ليس بالإمكان أفضل مما كان.. هذا ما يمكن أن نطلقه علي حالة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في مباراته الافتتاحية بمنافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية بالمجموعة الرابعة أمام منتخب مالي والتي انتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف. منتخب الفراعنة لم يكن بالحالة التي كان يتمناها الجمهور المصري الطامح لفريق يستطيع في عودته للمحفل الإفريقي بعد غياب دام لسبع سنوات أن يقدم مستوي يليق بحامل اللقب لسبع مرات والمتصدر في ذات الوقت لمجموعته بتصفيات كأس العالم. وبعيدا عن مشاعر الغضب بسبب الأداء المتواضع لمنتخبنا الذي منح منتخب مالي الأفضلية في معظم فترات المباراة فإن تاريخ هيكتور كوبر مع الفريق لا يتضمن أي لقاءات كان الأداء فيه ممتعا ومرضيا بل كانت النتيجة فقط هي التي تدفعنا للرضا والاحترام لهذا المدرب. فقد لعب هيكتور كوبر بأسلوبه المعتاد, حيث دفاع المنطقة المنظم وغلق الأطراف مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة مستغلا سرعة محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه بالإضافة لمهارة وتحكم عبد الله السعيد ومحطة الارتكاز الهجومي مروان محسن. ونظرا لأن هذا الأمر هو ما اعتاد منتخبنا الوطني علي تنفيذه, كانت المواجهة من جانب الآن جيريس المدير الفني الفرنسي لمنتخب مالي والذي أغلق المساحات تماما أمام محمد صلاح ولعب علي الضغط الدفاعي في وسط الملعب والضغط الهجومي من خلال الأطراف للقضاء تماما علي أي خطورة لمنتخبنا الوطني تاركا الفرصة في الأداء الهجومي للاعبي وسط الملعب والذين لم يكونوا في حالتهم المرضية وكثيرا ما انقطعت تمريراتهم لعدم الدقة وعدم الرؤيا الواسعة للملعب. في المقابل, استغل الفرنسي الآن جيريس سرعة وقوة لاعبيه في إرهاق أطراف منتخبنا الوطني حرصا منه علي تهيئة الظروف لفريقه لإرسال أكبر عدد من العرضيات داخل منطقة جزاء منتخبنا علي يقين بأن فارق الإمكانات الجسمانية لمصلحة منتخب مالي سوف تمنح لاعبيه الكثير من الفرص للتهديف بهذا الأسلوب. وبالفعل كان كم العرضيات التي لعبها منتخب مالي علي مدار شوطي المباراة كثيرا للغاية والقليل منه هو الذي شكل خطورة علي مرمي أحمد الشناوي ثم عصام الحضري الذي لعب في منتصف الشوط الأول لإصابة الحارس الأساسي لمنتخبنا, وذلك للرعونة ولغياب التوفيق, ومن ناحية ثانية لاستبسال أحمد فتحي وعبد الشافي في التغطية العكسية بالإضافة لتألق الثنائي علي جبر وأحمد حجازي في حدود الإمكان. الشوط الأول للمباراة أفرزت دقائقه الأولي حالة رهبة وقلق من جانب لاعبي منتخب مالي من اسم منتخب مصر ونتائجهمكنتنا من خلق أول فرصة للتهديف من كرة لعبها أحمد فتحي لعبد الله السعيد والذي لعبها لمروان محسن المتحرك في العمق لينفرد ويسدد من وضع صعب ولكن الحارس عمر سيسكو نجح في إخراجها لركلة ركنية. ولكن سرعان ما تبدل الوضع مع الأداء البطيء من لاعبي منتخبنا وعدم التحرك بدون كرة في ملعب المنافس ما منح لاعبي مالي الثقة وولد لديهم الإحساس بالقدرة علي تحقيق الأفضلية. وبالفعل كانت أول فرصة خطرة لمنتخب مالي من كرة عرضية مقوصة أخطأها المهاجم عثماني كوليبالي ولكن كادت تسكن الشباك لولا يقظة أحمد الشناوي ونجاحه في إخراجها بصعوبة لركلة ركنية. ورغم سيطرة منتخب مالي علي الملعب إلا أن منتخبنا كان يظهر هجوميا ما بين حين وآخر, حيث كان الظهور الثاني في الدقيقة25 عندما انطلق محمد صلاح بتمريرة من طارق حامد في الجهة اليسري ولعبها عرضية أرضية لمحمد النني المنطلق علي حدود منطقة الجزاء والذي أطلق قذيفة علت الزاوية اليسري العليا لمرمي مالي في مشهد مكرر من هدفه الشهير مع الأرسنال في مرمي برشلونة. الشوط الثاني من اللقاء شهد في الربع ساعة الأولي منه تغيرا ملموسا في أداء منتخبنا الوطني علي مستوي الاستحواذ والسيطرة والفاعلية الهجومية, حيث كاد مروان محسن أن يضع منتخبنا الوطني في المقدمة عندما تحرك بشكل رائع في العمق الدفاعي لمنتخب مالي ليقوم تريزيجيه المنطلق من الجهة اليسري بإرسال كرة رائعة خلف المدافعين ليلعبها مروان برأسه في المكان الذي يقف فيه عمر سيسكو حارس مالي والذي أخرجها لركنية ببراعة. ويعقبها تصويبة من تريزيجيه مرت بجوار القائم الأيسر لمرمي مالي, وكانت هذه الكرة في الدقيقة56 بمثابة الظهور الأخير لمنتخبن الأوطني هجوميا. ويقوم هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخبنا الوطني بإجراء بعض التغييرات في محاولة منه لإعادة الحيوية للأداء الهجومي لمنتخبنا الوطني حيث دفع برمضان صبحي علي حسابمحمد صلاح الذي نال إنذارا للخشونة, وأحمد حسن كوكا علي حساب مروان محسن, ولكن لا جديد, بل إن الوضع ازداد سوءا حيث كانت المباراة أشبه بالربع ساعة الأخيرة من مباراة منتخبنا الوطني أمام نيجيريا بمصر في تصفيات كأس الأمم الإفريقية, حيث المحاولات الهجومية تتوالي علي مرمي عصام الحضري من العمق ومن اليمين واليسار, ومنتبخنا في غاية العجز حتي عن الاحتفاظ بالكرة عندما تأتيه لعدد مقبول من الثواني, حيث كان الفريق يقطع الكرة بصعوبة ليعود ويهديها لمنتخب مالي. الدقائق مرت صعبة في الربع ساعة الأخيرة من اللقاء والكل لديه حالة من الرهبة والقلق خوفا من أن تفرز محاولات منتخب مالي عن هدف التقدم الذي ينهي اللقاء ولكن استبسال اللاعبين بمنتخبنا ورعونة مهاجمي مالي وعنصر التوفيق حال دون أي جديد في اللقاء لينتهي بالتعادل السلبي بدون أهداف.