(سمع هس) مجموعة قصصية للأديب القاص محمود أحمد علي، صادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. والمؤلف كاتب قصص متمرس، سبق له أن قدم العديد من المجموعات القصصية للمكتبة العربية، والمؤلف في مجموعته القصصية الجديدة يقدم لنا العديد من القصص القصيرة، التي تضم مايصبو إليه الإنسان من أمل، ومايتحمله من ألم في صراع مع الحياة والأحباء. وتحس وأنت تقرأ مختلف قصص المجموعة بأن هناك خيطا إنسانيا يحيط بها، وتري صور الإنسان في حيرته في الحياة وبالحياة، وما يصطرع فيها من خير وشر، وهدي وضلال.. وربما تتساءل بعد أن تقرأ قصص المجموعة عن مغزي الحياة نفسها، من خلال اللمسات الفلسفية التي قد نجدها بين سطور هذه القصص. وإذا كانت مهمة الأديب أن يتحدث للناس عن الناس كما كان يقول الأديب الروسي الشهير تولستوي، فإن هذه المهمة استطاع أن يحققها أديبنا محمود أحمد علي. وحتي تستطيع أن تعيش مع هذا الأديب الذي لايقلد أحدا من كتاب القصة، فلنقف معا، عند قصته الأخيرة في هذه المجموعة والتي تتضح من خلالها رؤاه ولمساته الفلسفية أو شبه الفلسفية. القصة وضع عنوانا لها (أين)؟! أين هي؟!! أبحث عنها داخل حجرات بيتي فلم أجدها أجوب الشوارع بحثا عنها. رحت أسأل الغادي والرائح من يعرفها، ومن لايعرفها لم أجد إجابة.. الكل حائر أمام سؤالي إذن! أين هي ؟!! أين هي ؟!! أجد خلفي خيبة أعلي.. أعود متعبا، تلعنني قدماي من كثرة البحث عنها أصرخ في أركان البيت أين.. أين هي ؟!! تجرني قدماي في تثاقل إلي حجرة نومي.. رحت أسأل شخصا يقف أمام المرآة، يشهبني تماما في كل شيء.. نعم في كل شيء أين.. أين نفسي؟ مجموعة قصصية جميلة لكاتب قصصي متمكن.