يبدو أن سفينة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تستقر بعد في البيت الأبيض. هكذا عنونت الصحف الأمريكية عن سلسلة الاستقالات والإقالات في الإدارة الأكبر في العالم، وبعد نحو 5 أشهر فقط من الوصول لأكبر كرسي في العالم، رسائل الإعلام الأمريكية لمحت لعدم الاستقرار الذي مازال يلاحق ترامب وإدارته، وأنه فشل في اختيار الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة، وأنه مازال يدفع ثمن سوء اختياراته، ربما للتسرع أو لعدم الخبرة السياسية! وآخر تلك العثرات كانت تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الإف بي آي، الذي تمت إقالته هو الآخر منذ فترة، جيمس كومي، لوقف التحقيق مع مستشار الأمن القومي السابق والمقال أيضاً: مايكل فلين، لوقف التحقيق أو التعتيم علي علاقته بالمسئولين الروس سواء قبل أو أثناء حملته الرئاسية الأخيرة وحسب صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية طلب ترامب من كومي أن يوقف التحقيق وأن يترك الأمر كله في إشارة للتحقيق مع فلين وأن يدع الرجل وشأنه لأنه علي حد قول الصحيفة كما قال ترامب "رجل طيب".. وعلقت الصحف الألمانية علي ذلك بأن ترامب يضع نفسه في مأزق حقيقي، وأنه يثبت بذلك أن "أكبر عدو لترامب.. هو ترامب نفسه". البيت الأبيض الذي لم يؤكد أو ينفي ما صدر عن النيويورك تايمز، أكد أن ترامب مازال عند رأيه بأن فلين رجل مهذب، لكنه لم يطلب من كومي أن يتدخل أو يوقف التحقيقات معه أو أن يترك الأمر برمته، ورغم تصريحات البيت الأبيض إلا أنها لم تلق ترحيبا خاصة من بعض نواب الكونجرس الأمريكي ومنهم كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب: آدم شيف، الذي قال: إن هناك قلقا يتزايد يوما بعد يوم من تدخل الإدارة الأمريكية بالبيت الأبيض في كل صغيرة وكبيرة بالحكومة أو مؤسسات الدولة، وأنه حسب ما صرح سيناتور آخر بمجلس الشيوخ وهو: تشاك شومر فإن ما يحدث يجعل البلاد تتعرض لاختبار بطرق لم يسبق لها مثيل وأن التاريخ يراقب ما يحدث، وأن هناك مخاوف متصاعدة بشأن الأمن القومي وسيادة القانون واستقلال أعلي هيئات إنفاذ القانون في أمريكا. ويبدو- كما تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية - أن الانتقادات التي طالت إدارة ترامب مؤخراً تجاه ما يحدث من إقالات واستقالات وتدخلات في شئون البلاد بصورة غير مسبوقة، قد شملت كلاً من الحزبين: الديمقراطي والجمهوري علي حد سواء. وزاد الأمر سخونة.. ما أثير عن كشف دونالد ترامب عن معلومات سرية للغاية لمسئولين روس مصدرها إسرائيل، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعرض حياة أحد الجواسيس الإسرائيليين داخل صفوف داعش للخطر، وجاء هذا الكشف خلال لقاء ترامب بالبيت الأبيض مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وكان خاصاً بتهديد تخطط له داعش بتفجير داخل سوريا أو خارجها، وهو الأمر الذي حصلت عليه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من عميلها الخاص. والتسريبات؛ أي مطالبة ترامب بالتدخل لوقف التحقيقات مع فلين، وتسريب معلومات عن هجوم إرهابي محتمل، وضعت ترامب وإدارته في مأزق جديد يضاف لمآزقه السابقة، وحملة الإقالات والاستقالات التي طالت العديد من أعضاء حملته الانتخابية أو إدارته الجديدة وأبرزهم: ستيف بانون وهو صحفي وعسكري سابق وخبير استراتيجي، تولي رسمياً منصب كبير مستشاري ترامب في مجلس الأمن القومي، وإقالة ترامب في 5 أبريل الماضي رغم أنه كان مهندس وصول ترامب للبيت الأبيض، وقيل وقتها إن سبب الإقالة هو توجهاته اليمينية المتطرفة وترؤسه لموقع "بريبتارت نيوز" المثير للجدل الذي يوجه انتقادات مستمرة للطبقة السياسية الحاكمة.. والجنرال مايكل فلين مستشار الأمن القومي الذي استقال في 13 فبراير الماضي، بسبب ما أثير حول اتصالاته بمسئولين روس قبل تولي ترامب للرئاسة.. ودانيال راجسديل وهو مسئول بالوكالة عن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، وتمت إقالته في 31 يناير الماضي، وكان السبب هو ضمان تطبيق قوانين الهجرة داخل أمريكا بما يتفق مع المصلحة الوطنية، والتي تمثل الآن سياسة إدارة ترامب المناهضة جزئيا للهجرة خاصة غير الشرعية لأمريكا.. وسالي بيتس القائمة بأعمال وزير العدل التي كانت قد عينت في إدارة أوباما، وأقالها ترامب في 31 يناير الماضي أيضا، بسبب رفضها تطبيق قراره الشهير والمثير للجدل، بحظر دخول رعايا 7 دول إسلامية للولايات المتحدةالأمريكية، ثم جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "الإف بي آي" الذي رشحه أوباما للمنصب وبالفعل تولاه رسميا في مايو 2013، ثم أقاله ترامب في 9 مايو الحالي وكان السبب للإقالة كما صرح ترامب.. أن كومي لم يعد قادرا علي قيادة المكتب بفاعلية، لكن إقالته كما قالت وسائل الإعلام الأمريكية جاءت بعد تزويده الكونجرس بمعلومات غير دقيقة حول رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون التي تم اختراقها خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.