طموحها لا ينتهي ولديها من العزيمة والإرادة شلالات تمنحها القدرة علي التألق والنجاح.. وبخلاف أنها جميلة فهي شخصية قوية ومعطاءة.. ساعدتها دراستها بمدارس الراهبات علي تفوقها في اللغات.. ولكنها اختارت بعد نجاحها المتميز في الثانوية العامة دخول كلية الفنون الجميلة قسم هندسة معمارية بجامعة الإسكندرية.. وتخرجت وكانت من أوائل المهندسات اللاتي خصن مجال التنفيذ في المباني بجامعة القاهرة بكفاءة.. وفي رحلة تطوير عملها انتقلت لوزارة الطيران.. وحصلت خلال سفرها مع زوجها علي درجتي ماجستير في هندسة المطارات من تشيكوسلوفاكيا وفرنسا.. ثم عادت لعملها وترقت لعدة مناصب أهمها وكيل وزارة الطيران المدني للشئون الفنية وتولت مسئولية معهد الطيران الشراعي وحصلت علي أرقي كورسات "الجايكا" من اليابان وتلاها حصولها علي درجة الدكتوراه بامتياز في مجال هندسة المطارات من كلية الهندسة جامعة عين شمس.. ولذا أطلق عليها الجميع أنها من أهم حراس قلعة هندسة تصميم وتنفيذ المطارات.. ونظرا لتمتعها بمصداقية علمية اختيرت للتدريس بالمعهد العالي للتكنولوجيا.. ووصلت فيه لمنصب الدراسات العليا والأبحاث.. إنها الدكتورة نفيسة محمود محمد النشرتي الشهيرة بعواطف النشرتي التي تربعت بعشقها للعمل التطوعي علي عرش رئاسة أندية الإنرويل بمصر والأردن. الموهبة الإبداعية في مختلف المجالات خصوصا العلمية لا تأتي صدفة أو عن طريق الوراثة بل ترتبط غالبا بقوة العزيمة والإرادة والسعي لإظهارها في ميدان العمل.. هذا ما أشارت إليه الدكتورة عواطف مؤكدة أن الفضل يرجع في تربيتها لوالدتها السيدة "فهيمة عبدالرؤوف إبراهيم" مع والدها محمد محمود النشرتي المهندس بشركات السكر، وتشير إلي أن ست الحبايب كانت من ضمن هوانم مصر جميلة وتتمتع بأناقة البرنسيسات وعضوة في جمعية مكافحة الملاريا فترة حكم الملك فاروق.. التي كان لا ينضم إليها سوي بشخصيات المجتمع الكبري المتميزات بالعطاء الإنساني.. وأضافت د.عواطف أنها لا تنسي فترات تعليمها بمدارس الراهبات "لغة فرنسية" ثم حصولها علي الثانوية العامة بتفوق من مدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية.. واكتسابها خبرة وحكمة التفوق والنجاح من والدها.. ولذا عملت بنصيحته منذ أن دخلت وحتي تخرجت في كلية الفنون الجميلة وكان ترتيبها الرابع علي دفعتها.. وكانت تتابع بحماس إعلانات طلب مهندسين بالصحف اليومية، إلا أنها كانت حزينة لأنها كانت مقتصرة علي المهندسين الرجال.. وهنا تدخل والدها وعمها لكي تعمل لدي إحدي كبري شركات المقاولات بدون راتب علي اعتبار أنها فترة تدريب تكتسب خلالها الخبرة.. والمثير أن د.عواطف طلبت من رئيس الشركة إعطاءها فرصة النزول في موقع تنفيذي بدلا من العمل بإدارة المشروعات.. ومع احتياج الشركة لمهندس تنفيذ في مبني كلية العلوم.. جامعة القاهرة تم إلحاقها للعمل بالموقع.. وكانت أول مهندسة تنزل لمجال التنفيذ.. وحققت فيه نجاحات كثيرة.. الأمر الذي دفع رئيس الشركة لتخصيص راتب شهري متميز لها أثناء فترة التدريب.. مع إرساله طلبا للقوي العاملة لتكليف د.عواطف بالعمل في الشركة.. والمثير أن نشاطاتها امتدت للإشراف علي التنفيذ أيضا بمباني المجلس الأعلي للجامعة وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالدور العلوي بجامعة القاهرة. وتشير د.عواطف إلي أنه خلال فترة حرب الاستنزاف كانت كل مواد البناء تذهب للمجهود الحربي فلذا طلبت نقلها من وزارة الإسكان إلي وزارة الطيران المدني وبدأت جهودها تظهر في تطوير وتنفيذ مبني المطار، وبعدها اضطرت للسفر مع زوجها الدكتور محمد محمد الصفتي إلي تشيكوسلوفاكيا وفرنسا وحصلت هناك علي درجتي ماجستير في مباني المطارات.. وبعد عودتها تدرجت في المناصب القيادية ووصلت لوكيل أول وزارة الطيران وتولت الإشراف علي مبني الركاب رقم 2.. وتولت مسئولية الطيران الشراعي بمعهد الطيران ذاته.. ووقتها عشقت ابنتها الكابتن رانية كل ديسيمتر معلومات عن الطيران الشراعي وقيادته.. إلا أن د.عواطف أصرت علي استكمال تعليمها الجامعي أولا.. وبعده يتم تقرير المصير نحو هذا الحب.. ونتيجة عشقها للغوص في بحور النجاح.. لم تتوقف د.عواطف عن مسيرتها العلمية حتي حصلت علي درجة الدكتوراه بامتياز في هندسة المطارات "مباني الركاب" من كلية الهندسة بجامعة عين شمس.. وفي ذات الوقت زاد الطلب عليها للاستفادة منها في مجال التدريس الجامعي.. وبالفعل تركت الطيران المدني وتم إدخالها علي رأس كوكبة الدكاترة بالمعهد العالي للتكنولوجيا بالعاشر من رمضان.. ووصلت فيه لمنصب وكيل المعهد للتعليم والدراسات والأبحاث.. في وقت حصلت فيه في مشوار عطائها الحافل بالعطاء علي أرقي الأوسمة والميداليات وشهادات التقدير.. بالإضافة لحصولها علي لقب أفضل موظفة عاملة في الطيران عام 6991 من وزارة القوي العاملة من الراحل د.عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق، ويأتي هذا أيضا نتيجة حصولها علي كورسات باليابان في هندسة المطارات والتصميم والإشراف علي تنفيذ مطار 6 أكتوبر، وبروح الحب جاء ختام التتويج لمسيرة د.عوطف الرائعة بتفرغها للعمل التطوعي لإيمانها بأنه واجب إنساني يجب أن يؤمن به كل فرد، كان طبيعيا أن تحذو حذو زوجها د.محمد الصفتي عضوا بارزا في الروتاري، وتحظي بالانضمام لمنظمة الإنرويل وتساهم بوقتها وعلمها في العمل التطوعي ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين ودار الأيتام ومساعدة مرضي الجذام وتقديم الأعمال الخيرية للقري والنجوع، ولكون أعمالها تحمل رسالة توعية وحلولا لمشاكل المجتمع فقد كان طبيعيا أن تتدرج في المناصب حتي أصبحت رئيسة لأندية الإنرويل بمصر والأردن. وتشير د.عواطف إلي أنها تتمتع بمزاج خاص في ارتداء ما يناسبها من أرقي الموضات لأن ذلك يضفي علي حياتها روعة وبهجة، وتؤكد أنها سعيدة في حياتها حيث أنعم الله عليها بزوج متفاهم ظل سندا لها في مشوار حياتها، بالإضافة لاكتمال سعادتها وسط ابنتها الأولي رامة خريجة الجامعة الأمريكية وحاصلة علي ماجستير إدارة أعمال من إحدي الجامعات الفرنسية، وشقيقتها كابتن طيار رانية حاصلة علي بكالوريوس تجارة إنجليزي.. وبكالوريوس في الطيران المدني.. ولدي د.عواطف الحفيدان الشقيقان فريدة وعمر وسام جلال.. وبسؤالها هل حققت كل أحلامك؟ قالت: أغلبها وليس جميعها لأن الإنسان لديه كل يوم حلم جديد، وبالتالي لا يستطيع تحقيق كل أحلامه ولكن تبقي القناعة مهمة في هذا الشأن.. وكيف تنظرين إلي تجارب الحياة؟ التجارب مهمة لصقل الإنسان وجعله قادرا علي مواجهة التحديات.