بعد فاصل طويل من الهجوم والسخرية من السلطة ومفاوضات السلام قال المذيع لرمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامية أنتم تعارضون كامب ديفيد وأتفاقيات أوسلو وترفضون حل القضية من خلال الحوار، فما هو البديل، لماذا لاتنطلق صواريخ المقاومة من غزة، أين مظاهر الكفاح المسلح ؟ قبل أن يجيب المناضل الفلسطيني سمح لنفسه بمواصلة الهجوم علي الشقيقة مصر، وعندما فوجئ بحصار المذيع قال، نحن حماس والجهاد في مرحلة تقديرالموقف، والتقاط الأنفاس بعد العدوان علي غزة، وأضاف المقاومة تواصل تصنيع وتهريب الصواريخ، كما أن صمودنا كان وراء إفشال مشروع الهيمنة الأمريكية علي المنطقة، استمر حصار المذيع وقاطع المناضل الفلسطيني، لكن حماس وباقي فصائل المقاومة لم تكن تسمح للسلطة بتقدير الموقف وإدارة الصراع، كنتم تطلقون الصواريخ التي قيل عنها عبثية من قطاع غزة، وتساهمون في شق الصف وإضعاف الموقف التفاوضي للسلطة، لم يقل رمضان شلح ما يستحق الإشارة سوي بضعة شعارات واتهامات، لكنه أعلن بالفم المليان أن الجهاد لن توقع علي ورقة المصالحة المصرية حتي لو وافقت حماس، لأنه يري أن الجهاد ليست لديها حسابات أو مصالح انتخابية و سلطوية، الحوار التليفزيوني الطويل الذي بثته فضائية عربية، أكد حقيقة واحدة، أن مأزق المفاوضات يتساوي تماما مع مأزق المقاومة، إسرائيل أعدت خطة لبناء نحو مائة وسبعة وثمانين وحدة استيطانية حول القدس، وتخطط لإزالة الهوية السكانية والجغرافية للمدينة المقدسة تماما خلال عشر سنوات، بينما المقاومة لا تستطيع تحرير الأرض أو إزالة ما يحدث فوق الأرض المحتلة كل ساعة من خلال إطلاق صاروخ طائش أو تنفيذ عملية استشهادية، كما أن خيارات التفاوض في ظل الانقسام الفلسطيني تنكمش وتتضاءل، إما بقاء الوضع علي ماهو عليه، أو استمرار شروط أوسلو، أو دولة بحدود مؤقتة، المقاومة والمفاوضات كلاهما في مأزق، لايستطيع أحدهما فرض بناء دولة فلسطينية علي حدود67 واقتلاع نصف مليون مستوطن من الضفة الغربية، وإلغاء ال99 مستوطنة التي تشرع إسرائيل في إقامتها حول القدس كان المفترض أن تتحول المقاومة الفلسطينية إلي إحدي أوراق الضغط المهمة التي يملكها المفاوض الفلسطيني، لكنهم قرروا النضال من مقاعد الساسة، يريدون كراسي السلطة والشرعية الدولية ونضال الميكروفونات، مأزق المقاومة الفلسطينة أنها لاتستطيع استيعاب ما يدور حولها من متغيرات، تحول النضال بالنسبة لهم إلي صمود في المناظرات التليفزيونية وممانعة في توقيع المصالحة، المهم أن يستمر التمسك بهذه الثوابت حتي ضياع آخر شبر من القدس والباقي من أرض فلسطين.