في نقاش سقيم مع ممثلة مصرية نصف مشهورة، دار الجدل حول تخوفها من أداء دور فتاة متمردة، غيورة تتسبب في مشاكل لاحصر لها لكل من يقترب منها، سواء من أسرتها أو أصدقائها، ثم تتعرض تلك الفتاة لأزمات متتالية وضربات موجعة تجعلها تعيد حساباتها، وتغير من أسلوبها في معاملة الآخرين، كان رأي الممثلة أن الشخصية شريرة، وهي تخشي منها علي شعبيتها، وسألتني عن رأيي في قرارها، ولم أجد بداً من أن أسألها هل أثر في شعبية فاتن حمامة أن تلعب دور فتاة شريرة، تخطط لإفساد حياة والدها وزوجته الشابة في فيلم"لا أنام" أو أن تلعب دور عاهرة في فيلم الخيط الرفيع! وهل تأثرت شعبية نادية لطفي عندما لعبت دور فتاة منحلة في فيلم النظارة السوداء؟؟ أو جاسوسة في فيلم جريمة في الحي الهادئ؟ وهل تغيرت نظرتنا للبني عبد العزيز وهي تؤدي شخصية فتاة تتحدي تقاليد المجتمع في فيلم أنا حرة؟ ولكن يبدو أن الممثلة إياها كانت من ضيق الأفق، بحيث لم تستوعب ما أقوله وردت علي كلامي بأن الكلام ده كان زمان، وأن جمهور اليومين دول له معايير مختلفة تماما، فقررت أن أتركها لجهلها تفعل ماتريد، وتقدم أدوارا لاتقدم ولاتؤخر بزعم أنها أدوار ترضي الجمهور! ولكن حال هذه الممثلة جعلني أفكر في ثقافة نجومنا وعلاقتهم بالأدوار أو الأعمال الفنية التي يقدمونها، وكنت قد قرأت خبرا أن الفنانة الأمريكية جوليا روبرتس التي يلقبونها بحبة قلب أمريكا، sweet heart of America تقوم هذه الأيام بدور الملكة الشريرة في فيلم الأميرة سنو وايت والأقزام السبعة! وسبق لنفس النجمة أن لعبت شخصية فتاة غيورة تسعي لإفساد حفل زواج حبيبها القديم، كي تفوز به وتبعده عن الفتاة التي اختارها شريكة لحياته، وكان فيلم زواج أعز أصدقائي من أهم الأفلام التي قدمتها جولياروبرتس في حياتها! وعندما قامت المخرجة ساندرا نشأت بتحويل هذا الفيلم الأمريكي لآخر مصري من بطولة كريم عبد العزيز ومني زكي اضطرت أن تجعل الفتاة الغيورة أقل غيرة وأقل شرا وتآمراً بحيث تصدر عنها تصرفات مرتبكة لاتقصدها! حتي توافق مني زكي علي الدور بزعم أن الجمهور المصري لايطيق أن يشاهد فيلما بطلته فتاة شريرة! رغم أن الغيرة شعور طبيعي لايدخل في نطاق الشر، وأدي هذا التغيير في سلوك البطلة إلي فشل الفيلم !وحتي الآن لم تظهر ممثلة مصرية وخاصة من جيل الشباب يمكن أن تلعب دورا معقدا أو شريرا أو مرتبكا نفسيا، ولايتخلف النجوم الشباب في نظرتهم للأدوار التي يقدمونها عن النجمات فكلهم يؤمنون بنفس النظرية، ويفضلون الأدوار المسطحة التي تتحدث عن أناس ليس لهم وجود علي كوكب الأرض، لأنه بطبيعه الحال لايوجد إنسان لايحمل بعض الصفات الشريرة أو التآمرية أو حتي الدفاعية عندما تضطره الحاجة إلي استخدامها فالإنسان كما خلقه الله تعالي يحمل في مكوناته الفجور والتقوي في آن واحد! ونعود إلي جوليا روبرتس 44 سنة التي تحاول أن تعوض حالة الفشل التي لازمتها طوال السنوات العشر الأخيرة، تزوجت فيها وتفرغت في إنجاب الأطفال بعمل تغيير كامل وشامل في نوعية الأدوار التي قدمتها في العامين الأخيرين ، حيث قررت النجمة الحاصلة علي الأوسكار، أداء دور الملكة الشريرة في حكاية الاطفال الشهيرة "سنو وايت"، بينما تلعب دور الاميرة الصغيرة التي تتمتع بجمال أخاذ المطربة الشابة "ليلي كولينز" ويقوم بدور الأمير الممثل آرمي هامر، وحكاية الفيلم الذي يخرجه تارزيم سينج، تدور حول أميرة جميلة ، تحاول زوجة أبيها الملكة الشريرة أن تتخلص منها، لأنها تريد أن تصبح أجمل امرأه في العالم، ولكنها كلما نظرت إلي مرآتها السحرية، وسألتها يامرايتي.. يامرايتي مين أجمل مني؟ إجاتها المرآة إنها الأميرة سنووايت أو الجليد الأبيض، ويشتد الغيظ بالملكة وتقرر أن تتخلص من الاميرة الصغيرة، فتوصي أحد الحراس باصطحابها إلي الغابة ثم قتلها هناك، ولكن الحارس، يشفق علي الفتاة ويتركها في الغابة، ويعود إلي الملكة ليخبرها أنه قضي علي الفتاة، بينما "سنووايت" تلتقي بسبعة من الأقزام، تعيش بينهم في سعادة، وأمان وعندما تعرف الملكة الشريرة أن غريمتها لاتزال علي قيد الحياة، تذهب اليها متنكرة في ملابس امرأة عجوز تبيع التفاح، وتمنحها واحدة مسمومة، تؤدي إلي دخول الفتاة في غيبوبة، لاتفيق منها إلا إذا التقت بأمير أحلامها الذي يمنحها قبلة الحياة! الغريب أن نفس قصة سنووايت يتم تقديمها برؤية فنية مختلفة، وفي فيلم آخر يحمل اسم، سنووايت والحارس تلعب دور الملكة الشريرة النجمة الجميلة تشارليز ثيرون بينما تؤدي دور الأميرة، كريستين ستيوارت ويقدم دور الحارس كريس هيمسوورث، ومعالجة هذا الفيلم تميل إلي تصعيد دور الحارس ليصبح أكثر أهمية من دور الأمير، الذي ينقذ الفتاة من غيبوبتها ويعيدها للحياة، الحارس هنا يرفض أن يقتل الأميرة وبدلاً من أن يتركها في الغابة، يقرر أن يلازمها ليحميها من الأخطار ويدافع عنها من محاولات الملكة الشريرة في التخلص منها، دور الحارس الأمين كان معروضا في البداية علي النجم جوني ديب ولكنه رفض الدور لانشغاله ببطولة ثلاثة أفلام يقدمها في أعوام 2102 و3102، أما الفيلمان المأخوذان عن قصة الأطفال سنووايت والأقزام السبعة فسوف يعرضان مع بدايات العام القادم، وسوف تشتد المنافسة بين النجمتين جوليا روبرتس وتشارلز ثيرون علي أداء دور الملكة الشريرة!