دفعت المشاهد الدموية والعنيفة التي يتابعها العالم علي القنوات الفضائية للممارسات القمعية التي يمارسها الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه منذ اندلاع الثورة السورية في مارس الماضي، عدداً كبيراً من ناشطي "فيس بوك" إلي خلع لقب جديد علي بشار الأسد متناغماً مع هذه الأفعال التي وصفوها بالمهينة للإنسانية عموماً، حيث وصفوه ب"نشار الجسد"، وبخاصة بعد الصور الفظيعة التي ظهرت فيها فتاة شابة قضت عليها قوات الأمن السوري في الأيام الأخيرة وتم فصل رأسها تماماً عن جسدها بينما تم سلخ جلدها في قسوة تعذيب شديدة لا نظير لها في أعتي سجلات التعذيب التاريخية. الشواهد كثيرة علي قمع وتعذيب المتظاهرين والثوار في سوريا من ضرب وتكسير للعظام بالعصي والهراوات والركل بأقدام جنود الأمن وضباطه المتهورين، ومنها الفيديو الذي انتشر مؤخرا لعدد من جنود الأمن يعتدون بالضرب المبرح علي أحد الثوار الملتحين ويظهر في الصورة أحد قوات الأمن يسب المتظاهر وآخر يوسعه ضرباً بالعصا فيما ثالث يثبت قدمه علي رقبة المتظاهر المنطرح أرضاً بشكل مهين. إلا أن مشهد جثة الفتاة الشابة أثار الذعر لدي كل من تابعوا صورها التي بُثت الجمعة الماضية، ما دفع منظمة العفو الدولية إلي إصدار تقرير بشأن الواقعة، حيث أكدت المنظمة أن الشابة السورية وتدعي زينب الحصني (81 عاماً) من أبناء مدينة حمص، عثرت أسرتها علي جثتها الممثَّل بها في مشرحة مصادفة حين ذهبت الأسرة إلي المشرحة في محاولة للتعرف علي جثة شقيقها الذي قتلته قوات الأمن. وكانت جثة زينب مفصولة الرأس والذراعين ومسلوخة الجلد. وبلغة بائسة علق أحد الشباب السوري علي "فيس بوك" قائلاً: "نحن المظلومين في ظل نظام الأسد ندعوك يا سيد نتنياهو لشن حرب علي سوريا كي نري قدرة هذا الجيش الذي أعددناه لحمايتنا؟ هل يستطيع أن يبارزكم كما يبارز الشعب السوري وينكل به؟ أم فقط شاطر علي الشعب الأعزل الذي لاحول ولاقوة له (طبعا الشعب السوري يستمد قوته من الله فقط ويستعين بالصبر والصلاة) لأنه لايملك من القوة المادية إلا الكلمة الحرة. لقد رأينا قوة الجيش والشبيحة في ذبحنا؟ فهل يملك القوة ذاتها في حربه مع جيش إسرائيل"!! ويتأتي اللقب الجديد للرئيس السوري بعدما أطلق الثوار في بلدان عربية أخري ألقاباً شبيهة علي رؤسائهم الذين واجهوا ثورة شعوبهم بالقمع والقتل، وكان الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي أول من حصل علي لقب جديد وبخاصة بعد فراره إلي السعودية في أعقاب الثورة التونسية ليصبح اسمه الجديد "زين الهاربين"، وكذلك الرئيس الليبي الهارب أيضاً حتي الآن معمر القذافي والذي حصل علي عدة ألقاب أشهرها "مُعمر الطاسة" في إشارة إلي تعاطيه المخدرات وحبوب الهلوسة التي أطاحت بعقله وأفكاره، ولقب آخر وصفوه فيه بالقرد وهو "القردافي" رداً علي وصفه الثوار الليبين في بداية الثورة الليبية ب"الجرذان"، ولقب "العنيد القذافي" بدلاً من "العقيد" لأنه مازال يصر علي أنه الرئيس الشرعي للبلاد من مخبئه في بني وليد وبين حين وآخر يصدر بيانات وخطابات مسجلة تذيعها قناة "الرأي" السورية. أما الرئيس المصري السابق فقد استأثر بلقب "المخلوع" للتأكيد علي أن ثورة الشباب في 52يناير الماضي هي التي نجحت في خلعه هو ونظامه الفاسد، وأنه رضخ مجبراً إلي ذلك، بعد 81يوماً من الضغط الثوري عليه، ولنفي صفة "الرئيس السابق" عن مبارك في أعقاب خطاب التخلي عن السلطة.. أما الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي مايزال يصارع من أجل البقاء علي الكرسي، فقد حصد لقب "الرئيس فاسد"، ووصفه بعض الشباب الثائر في اليمن ب"طالح" وليس "صالح". ومن غرائب الصفات التي خلعها الثوار علي رؤسائهم الفاسدين وتم تداولها بشكل واسع علي الإنترنت أنها جاءت عكس صفات ألقابهم الحقيقية ف"مُخرب" ليبيا اسمه معمّر.. و"قبيح" تونس اسمه زين.. و"ناهب" مصر اسمه مبارك.. و"فاسد" اليمن اسمه صالح.. و"جبان" سوريا اسمه الأسد.. ولأن الجزاء دائماً من جنس العمل فقد كانت النتيجة التي آل إليها الحكام العرب الفاسدون علي نفس النمط الذي كانوا يتبعونه في قمع شعوبهم ومعارضيهم، فقد سقط كل هؤلاء الديكتاتورين بالطريقة ذاتها التي حاولوا قمع شعوبهم بها وكأن القدر ينتصر للمظاليم بنفس الأسلوب، ولذا كانت الوسيلة التي يستخدمها الرئيس السابق حسني مبارك للتعامل مع معارضيه هي "الحبس" وبعد سقوطه دخل "الحبس"، والرئيس التونسي زين العابدين كان يتعامل مع معارضيه بأسلوب "النفي" وكان مصيره النفي، أما اليمني علي عبدالله صالح فكان يتعامل مع خصومه بطريقة التصفية الجسدية و"الاغتيال" وقد تعرض لمحاولة اغتيال قبل أشهر.