حذر الدكتور رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي خلال كلمة القاها عبر الهاتف في مهرجان انطلاقة حركته ال 23 الذي اقيم بمدينة غزة من مؤامرة كبيرة يجري التحضير لها قال ان هدفها "تصفية القضية وانهاء الصراع"، فيما كان يردد في المهرجان نشطاء الجهاد شعار "الموت لامريكا واسرائيل". وقال شلح في كلمته التي وجه خلالها ثلاث رسائل لانصار حركته وللشعب الفلسطيني وللشعوب العربية والاسلامية في المهرجان الذي اقيم في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة ان خيار المفاوضات "وصل لطريق مسدود"، مبديا استغرابه من اصرار السلطة على المضي في هذه الخيار.
وانتقد في ذات الوقت شعار السلطة الذي يؤكد انه لا بديل عن المفاوضات، وقال انه "عبث يجب ان يتوقف".
وحذر شلح من مخططات قد تنفذ من وراء العملية السلمية، وقال "نشتم رائحة مؤامرة كبيرة من ان يتمخض جبل المفاوضات بين السلطة والعدو عن تصفية القضية وانهاء الصراع"، مشيرا الى ان التصريحات التي وصفها ب"المشبوهة" التي "دعت للاعتراف بيهودية الدولية الصهيونية كمقدمة لتهجير اهلنا في ال 48 والذي يعني ضياع قضية اللاجئين"، تدور في ذات الفلك.
واكد شلح ان وقع المفاوضات الجارية اشبه ب'نكبة ثالثة' قال انها تدور تحت شعار "لا بديل للمفاوضات الا المفاوضات"، وطالب بالتصدي لها من خلال "الانسحاب الكامل من المفاوضات مع العدو وانهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية والتوحد على خيار الجهاد والمقاومة".
واشار الى ان هذا كله "سيوقف مخططات العدو واحتمال عدوانه على غزة".
وحيا شلح شهداء فلسطين واشاد كثيرا بالمقاومة، واستذكر الدكتور فتحي الشقاقي مؤسس الجهاد، الذي اقيم المهرجان في ذكرى استشهاده وذكرى تأسيس الحركة ال 23، وقال ان الشقاقي "كان مشروع شهادة على طريق النصر والتحرير، ولم يكن طالب دنيا او باحثا عن منصب او سلطة او ثراء".
واشار ايضا الى ان الشقاقي "لم يعرف المجاملة السياسية على حساب الثوابت، ولم يكن يؤمن بانصاف الحلول، خاصة في الصراع مع العدو".
وهتف عشرات الالوف الذين شاركوا في المهرجان من انصار الجهاد الاسلامي الذين حضروا من كل مناطق قطاع غزة وحملوا اعلام الحركة السوداء واعلام فلسطين ضد الدولة الصهيونية وامريكا، ورددوا شعارات "الموت الموت لامريكا الموت لاسرائيل"، وشعار "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود".
واكد شلح في كلمته ان فلسطين ليست قضية اهل فلسطين وحدهم، وقال "المشروع الصهيوني يهدد الامة العربية والاسلامية كلها، واضاف 'اذا ضاعت فلسطين نهائيا وبقيت اسرائيل فلن ينجو احد من طوفان المشروع الصهيوني الامريكي للسيطرة على المنطقة".
واستشهد بما حدث في العراق وافغانستان، وما قال انه ينتظر السودان من مخطط يهدف الى انفصال الجنوب عن الشمال، وقال ان الهدف منه هو "ولادة اسرائيل جديدة في افريقيا قد تحاصر العرب ومصر على وجه الخصوص".
واكد على ضرورة ان تزول الدولة الصهيونية عن الوجود، لضمان امن العرب والمسلمين.
ووضعت في خلف منصة الاحتفال صورة كبيرة للشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الذي اغتاله الموساد الصهيوني في جزيرة مالطا في العام 1995، وصورة اخرى لشلح الامين العام الحالي للجهاد.
كما وضعت صورة كبيرة لكل من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والشهيد احمد ياسين مؤسس حركة حماس، والشهيد ابو علي مصطفى الامين العام السابق للجبهة الشعبية، وصور لعدد من قادة الفصائل الذين اغتالهم الصهاينة.
واحاط مسلحون من الحركة يرتدون ملابس عسكرية ويضعون اقنعة على وجوههم بمكان الاحتفال، وانشدت فرق فنية خلال الاحتفال اغاني ثورية امتدحت المقاومة وحركة الجهاد الاسلامي.
وحضر الاحتفال قادة حماس محمود الزهار وخليل الحية، وفتحي حماد وزير الداخلية في الحكومة المقالة، اضافة الى مسئولين من حركة فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية واخرين عن باقي الفصائل.
واكد الدكتور الحية في كلمة القوى الوطنية والاسلامية على ضرورة الوحدة الفلسطينية، واشاد بالمقاومة الفلسطينية، وطالب بوقف المفاوضات، ووجه في هذا الخصوص حديثه لحركة فتح والسلطة الفلسطينية وقال "آن الاوان لجزئنا الذي ظن خير لقضيتنا واصطدم بالعنجهية الاسرائيلية لان يعود لنكون صفا موحد"، مشددا على ان المصالحة الوطنية تعد "خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه".
واكد الحية ان القضية الفلسطينية "تمر بمرحلة جمود واستعلاء للعدو وضعف للعرب"، مشيرا الى ان كل الخيارات "اصطدمت بجدار العنجهية الاسرائيلية".
وشدد على اهمية المقاومة للشعب الفلسطيني، واضاف "نحن في قلب المقاومة وسيفنا مشرع ووحدتنا اكيدة قادمة"، واضاف "نعلي انحيازنا لخيار المقاومة، فلا خيار سواه، فطريقنا طويل وارضنا تنتظرنا".