تحولت القضية الفلسطينية عند البعض الي ساحة للمزاد العلني, وتتغير المواقف والكلمات أسرع من التغييرات المناخية التي يشكو منها العالم, في طهران وقف رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد يجيب عن ثلاثة أسئلة قام هو بطرحها, قال: أي فلسطين التي نلتمس مستقبلا لها؟.. وأجاب: نريد فلسطين من البحر الي النهر, ومن رفح الي رأس الناقورة غير منقوصة, وأي مستقبل لفلسطين هذه؟.. مستقبل التحرير والانتصار.. وعبر أي طريق؟ عبر طريق الجهاد والمقاومة.. ولم ينس المناضل توجيه الشكر الي إيران علي مواقفها المتميزة جدا في هذا العصر والزمان الذي يعز فيه الموقف الصادق والشجاع. وبدورنا نقول إن الجماهير العربية من المحيط الي الخليج سوف تخرج الي الشوارع لو تحقق نصف ماقاله وسوف تهتف بالروح.. بالدم.. نفديك يا شلح. ولكن التاريخ يعلمنا غير ذلك, وان مثل هذا الكلام هو الذي أضاع فلسطين ولم يترك الا البقية الباقية من الأراضي المحتلة التي ترفض إسرائيل التخلي عنها وتسعي الي تهويدها. ولن ندخل في دائرة الجدل العقيم مع المناضل الفلسطيني, وان كنا نتفق علي أن ياسر عرفات هو الزعيم التاريخي الذي أطلق المقاومة واختاره الشعب المنكوب رمزا له حتي وفاته. لماذا اختار عرفات طريق المفاوضات واستطاع أن ينتزع اعتراف العالم باحقية الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. هل يمكن لشلح أو غيره المزايدة علي هذا الرمز الذي بقي صامدا ومحاصرا ولكنه لم يرفض التفاوض واقرار اتفاقيات تظل رصيدا لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهله عندما يحين وقت دفع استحقاقات السلام. تحرير فلسطين كاملة غير منقوصة كلمات تدغدغ المشاعر العربية ولكنها تخاصم الواقع الذي يشير الي تآكل الأرض المحتلة يوميا بفعل المستوطنات والمصادرة والتوغل وغيرها من ممارسات تعلن عنها إسرائيل بوقاحة استنادا الي الانقسام الفلسطيني ولجوء البعض من قادته الي ترويج مايمكن تسميته بالمخدرات السياسية تهربا من المعالجة الصحيحة واتخاذ القرارات الصائبة. ولا غرابة في ان تتخذ إسرائيل من كلمات شلح مبررا للعودة الي نقطة الصفر باعتبار أن الطرف الفلسطيني يريد ازالتها كما يردد أحمدي نجاد. اما عن كلمات الغزل في المواقف الإيرانية, فإن المناضل شلح لم يذكر لنا عدد الشهداء الايرانيين الذين سقطوا في سبيل فلسطين. [email protected]