كشف وزير الخارجية الفرنسي السابق رولان دوما عن مدي التدخل الإسرائيلي في شؤون فرنسا في كتابه الجديد الذي صدر مؤخراً بعنوان "رولان دوما، لكمات وجروح"، حيث يوضح الكاتب دور إسرائيل في تحريك الاستخبارات الفرنسية "DST" كيفما شاءوا علي حد وصفه. ويروي دوما عن بداية العلاقة الطويلة التي جمعته أولا بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ومن ثم بالرئيس الحالي بشار الأسد، الذي وصفه بالرجل الساحر ذي فكر أكثر انفتاحاً عن والده. ويوضح المؤلف دور السيدة ناهد العجة، ابنة وزير الدفاع السوري السابق مصطفي طلاس، في تمهيد الطريق بين باريس ودمشق. وفي الشأن الإيراني يدافع دوما عن وجهة النظر الإيرانية بشأن الحاجة إلي مفاعلات نووية للطاقة حيث إن مخزونها النفطي قد لا يستمر أكثر من 06 عاماً، ويؤكد أن الإيرانيين يريدون مواصلة برنامجهم النووي المدني، وأن كل التقارير تدل علي عدم وجود أي أسلحة نووية. وكما في الشأن الإيراني كذلك بالنسبة لليبيا، يروي دوما بعضا من لقاءاته مع رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA حين زاروه في مكتبه بباريس في محاولة لإقناعه بأن لدي العقيد معمر القذافي معامل لتخصيب اليورانيوم وتصنيع أسلحة كيميائية، وفكر الأمريكيون في قتل القذافي عبر قصفه بالطائرات عام 6891 إلا أن فرنسا رفضت السماح لهم باستخدام مجالها الجوي لإتمام هذه العملية، وقد شكر القذافي طويلا فرنسا علي هذا الأمر. وعن توصيفه للثورات العربية الراهنة يقول دوما إن ثورات تونس ومصر وليبيا، حتي لو أنها لم تكتمل بعد، هي انتفاضة جيل الإنترنت ضد الظلم والفساد، فهي الحدث الأبرز عالمياً بعد نهاية الاستعمار وسقوط جدار برلين، وإن انعكاساتها علي إسرائيل ستكون كبيرة، فهناك بداية تحول عميق علي حد قوله سيطال حتي الدول الأكثر انغلاقاً مثل اليمن.