لقاء المجلس العسكري برموز القوي السياسية، وضع ر ؤية تفاؤلية بشأن تجميد قانون الطوارئ البغيض الذي استعاد قوته وفاعليته بقرار فوقي كشرت فيه السلطة العسكرية والحكومة الانتقالية البليدة عن أنيابها للثورة الناشئة والثوار النبلاء.. فبينما يهدد اللواء منصور العيسوي بتجريف الجريمة، ويتوعد ويزمجر ويزأر لزبانية الشر، تختلط لديه المفاهيم فينكر الشهادة علي من أصيبوا بنيران ضباطه أمام أقسام الشرطة مبررا قتلهم بأنهم بلطجية دهماء! يحصد قانون الطوارئ المشين عشرات الناشطين السياسيين والثوار عنوة وفجأة بالانقضاض الغاشم عليهم في أحد مقاهي وسط البلد بالقاهرة وبالتحديد في شارع البورصة الجديدة.. رغم تعهد وزير الداخلية بعدم التعرض للنشطاء والسياسيين، والحادث معروف ومسجل علي اليوتيوب، وينم عن تآمر حكومي ضد الثورة التي ضاقوا بها وبأصحابها الذين لاتهدأ مطالبهم ولا تتوقف مليونياتهم حتي تتحقق المطالب الثورية بإزاحة ومحو كل بقايا النظام الفاسد السابق وإحلاله بنظام ديمقراطي وقور يعالج السرطان الذي زرعه مبارك وناسه في بدن مصر، ويواصلون الآن، بما تبقي لهم من سموم كامنة فيه، محاولات سحق الثورة بتنشيط الفساد مرة أخري، ودعم البلطجية واللصوص لضرب الأمن في مقتل. فبعكس المتوقع بعد استعادة قانون الطوارئ. الذي وعد المجلس العسكري القوي السياسية برفعه زادت جرائم السرقة واستفحلت!! ففي المنطقة التي أسكن فيها مثلا تمت سرقة 6 سيارات من نفس الطراز في أسبوع واحد.. ويقول النبهاء إن طراز هذه السيارة المستوردة مملوك لشركاء استفادوا وتكسبوا وانتعشوا في ظل النظام السابق الفاسد.. ويرجح أحد الذين يحاولون حل لغز سرقة هذا الطراز ( علي مستوي مصر وليس منطقتي فقط) أن يكون أحد أصحاب الشركة المستوردة قد منح شفرة فتح السيارة الحديثة لزعيم عصابة صديق يتصرف بالتفاهم والاتفاق معهم لتعكير الأمن وتكدير الناس ودفعهم اللا إرادي إلي الترحم علي مبارك وأيامه!! وأما سرقة السيارات رباعية الدفع، فعلي عينك يا تاجر، من أول يوم في اختفاء الشرطة ودورياتها إلي الآن.. وقد نتج عن اكتشاف بعض السيارات بالصدفة في الأماكن النائية أو بالتلبس في حالة نشاط أمني مفاجئ، إن هذه السيارات تستخدم لنقل السلاح بجميع أنواعه آلي وغير آلي (ونعرف كلنا كم انتشرت تجارته في مصر بعد فضيحة غياب الشرطة).. كما أن سيارات الدفع الرباعي المسروقة تستخدم في تجارة المخدرات حيث تسير بسهولة في الأماكن الوعرة التي يتم فيها تخزين وتسليم وتسلم البضاعة!! وغالبا ما يكون مصير هذه السيارات الضخمة تركها في الخلاء، أو تفكيكها وبيعها بالقطعة في سوق الخردة!! وبرضه، في حالة رواج السلاح والمخدرات يقرأ الناس زمن مبارك قراءة مغلوطة، وكله في مصلحة استعادة شعبيته بالدهاء والتزييف!! ثم تبرئته قضائيا وشعبيا (لاقدر الله) بسبب تشتت القوي الوطنية والأحزاب الداعمة للثورة والتيارات السياسية والدينية المتخبطة التي تعجلت القيام بدور منفرد فسمحت للفلول الطلقاء بالنفاذ من ثغرة التفكك الوطني!! ❊ ❊ ❊ ❊ بترول »علي وش الأرض«.. ينفجر كالخير والبشر ويتدفق صانعا بركة ذهب أسود »تحت رجلين مصر«.. كأنه مهر الثورة وفأل النهضة المرتقبة.. في منطقة الجمشة بالبحر الأحمر.. الأرض تفشي كنوزها .. كنت دائما أقول: (في الخليج حر وبترول .. في مصر حر وفقر).. فهل آن لمصر أن تعرف مذاق الرخاء وينعم أهلها المظاليم بالستر والشبع والصحة وهو أقصي ما يتمناه التعساء منهم؟! أيام مبارك، كانت الأنباء تنتشر سرا عن مناجم ذهب في الصحراء، ثم يتم التعتيم علي الخبر وكأنه ماكان! وطبعا قصة الغاز الطبيعي معروفة ولا تحتاج لتعليق.. يكفي أن التفجير الأخير لمحطة الغاز في قرية الميدان قرب العريش هو التفجير الخامس هذا العام!! هذا هو رد الفعل المنطقي للشعب المصري علي سوء استغلال السلطة لثروته.. وأما قانون الطوارئ، فلم يحل دون وصول الفاعلين إلي محطة الغاز وتحويلها إلي كتلة لهب ظلت تشعل سواد الليل بضع ساعات حتي تمكن الجيش من الوصول للمكان وتطويقه. ❊ قانون نحر الحريات.. هذا هو المعني الحرفي لقانون الطوارئ عندما يتوجه لتكبيل الشرفاء والمثقفين والثوار ومنعهم من حرية التعبير والفعل الوطني الوقور. د. عمرو الشوبكي الكاتب والباحث السياسي وعضو الهيئة الاستشارية لحزب العدل، كان عائدا من بيروت في الأسبوع الماضي بعد أن ألقي محاضرة في ندوة المنظمة العربية لمكافحة الفساد حول ثورات الربيع العربي، فاستوقفه أمن المطار، وسحب جواز سفره بزعم الكشف عن هويته!! وقبل أن يسمحوا له بالانصراف سأل عن أسباب توقيفه بهذه الطريقة التي لم تحدث له من قبل فسمع أحد الضباط يقول في فجاجة »السيستم القديم رجع«!!.. وهذا السيستم الذي يستمتع زبانية الشرطة به، هو الذي جعل العداء عميقا ومتفاقما وكريها بين الشرطة والشعب.. وهذا السيستم بالطبع هو قانون الطوارئ الذي صنع من أجل كبت الأتقياء والأنقياء والشجعان والشرفاء الذين قالوا لا في وجه سلطان جائر اسمه مبارك.. فأخرج لهم السلطان العجوز لسانه المحنط من داخل ديكور قفص حديدي مصطنع ومكيف الهواء.. محاطا بحاشيته، وكتيبة المحامين المدربين علي تبرئة الجواسيس والقتلة والسفاحين.. في تريث وثقة بصبر فلول النظام السابق علي الثوار حتي يحصدهم قانون الطوارئ الغاشم ويعيدهم إلي جحور الخوف والتخاذل والخمول والخضوع والاستسلام....... آن لقانون الطوارئ أن يختفي.. وتكتمل وعود المجلس العسكري للقوي السياسية بتلبية مطالب الثوار حتي لاتموت الثورة. ❊ ❊ ❊ من أقوال الشرفاء علي الفيسبوك: مبارك ورجاله رمز الخراب والفقر والذل والمرض والجوع والفساد.. من يدافع عن المجرم فهو مثله.