أثار الشكل والأداء السيئ الذي ظهر عليه المنتخب الوطني الأول لكرة القدم تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر أول أمس أمام المنتخب المالي غضب العديد من متابعي اللعبة في مصر وخاصة الأداء الهجومي الضعيف للغاية وعدم تمكن المنتخب الوطني من الوصول إلي مرمي مالي إلا في كرة واحدة جاءت عن طريق مروان محسن بعد تلقي كرة عرضية من جانب محمود حسن تريزيجيه وهو الأمر الذي أدي إلي حالة كبيرة من الاستغراب لدي محللي الكرة المصرية والعربية تجاه طريقة اللعب التي خاض بها منتخب مصر مواجهة مالي. وواصل هيكتور كوبر مسلسله الباهت بالاتجاه إلي الطريقة الدفاعية والحفاظ علي الشباك نظيفة بغض النظر عن الجانب الهجومي لدي الفراعنة والذي ربما لم يكن متواجدا علي الإطلاق في مباراة أمس الأول, ولعل أبرز ظاهرة ظهرت علي أداء المنتخب هو عدم وجود خطة أو طريقة مقنعة في كيفية بناء هجمة بعد قطع الكرة من لاعبي المنتخب المالي وذلك لعدم توافر كثرة عددية من جانب اللاعبين في الجانب الهجومي للفراعنة نظرا للتراجع الخلفي للاعبين وهو الأمر الذي كتب علي المنتخب الوطني الظهور الأسوأ له هجوميا علي مدار تاريخ مشاركته ببطولات الأمم الإفريقية منذ انطلاقها عام1957 بعدما سجل المنتخب هجمة واحدة فقط علي المنتخب المالي. أزمة الأطراف وتشهد الجبهتان اليمني واليسري للمنتخب الوطني وفقا للأرقام والإحصائيات أسوأ ظهور هجومي لهما عبر التاريخ والذي أكدته مباراة أمس الأول أمام مالي وعدم وجود أي عرضية من جانب أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي ظهيري الجنب إلي المهاجمين وهذا يرجع إلي تأكيدات كوبر لهما بعدم تخطي منتصف الملعب الأمامي والبقاء بصورة ثابتة بجانب أحمد حجازي وعلي جبر وهو الأمر المثير للدهشة نتيجة الإصرار الأرجنتيني من جانب هيكتور كوبر علي عدم تقدمهم والذي يتسبب في ضعف الجانب الهجومي بصورة ملحوظة علي عكس ما كان يحدث في السنوات السابقة وخاصة خلال بطولات الأمم الإفريقية2006 و2008 و2010 تحت قيادة المدرب حسن شحاتة والتي كانت تشهد وجود وتكملة هجومية من جانب الظهيرين سيد معوض وأحمد المحمدي أو أحمد فتحي ومحمد عبدالشافي. وشهد وسط الملعب الخاص بالمنتخب الوطني حالة من العشوائية والبطء في الإدارة منقطع النظير وهو أمر تسبب فيه كوبر في المقام الأول نتيجة الشكل الحركي الذي يظهر عليه اللاعبون وتواجدهم بجانب بعضهم بشكل ثابت عكس ما يحدث في العالم بأجمعه بوجود لاعب فوق لاعب بنحو ما يقرب من5 أمتار حتي يستطيع الآخر التقدم للأدوار الهجومية بصورة جيدة بجانب تمرير الكرات إلي الأمام بشكل صحيح ومفيد وهو ما يفتقده المنتخب مع كوبر الذي يلجأ إلي التمرير العرضي, ولعل طريقة كوبر في توظيف لاعبي الوسط داخل الملعب هي محور الأزمة الأخيرة بينه وبين حسام غالي قائد الأهلي الذي رفض اللعب بهذه الطريقة النمطية واستمر في لعبه بتمرير الكرات وممارسته للأدوار الهجومية وهو ما يرفضه كوبر في ظل رؤيته وسياسته الخاصة بالدور الدفاعي فقط لوسط الملعب وهو الأمر الذي يخشاه النني خوفا من سيناريو غالي بالابتعاد عن تشكيلة الفراعنة ولعل أبرز إحصائية ظهرت لوسط ملعب المنتخب الوطني أيضا منذ تولي كوبر هو عدم إحراز أي لاعب وسط أي هدف خلال جميع المباريات التي أدارها كوبر مع الفراعنة وهو عكس ما كان يحدث في الماضي وخاصة بطولة أمم إفريقيا2008 والتي كان هداف المنتخب الوطني بها حسني عبدربه وهو لاعب وسط ميداني. فريقنا بلا استحواذ عمرو سالم وفقد المنتخب الوطني سياسته المعتادة بالاستحواذ علي الكرة بأكبر شكل ممكن في مواجهته لأي منتخب إفريقي والتي كانت تلعب دورا كبيرا في تحقيق الفوز وأصبح الدفاع فقط لا غير هو عنوان الفراعنة في الوقت الحالي بالرغم من وجود مجموعة كبيرة من اللاعبين المهرة الذين يستطيعون صناعة الفارق بالاستحواذ علي الكرة ولكن كوبر حال دون ذلك وذلك للأدوار التي يفرضها علي اللاعبين والتي تؤدي إلي افتقادهم للعديد من مميزاتهم وخاصة تريزيجيه وعبد الله السعيد وهو الأمر الذي تسبب أيضا في عدم ظهور محمد صلاح بالشكل المعروف عنه في ظل تسهيل كوبر علي الفريق المنافس بطريقة لعبه من السيطرة علي صلاح بكل سهولة وهو عمل عمق دفاعي من لاعبين أو ثلاثة نتيجة الطريقة المعتادة بالاعتماد علي صلاح وحده دون أي مساعدة هجومية معه فضلا عن المشكلة الكبيرة التي يواجها المنتخب مع كوبر وهي تباعد الخطوط الثلاثة الخاصة باللاعبين بطريقة غريبة فدائما ما يظهر الدفاع بعيدا عن الوسط منفصلا عن الهجوم وهو ما ظهر بقوة في المباراة الافتتاحية للفراعنة بالأمم الإفريقية أمام مالي والتي لم تشهد أي هجمة حقيقية منظمة من جانب الفراعنة نتيجة العشوائية والأداء الدفاعي المبالغ فيه من جانب كوبر الذي وصفه التاريخ بعدو المبدعين بعدما تسبب من قبل في إبعاد المهاجم البرازيلي رونالدو أحد ظواهر كرة القدم في تاريخها عن صفوف إنتر ميلان الإيطالي عندما كان مدربا له بعدما اعترض النجم البرازيلي علي طريقة لعب الفريق والتي تفقده الشخصية الهجومية وتجعله يظهر بشكل سيئ داخل الملعب بالرغم من توافر مجموعة من اللاعبين القادرين علي الاستحواذ علي الكرة بشكل دائم بغض النظر عن الفريق المنافس ولكن كوبر كان يمنع ذلك نتيجة الأدوار الدفاعية التي كان يفرضها علي اللاعبين وهو ما تسبب في خسارة إنتر ميلان لقب الدوري الإيطالي. تريزيجيه يراقب الصحف البلجيكية رغم عدم رضاه عن مستواه في اللقاء الأول أمام مالي, إلا أن محمود حسن تريزيجيه لاعب وسط المنتخب الوطني الأول لكرة القدم والمحترف في صفوف موسكيرون البلجيكي كان سعيدا بشدة فور علمه بإشادة صحف بلجيكية بمستواه في مباراة مالي, وعلي رأسها صحيفة ويل فوت التي نشرت تقريرا إيجابيا عنه, ويعتبر تريزيجيه22 عاما اهتمام الصحف البلجيكية مهما في هذه الأيام التي ينتظر فيها قرار إدارة أندرلخت الأخير سواء بإعادته مرة أخري إلي الفريق أو استمراره مع موسكيرون لنهاية الموسم أو انتقاله لناد آخر في ظل وجود عروض مختلفة له في بلجيكا وخارجها تلقاها مؤخرا. السعيد يركز مع الركلات الحرة لفت عبد الله السعيد صانع ألعاب المنتخب الوطني أنظار زملائه اللاعبين له باعترافه بأنه قدم أسوأ مبارياته مع الفراعنة منذ انضمامه للمنتخب أمام مالي واعتبرها مواجهة غير قابلة للتكرار بالنسبة له وسيكون حريصا علي تقديم الأفضل في المباراتين المقبلتين أمام أوغندا ثم غانا من أجل استعادة ذاكرة الانتصارات, وقرر السعيد التركيز في التدريب علي التسديد من ركلات حرة مباشرة بعدما فشل في التسجيل من ركلة ذهبية حاز عليها في لقاء مالي وسددها ضعيفة في يد حارس المرمي. صدام عنيف بين تونسوالجزائر الليلة ستكون المواجهة العربية بين تونسوالجزائر فاصلة اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في كأس الأمم الإفريقية2017 لكرة القدم في الجابون, بعد خسارة تونس مباراتها الأولي أمام السنغال, وتعادل الجزائر أمام زيمبابوي. وفي لقاء آخر, من المجموعة التي تقام مبارياتها في مدينة فرانسفيل, تلتقي زيمبابوي مع السنغال, المتصدرة برصيد ثلاث نقاط والتي يرجح أن تكون أول المتأهلين من المجموعة الثانية والبطولة. وتخوض تونس التي تسعي للقبها الأول في البطولة القارية منذ2004, المباراة وهي في حاجة إلي الفوز لتحافظ علي آمالها في التأهل إلي ربع النهائي, بعدما خسرت مباراتها الأولي الأحد صفر-2, أمام السنغال التي لم تحرز اللقب في تاريخها, إلا أنها مصنفة33 عالميا وأولي بين المنتخبات الإفريقية. أما الجزائر, فقدمت مباراة أولي أفضل أمام المنتخب الأضعف في المجموعة زيمبابوي, فتعادلت2-2 بفضل هدفين لأفضل لاعب إفريقي عام2016, رياض محرز, سجل الثاني منهما في الدقيقة82, ما أتاح لمنتخب بلاده الذي أحرز اللقب الإفريقي للمرة الأولي والأخيرة في1990 علي أرضه, تفادي هزيمة محرجة في مباراته الأولي. وفي المباراة الثانية, يبدو المنتخب السنغالي أقرب للفوز والتأهل. وتبدو المهمة علي الورق سهلة للمنتخب الأفضل تصنيفا في إفريقيا, وهو ما عكسه مدربه آليو سيسيه الواثق من الفوز علي زيمبابوي, معتمدا علي نجوم في مقدمتهم لاعب ليفربول الإنجليزي ساديو مانيه إلا أن زيمبابوي أظهرت في مباراتها الأولي مع الجزائر, أنها لن تكون صيدا سهلا في مجموعة صعبة. وتطمح السنغال التي تشارك للمرة الخامسة عشرة, إلي إحراز اللقب الأول في تاريخها في البطولة الإفريقية بعد أن حلت وصيفة عام2002 حيث خسرت بركلات الترجيح أمام الكاميرون(2-3). أما زيمبابوي فتشارك للمرة الثالثة بعد2004 و2006, حينما لم تتمكن من تخطي الدور الأول. وستحاول السنغال تجديد فوزها علي زيمبابوي بعد مواجهتهما الوحيدة في2006 في مصر(2- صفر).