القمص أندراوس عزىز عندما تتحول المشكلة إلي هم يسكن القلب ويجرح الروح تصبح الحياة بلا قيمة، كان ذلك شعور الكثيرين من المنتمين لائتلافات الأقباط التي تطالب الكنيسة بحل مشاكلهم الشخصية التي تتعلق بالتطليق وبالحصول علي تصريح لا يمكن أن يتم الزواج الثاني بدونه، استند المعارضون في موقفهم إلي دعائم من الدين المسيحي التي يرون من خلالها أن موقف البابا شنودة من قصر التطليق علي علة الزني يقوم علي تفسيره هو رغم أن الآية التي يستند عليها في تفسيره تتعلق بواقعة محددة، ويستدلون علي ذلك بأن كل بطاركة الكنيسة السابقين عليه كانوا يوافقون علي تسعة أسباب للتطليق بل ويزيدون علي ذلك بأن البابا شنودة تخلي عن أحد أسرار الكنيسة السبعة بموافقته علي زواج الإنجيليين الذي يتم بدون كاهن وهو سر من أسرار الكنيسة القبطية التي لايمكن التنازل عنها،حملت كل هذه التساؤلات ووضعتها أمام القمص أندراوس عزيز الذي كان قد تم تجريده من الكنيسة ثم حصل علي حكم قضائي "بإلغاء قرار التجريد وما يترتب عليه من آثار". بعد أن علم بالموضوع الذي قصدته من أجله قرر هو أن يبدأ الحديث عن أمر أساسي يري أنه إذا تحقق ستحل معظم مشاكل الأقباط في مصر ومن ضمنها الطلاق والزواج. قال: قبل الحديث عن مشاكل الزواج والطلاق فلنتحدث عن تحرير الكهنوت والكهنة خاصة أن الأساقفة يعلمون الحقيقة، ويعلمون أنهم يسيطرون علي الكهنة في الكنيسة بالتحكم في أرزاقهم من خلال لعبة التأمينات ومن يعارض فمصيره الغضب عليه ثم الشارع بلا مورد رزق، ففي الماضي كان الكاهن في الكنيسة لديه تأمين بأنه "كعامل" في التأمينات الاجتماعية مثل أي مواطن مصري وهو ما كان يشعر الكاهن بالخوف علي مصدر رزقه فيجعله يرفض أي أمر يتعارض مع قناعاته ويجعله حرا في إبداء رأيه وقد قاموا بخدعة هائلة مرت في أيام نظام مبارك فقد استغلت الكنيسة وجود موظف هام وكبير في أيام وزيرة الشئون الاجتماعية "آمال عثمان" وقاموا بتغيير صفة الكاهن في العمل من "عامل"إلي "صاحب عمل" وهو ما يعني أن الكاهن ليس له حقوق في الكنيسة وأنه إذا اختلف في أي وقت مع أي شخص في الكنيسة فمصيره إلي الشارع بدون أي حقوق مادية، وهذا الأمر له مدلول آخر فبذلك تحولت الكنيسة إلي دولة داخل الدولة بفضل نظام مبارك السابق وبذلك تحول الكهنة إلي أفواه مكممة، ولذلك هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلي إصلاح في الكنيسة ومن ضمنها مشكلة الزواج والطلاق التي افتعلها البابا شنوده ليؤكد نفوذه ويجعل سلطته هي الوحيدة ويمنع المسيحيين من اللجوء إلي الدولة في شكل المحاكم لتصبح كل السلطات في يده وحده . ❊❊ ولكن من المؤكد أن البابا شنودة يستند إلي نص ديني واضح لكي لا يسمح بالتطليق إلا لعلة الزني ، بدليل أنه أكد أنه لا يستطيع مخالفة الكتاب المقدس؟ هذا الدليل هو من قام بتفسيره حتي يستطيع السيطرة علي كل الأمور في يده بدليل أن هذا لم يكن رأيه في البداية وعندما كتب كتابه شريعة الزوجة الواحدة لم يذكر أن علة الزني هي الوحيدة للتطليق وهو استخدم كلمات المسيح التي كان يقصد بها حالة محددة ليعممها علي الجميع، فقد كان الرجل اليهودي يتخذ أكثر من زوجة، وإذا فقد رغبته في واحدة لأي سبب كان يطلقها بإرادته المنفردة وبدون الرجوع إليها ويعطيها كتاب طلاق وهو ما كان يوقع عليها ظلما شديدا، فجاءت كلمات المسيح(وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق وأما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلة الزني يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فهو يزني) والمقصود بالآية أن الرجل أو المرأة يمكن أن يطلق وبدون الرجوع إلي أي شخص وبالإرادة المنفردة في حالة الزني فقط .وهناك الكثير من آيات الإنجيل التي تتحدث عن أن الأزواج ينفصلون لأسباب مختلفة وإن لم يتم التوفيق بينهم فيحق لهم التطليق وأسباب التطليق المختلفة كانت تتم في كل عهود البطاركة السابقين ولكن كما قلت هذا الأمر ارتبط بالبابا شنودة لرغبته في أن تكون له اليد العليا في كل الأمور خاصة أن الدولة كانت تسحب من تحت يده أهم أمر يمكنه من التحكم في حياة الأقباط وهو الأحوال الشخصية، والدليل علي ما أقول هو أن هناك كثيراً من القساوسة يطلقون ويزوجون أبنائهم وأقاربهم . ❊❊ هل هناك حالات محددة يمكن أن تذكرها ؟ اسالوا الأب عبد المسيح بسيط الذي طلقت ابنته وتزوجت، وأيضا أحد الآباء المقيمين في أحد بلاد المهجر الذي طلقت حفيدته وتزوجت، بل وهناك حالة أحد أثرياء الوجه القبلي الذي حصلت زوجته علي حكم تطليق لأنه يقوم بمعاشرتها بشكل غير طبيعي وهنا وحسب بدعة تصاريح الزواج كان لايمكنه أن يتزوج مرة ثانية ولكنه حصل علي تصريح الزواج وتزوج بالفعل وهذه القصة لها مستنداتها التي وصلت إلي التحقيق فيها . ❊❊ قلت إن تصريح الزواج بدعة فماذا تقصد بذلك؟ التصريح اختراع ظهر في عهد البابا شنودة، وليس له أي أصل في الكنيسة ولا في الكتاب المقدس ولو عدنا إلي كتاباته في مجلة مدارس الأحد قبل أن يصبح بطريركاً سنجد رأيه مختلفا تماما، ومرة أخري هو أوجد ذلك السبب للتحكم في حياة ومصائر الأقباط. ❊❊ أنا أعلم أنك تقوم بعقد الكثير من الزيجات، فهل يعد هذا الزواج سليما من الناحية القانونية والدينية؟ وهنا طلب القمص أندراوس من زوجته أن تحضر له دفتر الزواج الخاص به. وقال لا أحد يستطيع أن يمحو عني صفتي ككاهن حصلت علي ختم روحي من أسقفي بأني كاهن ولا يستطيع أحد أن يمحوه فهي علاقة بيني وبين الله، ولا يمكن منعي إلا لخروجي عن عقيدتي وهو ما لم يحدث بالطبع وبصفتي كاهناً لي الحق في عقد الزواج بدفتر رسمي وسليم وموثق ويتم الزواج تبعا للعقيدة المسيحية، وأقوم بعقد الكثير من الزيجات ممن لديهم مشكلات بشرط أن يكون معه حكم نهائي من المحكمة بالطلاق وأتاكد أن الزوجة علي علم وتقبل بذلك وأن الاثنين متفقان، وبعد عقد الزواج أقوم موثقاً العقد في المحكمة وأسلمه لهما موثقاً وما يشاع عن أن الزواج الذي أعقده غير صحيح دينيا هو نوع من أنواع الحرب التي تشنها الكنيسة عليّ حتي لا يأتي لي أحد ولكني أؤكد أن العقد صحيح دينيا وقانونيا. ❊❊ ولكن هل يمكن عقد الزواج خارج الكنيسة؟ بالطبع وهو أمر موجود في كتاب الصلوات الذي يصلي به الكهنة ويعقدون به الزيجات فيمكن أن يتم الزواج في الكنيسة أو المنزل ففي الصفحة 114 من كتاب "صلوات الخدمات في الكنيسة القبطيه الأرثوذكسية" الفقرة بعنوان أن يواصل الكاهن (والآن قد حضرتما في هذه الساعة المباركة إذا كان الإكليل في الكنيسة يقول"قدام الهيكل" وإن كان في البيت يقول"في هذا المحفل الأرثوذكسي" وهو ما يعني أن الزواج يمكن أن يتم في الكنيسة أو المنزل. قال لي نادر الصيرفي المتحدث الإعلامي باسم ائتلاف أقباط 48 أن البابا شنودة تخلي عن سر من أسرار الكنيسة السبعة من أجل مقابل التوقيع علي اللائحة الموحدة للأقباط فما صحة ذلك؟ حدث مع الطائفة الإنجيلية التي لا تؤمن بالكهنوت، وليس لديها كهنوت ولم يكن البابا يعترف بزواجهم لأنه لا يتم علي يد كاهن، ولكن البابا اعترف بزواج الإنجيليين بدون كاهن رغم أن هذا مخالف للعقيدة الأرثوذكسية وبذلك هو تنازل عن سر من أسرار الكنيسة السبعة مقابل تمرير موقف والتوقيع علي اللائحة الموحدة، ولا يوجد من يعارضه في المجمع المقدس الذي يضم الأساقفة فهو الذي قام برسم معظمهم والجميع يصمت ليحافظ علي الكرسي، ولكن هذا لا يمنع المخالفة الخطيرة التي ارتكبها البابا والتي تستوجب أن يترك منصبه فورا. ❊❊ كيف يترك منصبه وإلي أين يذهب؟ يترك منصبه لأنه تخلي عن سر من أسرار الكنيسة السبعة، ويذهب إلي الدير .خاصة أن وضع البابا غير قانوني دينيا لأنه كان أسقفاً والأسقف لا يمكن أن يكون بطريركاً فالبابا شنودة كان أسقف التعليم، والمفترض أن يأتي البابا من الرهبان وتم الخروج عن هذه القاعدة في القرن العشرين وهو أمر بحاجة إلي المراجعة والتصحيح. ❊❊ ماذا تعني بأن الأسقف لا يمكن أن يصل إلي كرسي البابوية؟ الأسقف يصلي عليه صلاة مخصوصة من الأساقفة جميعا لكي يصبح أسقفا وهو ما حدث مع البابا شنودة عندما أصبح أسقفا للتعليم ولا يجوز أن يصلي عليه مرة ثانية لكي يصبح بابا فهذه الصلاة تتم مرة واحدة ولذلك فإن وضعه غير قانوني.ولذلك يجب أن يكون البابا راهبا لم يصل عليه الأساقفة.