قال مسؤولون أردنيون ان سوريا أغلقت معبريها الحدوديين البريين مع الاردن الاثنين في أعقاب نشر دبابات سورية في مدينة درعا الجنوبية الحدودية لقمع الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية. وأكد دبلوماسي بارز في العاصمة الاردنية اغلاق المعبرين الرئيسيين السوريين في درعا ونصيب علي الجانب السوري. وقال مسؤول لرويترز ان التوقيت مرتبط بما يبدو أنها عملية أمنية كبيرة تجري الان. وذكر شهود عيان من سكان بلدة درعا السورية ان قوات الامن السورية المدعومة بعربات مدرعة دخلت درعا الواقعة بجنوب البلاد فجر الأثنين وفتحت النار. وأفاد احد سكان درعا في اتصال هاتفي للجزيرة ان اطلاق النار ما زال مستمرا، وانهم يطلقون النار حاليا وان محصلة القتلي في درعا المحطة بلغت خمسة أشخاص علي الأقل. واشارت قناة العربية التلفزيونية ايضا الي وقوع قتلي في درعا دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وكانت بلدة درعا مسرحا لبدء الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد قبل خمسة اسابيع. وقال نشطاء من المدافعين عن حقوق الانسان ان قوات الامن السورية ومسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد داهمت ضاحية دوما في دمشق في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين وأطلقت الرصاص علي مدنيين عزل وألقت القبض علي سكان. وأفاد شهود العيان أن كل وسائل الاتصال بدوما قطعت ولكن أحد النشطاء تمكن من الفرار من الضاحية بعد بدء الهجوم فجرا والحديث عن الاوضاع. وصرحت سهير الاتاسي الناشطة السورية المدافعة عن حقوق الانسان الاثنين ان السلطات السورية بدأت حربا علي الحركة السلمية المطالبة بالديمقراطية في سوريا بمهاجمة ثلاث مدن. وتابعت في بيان أرسل لرويترز أن هذه حرب وحشية تهدف الي ابادة السوريين المطالبين بالديمقراطية. وذكرت أن نوايا الرئيس السوري بشار الاسد كانت واضحة منذ أن أعلن استعداده للحرب في الكلمة التي ألقاها في 30 مارس اذار مضيفة لمن يريد أن يعتقلها أنها في منزلها في ضاحية دمر دمشق. وتقول جماعات حقوقية ان قوات الامن قتلت اكثر من 350 مدنيا منذ بدء الاضطرابات الشهر الماضي. وأن ثلث الضحايا سقطوا خلال الايام الثلاثة الماضية مع اتساع حجم ونطاق ثورة شعبية ضد الرئيس بشار الاسد. وأظهرت صور بثها متظاهرون عبر الانترنت مشاهد مروعة في الاونة الاخيرة تصور قوات الجيش تطلق النار علي حشود من المحتجين العزل. حيث أن طرد معظم الصحفيين الاجانب من سوريا جعل من المستحيل التأكد من الوضع علي الارض. وفي احدث اعمال عنف قال نشطون ان القوات الحكومية السورية ومسلحين موالين للاسد قتلوا بالرصاص 13 مدنيا في بلدة جبلة الساحلية حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين وذلك منذ أن داهمت قوات الامن البلدة أمس الاحد. وقال نشطاء علي اتصال بأشخاص في جبلة ان قوات الامن ومسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد انتشروا في الحي السني القديم في جبلة أمس بعد اندلاع احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في البلدة قبل ذلك بليلة. وقال نشطون حقوقيون انهم يخشون من ان تكون قوات الاسد تستعد لشن هجوم مماثل علي بلدة نوي بعد تقارير قالت ان جرافات ومركبات عسكرية في طريقها الي هناك. وكان الاف الاشخاص قد دعوا في البلدة امس الاحد الي اسقاط الاسد خلال تشييع جنازة محتجين قتلتهم قوات الامن. وقطعت الكهرباء والاتصالات عن معظم انحاء نوي بحلول المساء واقام سكان بعضهم مسلح حواجز في الشوارع استعدادا للتصدي لهجوم. وهتف المشيعون في نوي الواقعة علي بعد 25 كيلومترا شمالي درعا حيث تفجرت المظاهرات ضد حكم الاسد الشهر الماضي "تحيا سوريا ويسقط بشار" و" ارحل.. ارحل.. الشعب يريد اسقاط النظام". وفي بلدة بانياس الواقعة جنوبي جبلة قال زعماء الاحتجاج انهم سيقطعون الطريق الساحلي الرئيسي اذا لم يرفع الحصار عن جبلة. ويقطن جبلة عدد كبير من الاقلية العلوية الشيعية التي ينتمي اليها الاسد. من جانبهم اصدر الكتاب السوريون بيانا اليوم الاثنين نددوا فيه بحملة قمع دامية ضد المحتجين في علامة علي الغضب المتصاعد في صفوف النخبة المثقفة في الوقت الذي تصاعد فيه العنف بشكل مثير خلال الايام الاخيرة. أعرب المعارض السوري سمير النشار عن أمله في أن يتحرك الجيش لوقف العنف ضد المتظاهرين الذين يواصلون موجة احتجاجات غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال رئيس ائتلاف دمشق سمير النشار، للتلفزيون المصري، الإثنين إن النظام السوري اعتمد الحل الأمني في معالجة الأزمة الوطنية التي تعاني منها البلاد، مشيرا إلي عمليات القمع الدموي التي تنال من المواطنين السوريين. وأضاف أنه رغم سلمية المظاهرات التي تجتاح جميع أنحاء سوريا لم يقدم النظام السوري حتي الان علي أي مبادرة وطنية تضم جميع القوي السياسية الفاعلة في البلاد لإيجاد حل للأزمة الراهنة. وتابع "نأمل في أن تقوم المؤسسة العسكرية بمبادرة إيجابية لوضع حد لعمليات القمع الدموي ضد المواطنين". وقال المعارض السوري أنه لا توجد معلومات مؤكدة بشأن ما قيل عن إنقطاع الكهرباء في درعا وقصف خزانات المياه في المدينة إلا أن النظام يقوم بممارسات قمعية لعزل المدن التي تشهد أشد الاحتجاجات ويلجأ إلي كافة الاساليب لقمع الأصوات المطالبة بالحرية. وأشار النشار إلي أن الأنباء تتضارب ولا يمكن التأكيد علي صحة أي خبر بسبب عدم وجود اعلام مستقل.