاماتها هم من بدعوا »التطرف« بفتواهم حول: عمل المرأة وضرورة تغطية شعر رأسها.. وأن صوتها عورة وأنه لا يحق لها التصويت في أي انتخابات.. وأنه لا يجوز لها تولي أي منصب قيادي.. أو قيادة السيارة.. أو استعمال التليفون المحمول.. وفتواهم الشهيرة حول قتل الفلسطينيين وقدسية الاستيطان وذبح الأطفال بلا رحمة و.... غير ذلك من الخرافات! والقصة حول تطرف الحاخامات قديمة في إسرائيل.. ولكنها تجددت هذه الأيام مع تطورات الثورة وانتخابات مجلس الشعب.. في مصر وكانت قد سبقتها بفتاوي أثارت الكثير من الجدل داخل وخارج اسرائيل أبرزها: فتوي قتل الأغيار التي تجددت بصدور كتاب »عقيدة الملك« والتي تبيح قتل غير اليهود - وألفه حاخامان يقيمان في مستوطنة قرب بلدة نابلس بالضفة الغربية ويؤكدان فيه جواز قتلهم في حالة تعرض شعب إسرائيل للخطر. كما يجوز قتل من هو يهودي إذا ساعد من يهددونها بالخطر. والخطير هنا أن الكتاب يبيح قتل الأطفال غير اليهود إذا ثبت أنهم سيلحقون الضرر بإسرائيل إذا كبروا؟! وذلك كله عملا بمقولة »العين بالعين« وهو ما فسره اليهود هنا بأنه تحريض غير مباشر لقتل الفلسطينيين صغارا أو كبارا عملا بمقولة قديمة للملك »دواد« تدعو لملاحقة الأعداء وعدم العودة من ميادين القتال.. قبل قتلهم! وبنفس المنطق.. يؤيد مجلس الحاخامات للمستوطنات أكثر من ذلك وبصورة صريحة قتل المدنيين الفلسطينيين وقصف مناطقهم السكنية من الجو بكل من فيها وضبط المخالفين منهم وهم في فراشهم داخل بيوتهم، ويزيدون بالقول: بل وقتل الأطفال الرضع والبهائم وكل كائن يدب في أراضيهم. وزاد الأمر بلة قيام الثورة المصرية وهو ما أعتبره معظم الحاخامات تهديدا لأمن اسرائيل والذين رأوا فيه إزالة لكيان الدولة ووصل الأمر بالحاخام »عوفاديا يوسف« الزعيم الروحي لحركة شاس اليمنيية المتطرفة بالمطالبة عن طريق الفتوي بالعفو عن صديقه الرئيس المخلوع مبارك وهو الطلب الذي طلبه منه نتنياهو مباشرة بهدف إطلاق سراح مبارك بل وأخذ رأي شيخ الأزهر د.أحمد الطيب في ذلك. وهو ما رد عليه د.الطيب مباشرة بعدها بقوله أن مبارك ليس فوق القانون.. وأن مثل هذه الفتاوي تمثل تدخلا في الشأن الداخلي المصري وأنه يرفض استقبال أي اسرائيلي حول ذلك. والخطير هنا أن صاحب الفتوي »عوفاديا« هو أهم شخصية دينية حاليا في إسرائيل وهو أحد مصادر الفتوي فيها.. ويجيد اللغة العربية وسبق له الإقامة بمصر عدة سنوات خلال منتصف القرن الماضي بل ويحظي بمؤازرة ساكني المستوطنات من المتطرفين اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة وغير بعيد عن ذلك.. ثارت الدنيا ولم تقعد في اسرائيل.. بسبب »مولد أبوحصيرة« والسبب هو قرار إلغائه في محافظة البحيرة العام الماضي.. وتوجه عدد من الحاخامات للسفارة المصرية في تل أبيب لإعلان رفضهم للقرار وبفتح الضريح لليهود أمام احتفالهم السنوي المعتاد ولم تنس الصحف هناك أن تذكر أن الرئيس المخلوع مبارك كان صديقا لإسرائيل وأنه كان حريصا علي إقامة المولد في ميعاده.. وعلي الموافقة علي تحويل مقبرة أبوحصيرة إلي ضريح .. بل وافق علي شراء بعض أثرياء اليهود لبعض الأراضي حول المقبرة لإقامة الضريح والذي وصلت مساحته الي 0048 متر مربع! ومع انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وتزايد صعود الإسلاميين لتولي الحكم من : إخوان وسلفيين تزايد الخوف ووصل الأمر ببعض الحاخامات بالإعلان عن ضرورة استعداد إسرائيل عسكريا بصورة أفضل لمواجهة خطر الإسلاميين وبأن الاخوان والسلفيين أشد خطرا من حماس وحزب الله وإيران علي إسرائيل وأن صعودهم معناه ببساطة قيام تحالف غير مقدس ضد إسرائيل منهم ومن أصدقائهم والجماعات الجهادية بالمنطقة والهدف واحد: إزالة الدولة ونسي هؤلاء الحاخامات أن اسرائيل هي مهد المتطرفين ورجال الدين بفتاواهم المثيرة للجدل داخلها وخارجها. فبينما ينتقد الحاخامات صعود الإسلاميين وبأنهم سيحاربون إسرائيل ويمنعون الخمر والسياحة الوافدة لمصر ويلزمون النساء بيوتهم .... و.....و.... تخرج العشرات من الفتاوي كل عام لتؤكد تطرفهم هم... فحول المرأة اليهودية.. حدث ولا حرج. فهناك الفتوي المطالبة بتغطية شعر المرأة اليهودية من الرأس حتي القدمين لتطهيرها من الدنس! وأصدرها حاخامات كبار وسط اليهود الشرقيين المتدينين داخل المستوطنات وخارجها وقد علقت الفتوي علي الجدران وطالبت النساء بلبس الملابس السوداء الطويلة التي »لا تشف ولا تخف«. وطالبت المحلات بعدم بيع الملابس الضيقة أو المثيرة للغرائز وبجوارها علقوا ملصقات أخري تدعو لمنع النساء من التحدث بالتليفون المحمول في الأماكن العامة ووسائل النقل المختلفة وهناك الفتوي الخاصة بأن صوت المرأة عورة وفقا للشريعة اليهودية بل وطلب الحاخام الأكبر »يونا ميتزجر« من المجندين عدم سماع المطربات ومقاطعة الحفلات الموسيقية لهن.. وأن المنع يشمل المرأة المطربة سواء كانت تغني بمفردها أو حتي في .. الكورال وأن علي اليهودي المتدين أن يشغل نفسه بأي شيء آخر غير صوت المطربة اذا اضطر لسماعها رغما عنه! وأعلن بعض الحاخامات أنه لا يجوز أن تقود المرأة اليهودية السيارة وأن استخدام الفيس بوك لها .. حرام.. حرام! ويضاف لذلك عدة فتاوي لا تقل تخلفا حول المرأة التي لا يحق لها الشهادة أو الجلوس علي كرسي القضاء كقاضية أو أن تكون رئيسا لدولة أو ملكة عليها.. أو تتولي أي منصب يمثل سلطة لها علي الرجال أو أن تتزوج دون موافقة أبيها وحده، أو أن تعلمها الشريعة اليهودية له أجره.. ولكنه ليس كأجر الرجل اليهودي.. بل أقل منه! وان الرجل الذي يأخذ بمشورة زوجته مصيره: جهنم! والحاخامات الذين يهاجمون مصر الآن.. جهارا نهارا وبأن المتطرفين سيحكمونها قريبا لم يكتفوا بذلك بل أصدروا فتاوهم الخاصة بنهاية العالم.. وهي فتاوي لا تبتعد كثيرا عن الخرافات والخزعبلات.. ومنها: الخاصة حول نهاية العالم عام 5302 وحدوث الزلازل والبراكين.. قبل ظهور المسيح اليهودي المخلص. ولمن لا يعرف.. فإن الحاخام في اليهودية هو رجل الدين: »الرباني« ويسمي »الحبر« و»الراب« وهو زعيم ديني والكلمة »حاخام« مشتق من اللغة العبرية يعني : »حكيم« وهو اللقب الذي كان يطلق علي زعماء اليهود في البلدان العربية والإسلامية قبل ظهور اسرائيل.. ومنها: الحاخام الأكبر لليهود في مصر وحتي بدايات ثورة 32 يوليو 2591 ولوقت قريب.. وهناك نوعان منهم: حاخام مختص بالشئون الدينية وآخر يترأس مجتمعا يهوديا ويكون زعيما له وهناك 4 درجات للحاخامات.. الأولي: وهم الجاؤون وهم حاخامات لهم مصداقيتهم لدي الكثير من اليهود المتدينين. والثانية: »الصديق« أو »البار« وهو مختص في مدرسة دينية. والثالثة: »المرن« وهو رئيس لمجتمعات يهودية عدة ويعلم حاخامات آخرين. أما الأخيرة فهي: »الأدمور« وهو سيدنا ومعلمنا وحاخامنا وهو زعيم لبعض المجتمعات اليهودية الدينية المغلقة.