تعاني الكرة المصرية من أزمة طاحنة تركت آثارها علي مباراة تونس الأخيرة وقبلها كأس الأمم الأفريقية بالجابون.. حيث افتقدت فرق الدوري العام كلها إلي وجود لاعب هداف يعرف الطريق إلي المرمي ويخطف الأهداف من أي مكان بالملعب خاصة في ظل إهدار الفرص العديدة للاعبي منتخب مصر في البطولات الدولية.. فما هو رأي الخبراء في حل تلك الأزمة.. وهل نحتاج لقرار منع قيد الأفارقة لاكتشاف مهاجمين جدد؟ انتظر الجميع التوفيق للمنتخب في مشوار البطولة القادمة بالكاميرون ولكن للأسف ظهر عكس ما قاله المسئولون إن المنتخب بحالة جيدة ومطمئنة ولا ينقصه سوي التوفيق، فالمنتخب سقط في رادس بتونس والوضع داخل صفوفه كشف أنه لا توجد خطط واضحة ولا تقديم أفكار ومقترحات حقيقية لتطوير الكرة المصرية بشكل حقيقي من أجل اللحاق بقطار عولمة كرة القدم ومسايرة القوي الأوروبية والبرازيلية والأرجنتينية المزدحمة بسمراء الساحرة المستديرة علي مستوي العالم ومثلما نجد في هذه الدول التي تمتعنا بالأداء القوي وفنون الكرة الحديثة من مهارات وأهداف وتفريخ نجوم كرة من أصحاب المهارات المميزة وملوك تسجيل الأهداف الجميلة.. يجب ألا يغيب عنا أن المحروسة أيضا مليئة بالمواهب الكروية، داخل المراكز والأندية المختلفة ولكنها تحتاج فقط للعين الفاحصة التي تكتشفها وتقدمها للأندية والمنتخبات نجد أن الجميع من عشاق الساحرة المستديرة كانوا يتمنون اتخاذ خطوة مهمة لعلاج الأخطاء التي وقع فيها كوبر وجهازه الفني منذ إضاعته تحقيق الحلم الأفريقي في الجابون بعد وصوله إلي نهائي أفريقيا في ظل غيابنا عنه 3 دورات أفريقية ونظرا لأن المباراة جاءت سريعة وهجومية من جانب لاعبي منتخب تونس وسط اللعب بطريقة دفاعية من جانب المنتخب المصري.. في شوطها الأول ولم تختلف الأمور في شوطها الثاني حتي نجح مهاجم تونس طه ياسين الخنيسي في الهروب من رقابة دفاع المنتخب المصري وسجل هدفا قاتلا في مرمي شريف إكرامي في بداية الشوط واستمر الفريق التونسي يتلاعب بمنتخب مصر.. وهذا التلاعب كشف عن أمور خطيرة بعد أن زاد كوبر من أوجاع المصريين بعد الخسارة من تونس الذي اتفق الجميع علي تطبيقه للعب بخطة دفاعية دون أن يكون لديه أي فكر فني يحول به مسار المباريات التي يخوضها ويحقق به النجاحات والفوز.. وأهم هذه الأمور أن هناك أزمة في مهاجمي الكرة المصرية رغم وجود الكثيرين المتميزين ومنهم عمرو جمال.. عماد متعب.. مؤمن زكريا.. عرفة السيد "وادي دجلة".. عمرو مرعي.. محمود كهربا عمرو بركات باسم مرسي رمضان صبحي أحمد جمعة من المصري عمرو وردة "باوك اليوناني" أحمد الشيخ "مصر المقاصة" محمد صلاح "روما الإيطالي".. عمر جابر "بازل السويسري". وفي هذا المضمار أشار الكابتن أنور سلامة.. إلي أن منتخب مصر يواجه أزمة كبيرة في خط الهجوم وللأسف مستر كوبر خسر المباراة بسبب فقره الهجومي رغم أن لديه قماشة جيدة من المهاجمين لا أعرف سببا لعدم اختيارهم ضمن صفوف المنتخب.. والأكثر غرابة أن كوبر اعتمد طوال المباراة علي التقفيل الدفاعي رغم أنه كان مهزوما. وقال الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الأسبق إن علي مستر كوبر أن يتعظ ويبادر بوضع استراتيجية فكرية لقيادة المباريات القادمة بدلا من تطبيق طريقته الدفاعية بدون أن تظهر شخصيته الفنية وأنصح الخواجة كوبر الأرجنتيني بأهمية تطوير أسلوب اللعب حسب المباريات لأن المباريات لا تقتصر علي الدفاع طوال شوطي المباراة هناك أوقات يجب تغيير التكتيك الخططي وهذا دور المدرب الكوتش الذي يجيد إيجاد حلول جذرية كانت من الممكن أن تضمن لنا فرصة الفوز بالمباراة بتعديل طريقة اللعب بالدفع مثلا بمهاجم آخر يساند محمود كهربا الذي عاني من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه نبيل معلول المدير الفني التونسي ونصح شحاتة أيضا كوبر بضرورة أن يعمل ألف حساب لحجم ملعب المباراة ففي أفريقيا الملاعب تختلف مساحاتها وجميعها قانونية.. وطالبه بحسن تمركز اللاعبين وتنظيم مراكزهم وضرورة التزامهم بالتعليمات الفنية ولو اتبع ذلك سيعرف النتيجة في المباريات القادمة في المجموعة العاشرة التي تضم بجانب تونس منتخبي النيجر وسوازيلاند. وقال الكابتن حلمي طولان المدير الفني لفريق سموحة الأسبق يجب اعتبار الهزيمة من تونس جرس إنذار لأنه بالعودة لهذه المباراة سنجد هناك مجموعة تساؤلات مهمة من باب الخوف علي مسيرة المنتخب ليس فقط علي مستوي تصفيات أمم أفريقيا والوصول إليها ولكن تحذيرا من أن تتأثر مسيرة المنتخب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 والتي يتصدر الفراعنة فيها المجموعة العاشرة حتي الآن برصيد 6 نقاط ويليه أوغندا ب 4 نقاط ثم غانا بنقطة واحدة وأخيرا الكونغو بدون أي رصيد من النقاط. والخوف هنا نابع من أثر نتيجة المباراة الأخيرة أمام تونس علي الفراعنة وهم علي بعد أسابيع قليلة من استئناف مشوارهم بتصفيات المونديال في مباراتين قويتين أمام المنتخب الأوغندي خلال أغسطس وسبتمبر القادمين الأولي بملعبه بكمبالا والأخري علي ملعب الفراعنة خلال الجولتين الثالثة والرابعة للتصفيات بمنافسات المجموعة الرابعة وبالطبع إن حدثت أي خسارة سيكلفنا هذا الكثير، وقد يطيح بأحلام كل المصريين في العودة للمونديال بعد غياب 28 عاما عنه منذ مشاركتنا في كأس العالم بإيطاليا 90 ولذا أود القول إن طريقة كوبر في اللعب أصبحت محفوظة للجميع خاصة أنه يعتمد علي التركيز علي الدفاع، ثم محاولة خطف هدف، ولا أعلم كيف سيتحقق له تسجيل هدف في ظل معاناة هجومه من العقم التهديفي ويعتبر هو أحد أسبابه لكونه ردد من قبل مع جهازه الفني أن هناك أزمة مهاجمين في الكرة المصرية بدليل اعتماد الفرق علي لاعبين أفارقة. ويلتقط الكابتن علي أبوجريشة نجم الإسماعيلي السابق خيوط الحديث ويقول لقد بدأ ظهور تيار ينادي بإلغاء التعاقد مع مهاجمين ولاعبين أفارقة مثلما حدث من قبل إلغاء التعاقد مع حراس المرمي الأفارقة حتي حصدت ثماره الأندية في تشغيل معامل التفريخ في هذا الجانب وبالفعل جاءت ثماره طيبة إلا أني أختلف مع من ينادي بإلغاء التعاقد مع مهاجين أفارقة لكونهم تسببوا في وجود المهاجم الهداف والذي يعتبر عملة نادرة في الملاعب. فاللاعبون الأفارقة حققوا بصمة واضحة بأدائهم ومهاراتهم سواء في الفترة السابقة وأتذكر منهم عبد الرزاق وإيمانويل وكوارشي وفيلكس في الأهلي وجون أنطوي وعمر النور وفلافيو وحاليا يوجد ستانلي عمر النجدي كاسونجو مهاجم الاتحاد وأعتقد أن الغيرة الكروية هي التي تدفع المهاجم الهداف للتألق وحجز مكانه في خط الهجوم خاصة أن هناك عددا وفيرا من المهاجمين الذين يطلق عليهم عملة نادرة.. ويضيف محمد يوسف المدير الفني لبتروجيت ويقول: لست مع النغمة التي يرددها الجهاز الفني للمنتخب بأننا نعاني أزمة مهاجمين وأن المهاجم الصريح أصبح مشكلة كبيرة للفراعنة. وأعتقد أن كوبر المدير الفني للمنتخب وجهازه المعاون لم ينجحوا في غرس روح الفوز في نفوس لاعبيه وخصوصا المهاجمين فهو لم يركز علي أي جانب نفسي ولكنه ظل يردد أن المباراة صعبة قبل بدايتها فهذا بالطبع جعل ثقة اللاعبين في أنفسهم تتراجع للوراء وبالتالي فقد فشل في دراسة المنتخب التونسي جيدا وغاب عنه كمدرب أن طريقة اللعب عند المدرب الفاهم تتغير ولذا فقد اختلفت طريقة أداء نسور قرطاج عن آخر مباراة لعبها مع المنتخب المصري في ستاد برج العرب وكان يجب عليه ككوتش كبير وإعادة توظيف اللاعبين داخل الملعب ويجب عليه امتلاك أوراق هجومية شرسة تمتلك الخطورة علي مرمي الخصم وبالطبع لايخفي علي أحد وجود الكثير منهم في صفوف الأندية والأمر يحتاج للبعد عن المجاملات في الاختيار وإعطاء الفرصة للاعبين الذين يقاتلون لإثبات وجودهم وتقديم وجبة كروية دسمة من الأهداف.