تتجه أنظار العالم نحو مصر تتأمل حضارتها العريقة وأمجادها العتيقة التي أرسي قواعدها أجدادنا الفراعنة منذ سبعة آلاف سنة فبنوا حضارة، علم وفن وفلسفة وتوحيد وجهاد سجلوها ببراعة علي جدران معابدهم فأبهرت العالم فانحني إعجابا بحضارتنا وتقاطرت أفواج السياح علي مصر لمشاهدة المعجزات عند الهرم وأبوالهول ومعابد أبي سنبل ومومياوات الفراعنة التي مازالت تحفظ السر في لفائف التحنيط الأسطورية.. هذه هي حضارة الأمجاد التي تركها أجدادنا لنتعلم ونضيف إليها أمجادا جديدة، فخاب ظنهم عندما حولنا حضارتهم إلي مصدر استرزاق فقط من غير استيعاب لقدسية هذه الحضارة فضلا عن التفريط فيها بتوزيعها هدايا علي ملوك الأرض أو تهريبها مقابل ملايين الدولارات الحرام!! وتهدمت أركان حضارة الأمجاد وبدأنا نبني بفخر حضارة الفساد المجيدة التي شهد لها العالم أيضا بأنها جرائم فساد منظمة استهدفت تخريب الماضي والحاضر والمستقبل بكل عزيمة وإصرار.. وبعيدا عن فترة الملك وناصر والسادات التي شهدت بعض الجرائم المنظمة في حق مصر والمصريين وتنتسب بحق إلي فصيلة الفساد الممنهج الذي أضر بسمعة المصريين سنري أن عصر المخلوع مبارك كان وبحق أزهي عصور حضارة الفساد التي بناها علي أركان قوية ونظريات شيطانية فتم تجريف مصر وخزائنها وأرضها الخصبة وعقولها الذكية المبدعة وإجهاض مشاريعها الاستراتيجية الكبيرة بل وتجريف الأخلاق المصرية التي تباهت وتماهت بالكرم والنخوة والمروءة والشهامة والصبر وخفة الدم والإقدام.. تنامت حضارة الفساد في عصر المخلوع مبارك مع سدنة حكمه من شياطين الإنس في الاقتصاد والإعلام والصحافة.. عندما استوزر واستعمل هؤلاء علي رأس المؤسسات الصحفية والصحف وزبانية مثل حاتم الجبلي وبطرس غالي ومحمد إبراهيم سليمان وكلهم شارك في تعذيب المصريين من أجل بناء حضارة الفساد التي نجحت في استلفات أنظار العالم نحونا كأمة فاسدة عاجزة جاهلة متخلفة بعد أن دهشوا بحضارة الأمجاد الغابرة والأمر كذلك.. أتوقع أن يقوم شعب الثورة الأخيرة بهدم حضارة العار والفساد ويبدأ بعزم لاستعادة حضارة الأمجاد.. وقد بدأ..