تعرف ( لم يقل يا أستاذ ولا يا بيه ولا يا باشا) البحيرة هنا ماتجيش إلا علي الغلبان. أما الأقوياء فيأخذون كل حاجة بالعافية زي المزارع ولا حد يقدر يعمل معاهم حاجة، وأشرك صياد عجوز بجوارنا في الحوار أهو انت لك كم سنة في البحيرة.. من يوم ما اتولدت ..أخذت إيه.. ولا حاجة ووجدتني أدخل دنيا شكاوي الصيادين ولي خبرة طويلة بها لدرء الحسد فأخذت الأمر بفتور. تعرف ليلة الثروة كان ضرب النار هنا من كل جانب كلهم كانوا هربانين من السجون وجاءوا يتخفون في البحيرة وفرضوا سيطرتهم علي كل شيء وأصبحت الحياة بالليل خطرة جدا، أكمل العجوز أن عنده قطعة أرض علي مرمي بيته قرب تينيس لا يستطيع رعايتها والوصول إليها وله هناك أبقار يضطر للتأخر عن توصيل علفها لأيام وتفاخر قليلا وهو يقول إن له حبايب اتصلوا به من يومين ينبهونه بأن البلطجية سيهاجمون إحدي الزرائب وعليه ألا ينزعج من أصوات الرصاص لأنه ليس المقصود واضطر أن يطلق عيارين في الهواء والكمون في منزله حتي تنتهي الغارة فسألت عن السلاح أكد أنه ضروري للحياة في البحيرة خاصة في هذه الظروف، وأكمل متعجبا ان لديه عجلا صغيرا مصابا في ساقه ويواجه صعوبة شديدة للسيطرة عليه ولا يعرف كيف يسيطر البلطجية علي الأبقار، قال الآخر يقولون إنهم يستخدمون سنارة يشبكونها في لسان البهيمة فتنصاع لهم فأضاف الآخر يقولون إنهم يرشون عليها مادة مخدرة تجعلها تنساق بسهولة وتعجبت كيف يخرجون من البحيرة ومنافذها معروفة وغالبا علي مدن أوضحوا أنهم يخفونها عدة أيام علي بعض الجزر ثم يبيعونها لمن يشتريها والذي يعرف ويقبل هذا البيع الحرام . ووجدت كلمة الثروة تتكرر تلقائيا بديلا للثورة وشككت أن يكون الأمر مقصودا وأن التصحيح قد يفتح مجالا لحديث لا تحمد عقباه فتقبلت منهم الأمر خاصة أن الحوار لم ينته.