في طائرة العودة من "شرم الشيخ " كانت وفاء عامر تشعر بخوف شديد كلما صادفنا مطب هوائي وبينما يجلس المنتج محمد العدل في مقعد قريب منها كنت بجوارها تماما فسألتني عن سبب اهتزازات الطائرة قلت :لأنها "مانيوال"! لم تضحك وفاء لأنها صدقت الأمر فنظر الدكتور محمد العدل مندهشا .. ويومها سافرت طائرتان الي شرم الشيخ لمواساة ضحايا تفجيرات طابا الشهيرة عام 1002 إحداهما تخص أحد رجال الأعمال وتبرع بالرحلة لفريق مكون من الراحل يوسف شاهين ويسرا وفاروق الفيشاوي وحسين فهمي وشريف منير وطائرة أخري أكبر حجما دفع الوزير السابق أنس الفقي فيها بكل فناني مصر بالأمر المباشر وحين وصلوا هناك كان الإرهاق قد نالهم جميعا ولم يجد بعضهم من سبيل للعودة بعد ذلك سوي طائرتنا التي لم يكن للوزير السابق علاقة بها علي الإطلاق وكانت وفاء من هؤلاء. وفاء عامر التي اكتشفتها في رحلة العودة من شرم كانت صورة مختلفة تماما عن تلك التي صدرها الإعلام وشوهها جهاز أمن الدولة السابق بتلفيق قضية مشينة .. كانت البساطة بكل ما فيها وها هي تخرج علي الناس ببراءتها بل وبأداء مبهر في "كف القمر" كأن القدر يقدم لها جائزة خاصة علي صبرها الذي طال حتي انكشفت الغمة ورحل نظام استغلها وتعامل مع النجوم باعتبارهم "كروتا تنتظر الحرق " في كل مناسبة ".
بين حياة تحية كاريوكا التي تجسدها وفاء في مسلسل لرمضان القادم وبين "قمر " أو مصر في كف القمر تعيش وفاء حالة رضا خاصة جدا. بدت تلك الحلة واضحة في دموع خفية ظهرت في العرض الخاص لفيلم "كف القمر" قالت تعليقا عليها : أثناء مشاهدة الفيلم أشاد بي مدير التصوير رمسيس مرزوق لدرجة أشعرتني بأن ما يقال كثير عليّ . وتتحدث عن شخصية الأم "قمر": بعد قراءتي السيناريو شعرت بأحاسيس مختلفة بأن "قمر" هي الأمة العربية وأنها مصر لكن ما طلب مني هو أن أقدمها من منظور الأم، لأنني لو قصدت تبليغ رسالة بطريقة مباشرة لن تصل الي الجمهور، لكنها من الممكن أن تصل اذا كانت بشكل غير مباشر . وقد وضع المخرج ثقته في إمكانياتي وحملني مسئولية نجاح الشخصية، وساعدني في ذلك شكلي وعمري اللذان ساعداني في تجسيد هذه الأعمار بالإضافة إلي الذوبان في الشخصية التي أقدمها وباعتراف الكثير من النقاد استطعت إقناع المشاهد. لم يمر الفيلم دون أزمات نسائية فهناك ثلاثة أدوار نسائية.. هل كان لوفاء علاقة بهذه الأزمات.. تقول وفاء: أنا سعيدة جدا بزميلاتي حورية وغادة وجومانة لأن كلا منهن وضعت تركيزها في أداء دوره فقط حتي أبدعن، فلو سألتني من الأفضل بالفيلم سأقول حورية فرغلي وغادة عبد الرازق وجومانة مراد، أنا لم أر نفسي لكني سعيدة بهن . وتبالغ وفاء فتنفي عن غادة عبد الرازق ما أكدته بنفسها من حذف مشاهد لها فتقول : لا أعتقد أنها قالت مثل هذا الكلام لأنها وافقت علي التعاقد بعد قراءة السيناريو والدور الذي قدمته تستحق عنه جائزة لأنها قدمته بطريقة متميزة وكذلك جومانة وحورية وخالد صالح الذي أرهق كثيرا وهيثم أحمد زكي الذي شاهدت دموعه أثناء الرقص وصبري فواز وياسر المصري وحسن الرداد الذي كان مفاجأة الفيلم ومولد نجم . تشبه وفاء عامر "قمر " .. وتعرف هي هذا وتعرف أيضا أوجه الشبه: الإصرار، حب اللمة والدعوة إلي عدم التفرقة، الأصالة في حب الوطن والأسرة وأحب ابني مثلما تحب قمر أبناءها، لكن الاختلاف أن دموعي قريبة مني، أما قمر فهي امرأة قوية ربما لنشأتها الصعيدية والطبيعة الجبلية التي عاشت فيها . وفاء تقدم تحية كاريوكا .. لماذا ؟.. تقول :حرصي لتجسيد شخصية الراحلة تحية كاريوكا جاء لشعوري بمدي المعاناة التي يلقاها الفنان في حياته، كبرياؤه وكرامته، إحساسه بالظلم ومع ذلك لا يتوقف عن الإبداع، فهي إنسانة أكثر منها راقصة، وكذلك زيجاتها. وقد التقيت بها عام 1994 في فيلم الجراج وهو يعتبر من أواخر الأفلام التي قدمتها، واعتمدت علي القراءة في الإلمام بكافة تفاصيل حياتها، من خلال كتاب لصالح مرسي وكتابات إدوارد سعيد وسلسلة كتابات صحيفتي الأهرام وروزاليوسف، وبعض مقتطفات من فلم تسجيلي عنها.