درست مصممة الأزياء دينا عبدالعال الفنون الجميلة، وكان تاريخ الأزياء جزءاً رئيسياً من دراستها، استهواها التراث الذي يعبر عن التاريخ من خلال رموز فرعونية لكل رمز معني مختلف. لم تفكر في بدايتها أن تتخصص في الرسم علي الأزياء ولكن بعد فترة قررت أن تنفذ الفكرة لرغبتها في التعبير عن التراث المصري من خلال الملابس، واكتشفت أن الأزياء تربة خصبة لتنوع الأفكار والأدوات المستخدمة. تعتبر دينا من مصممات الأزياء الجريئات والمميزات فهي من القلائل الذين بدأوا الرسم علي القماش منذ 15 سنة ولم يكن هذا النوع من الفن معروفاً لدي الكثيرين، ولكنه انتشر حاليا وللأسف اعتبره الأغلبية موضة فاستخدموه بدون رسالة أو هدف. استوحت دينا فكرة الكوليكشن من حي "مصر القديمة" بجوامعها وكنائسها وموتيفاتها الفرعونية وقررت أن تقدمها بشكل مبسط علي الملابس، وركزت علي أن تناسب الموديلات أحدث خطوط الموضة، بهدف تقديم رموز تراثية بروح جديدة. عادة ما كانت تستخدم أقمشة الأقطان لكن في المجموعة الأخيرة فضلت أن تقدم الرسومات علي خامات تصلح للسهرات وهو ما جعلها تتجه للتعامل مع الساتان بشكل كبير، لدرجة أنها قدمت فستان خطوبة مزيناً بالرسم اليدوي بالكامل ولأول مرة في مصر ودائما ما تجتهد لطرح أفكار جديدة. قدمت مع هذا الكوليكشن قطعا بسيطة للنهار تنوي استكمالها في مجموعتها القادمة، وكل تركيزها في هذه المجموعة إثبات قدرتها علي تقديم موديلات سواريه بالرسم اليدوي، وكل ما تتمناه أن تتمكن من تقديم أزياء عصرية فخمة ممزوجة بالتراث المصري الاصيل لأننا نمتلك تراثاً غنياً يستحق كل احترام. ولا تنسي دينا أن والدها الفنان التشكيلي هو من علمها حب مصر بكل ما فيها، وتقول: إن أجمل "خروجة" معه كانت للمتاحف والمساجد القديمة، فهو من زرع بداخلي حب التراث المصري.