أمين السياسات خلال المؤتمر الصحفى عقب الاجتماع الثقة بالنفس وبإنجازات الحزب، كانت السمة الغالبة علي اجتماع المجلس الأعلي للسياسات بالحزب الوطني ولجانه المتخصصة الخميس الماضي. نبرة الأمين العام للحزب صفوت الشريف كانت حادة وحاسمة لوضع النقط علي الحروف فيما يتعلق بالقضايا السياسية المطروحة علي الساحة. كلمات جمال مبارك تطرقت إلي العديد من المجالات، فبعد أن استعرض إنجازات الحزب وحكومته وملامح البرنامج الانتخابي وخطة التحرك لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري، استفاض في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد اجتماع السياسات في الرد علي أسئلة رؤساء التحرير مغطيا غالبية القضايا الحيوية التي أثاروها والتي تعبر عن تساؤلات الشارع المصري. عندما تحدث الشريف، وصف اجتماع السياسات بأنه يأتي في مرحلة فارقة للاستعداد لانتخابات الشوري ثم مجلس الشعب ثم الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن الحزب يخوض هذه الانتخابات بقوة وثقة ورؤية واسعة، ونحن نمد أيدينا لشعبنا ونسانده في كل مطالبه واحتياجاته. وقال : لايمكن لأحد أن يختطف من الحزب الوطني إنجازاته وسبقه للتغيير، فنحن الذين صنعنا التغيير، ولا أحد يزايد علينا في هذا المجال. وأكد أمين عام الحزب الوطني أن الانتخابات ستجري بطريقة ديمقراطية صحيحة وسوف تكون شفافة ونزيهة. وأبدي الشريف ترحيبه بمتابعة منظمات المجتمع المدني المصرية الانتخابات، ورفض الأمين العام مطالب البعض بتعديل الدستور وتساءل: كيف نطالب بتعديل الدستور بينما ستجري انتخابات بعد أسابيع قليلة. إننا دولة مستقرة ولم يتم تفصيل الدستور علي مقاس أحد، مشيرا إلي أن الرئيس وحده له الحق في هذا التعديل. وطالب الشريف الحكومة بأداء متقن موضحا أن الحكومة تنتمي للحزب وتعبر عنه ولكن الحزب يظل له سقف أبعد وأكبر وهو أكثر انحيازا للجماهير. كما طالب النواب بأن تكون كلماتهم محسوبة مدينا النائب الذي طالب بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين. وقال إن النائب مخطيء لكن خطأه لاينسحب علي الحزب كله بجميع أعضائه لأن الحزب يحاسب أعضاءه. وانتقد الشريف »الشوشرة« الإعلامية وقال إن الإعلام أصبح مصطبة ولكن نفسنا طويل ولن نستدرج للفوضي وحالة الشوشرة الإعلامية لن تؤثر علي إنجازاتنا لأننا نقول رسالتنا ولم نصمت يوما. نبرة الثقة لم تفارق كلمات جمال مبارك سواء داخل اجتماع أمانة السياسات أو في المؤتمر الصحفي حيث أكد أن الحزب الوطني لن يكون في موقع الدفاع، بل سيضع الآخرين في موضع الدفاع ودفعهم لتحديد مواقفهم وماذا يريدون من التغيير الذي يطرحونه تحديدا. وأكد جمال مبارك أن الحزب يخوض الانتخابات من قاعدة إنجازات واسعة ومن أرضية ثابتة وصلبة، وقال إن المحك في الانتخابات أننا حزب وعد فأوفي، تذكروا ذلك، فالبرنامج الانتخابي للرئيس شمل كل التفاصيل الفرعية للمجالات الحيوية التي تهم المواطن موضحا أن الضجيج حول قضايا معينة.. لاتجده إلا في القاهرة ومن خلال وسائل الإعلام، أما غالبية المواطنين في المحافظات والأرياف فلديهم الصورة واضحة عن الإنجازات التي قدمها الحزب وحكومته خلال السنوات الماضية. واستعرض أمين السياسات بعض ما تم إنجازه فأشار إلي ماتحقق في قطاع مياه الشرب والمرافق الذي بلغ حجم الاستثمارات فيه 40 مليار جنيه، كما أن الحزب أوفي بوعده بكادر المعلمين وزاد عليهم العاملين في قطاع التعليم، وهناك التوسع في تنمية القري الفقيرة وتحديث حوالي ألفي وحدة صحية بالريف بجانب الزيادات التي تمت في مخصصات البطاقة التموينية وتحسين المعاشات. وقال إن كل ذلك يتبلور في نقطة مهمة وهي أن معدل النمو كان قد بلغ 7٪ ثم تراجع هذا المعدل بسبب الأزمة العالمية ولكن قدرة وقوة الاقتصاد المصري في مواجهة هذه الأزمة أكبر من قدرته في نهاية التسعينات في مواجهة الأزمة التي حدثت وقتها. وفي الجانب السياسي نفذ الحزب ما وعد به من إصلاحات سياسية ودستورية. وأكد أمين السياسات أن المجتمع المصري يتغير ويتطور وأنه إذا كانت هناك دعوة للتغيير فإن الحزب الوطني في قلب عملية التغيير وهو الذي بدأ التغيير مع الفكر الجديد وهو الذي أدخل مفاهيم جديدة تهدف إلي تحسين حال المجتمع والارتقاء بالحالة الديمقراطية. واستعرض جمال مبارك التعهدات الرئيسية التي يقدمها الحزب في برنامجه العام الانتخابي وهي: 1 إيجاد فرص عمل جديدة ومكافحة البطالة: يستمر الحزب في إيلاء موضوع مكافحة البطالة الأولوية الأولي في سياساته العامة. وينطلق الحزب في هذا الصدد من التقدم الملحوظ الذي تحقق في الأداء الاقتصادي خلال السنوات الخمس الماضية وفرص العمل التي توفرت. وسيركز الحزب علي عدد من البرامج التي تحقق هذا الهدف، ومنها علي سبيل المثال: التوسع في برنامج الألف مصنع. إنشاء مناطق صناعية جديدة تطوير التجارة الداخلية والتوسع في إنشاء المراكز التجارية بالمحافظات. الاستمرار في برامج الاستثمار في الصعيد. دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. دعم قطاع السياحة. استكمال برنامج استصلاح مليون فدان في الصحراء. 2 - تحسين الدخول: يستهدف الحزب في هذا المحور الاستمرار في زيادة دخول العاملين بالجهاز الإداري للدولة، لنبني علي ما تحقق من مضاعفة هذه الأجور علي مدار السنوات الخمس الماضية، ويسعي الحزب إلي إحداث نقلة نوعية في منظومة التأمينات والمعاشات من خلال تشريع جديد يسعي لإقراره في الفترة القادمة. من ناحية أخري، يستمر الحزب في توسيع مظلة الحماية والمساندة للأسر والقري الأكثر احتياجا، من خلال عدد من البرامج والسياسات، أبرزها تطوير وتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي، واستكمال برنامج الألف قرية الأكثر فقرا، والنهوض بالمناطق العشوائية والتوسع في مساندة المرأة المعيلة. 3 - تطوير الخدمات العامة: يتعهد الحزب في هذا المحور بالاستمرار في تنفيذ سياساته وبرامجه للارتقاء بالخدمات العامة من رعاية صحية وتعليم، بما يتضمنه هذا من مد مظلة التأمين الصحي وتطوير المستشفيات ووحدات الأسرة، وكذلك الارتقاء بمستوي التعليم الأساسي والثانوي والعالي والفني.ويتعهد الحزب في هذا الإطار بتوفير الموارد الداعمة لمشروعات البنية الأساسية مثل الصرف الصحي والسكك الحديدية والنقل الجماعي وشبكات الطرق والكباري، كما يتعهد أيضا باستكمال برنامج نصف مليون مسكن للشباب، واستكمال برنامج إعداد المخططات الاستراتيجية للمدن والأجوزة العمرانية التفصيلية للقري، ويولي الحزب أيضا أهمية خاصة بقطاع الزراعة والمياه، وبسياسات وبرامج دعم الفلاح ودعم البنية الأساسية للزراعة. 4 - تعزيز الديمقراطية وحقوق المواطنة: بناء علي ما تحقق من خطوات هامة في مسيرة تعزيز الديمقراطية منذ الانتخابات الرئاسية عام 2005 ، يطرح الحزب عددا من السياسات المكملة التي تركز علي المحليات وتطوير برامج اللا مركزية، وكذلك يولي أهمية كبيرة باستمرار التطوير الإداري للدولة ومكافحة الفساد والارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان علي كافة المستويات. كما يتعهد الحزب باستمرار العمل والنقاش للوصول إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب. ويسعي الحزب أيضا في هذا الإطار إلي الاستمرار في برامج تطوير وتنظيم قطاع الإعلام المرئي والمسموع. 5 الحفاظ علي مصر قوية: في ظل منطقة إقليمية لا تزال تشهد الكثير من النزاعات والصراعات، يولي الحزب أولوية في سياسته الخارجية للحفاظ علي أمن مصر واستقرارها، وتأمين مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي بكافة أبعاده. كما يولي الحزب أهمية لربط علاقاته الخارجية بخدمة أهداف التنمية الداخلية، وتوفير الرعاية للمصريين في الخارج. وتحقيقا لهذه الأهداف، يحرص الحزب علي تبني سياسة خارجية فعالة ونشطة، تهدف إلي تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما من خلال إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وإنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. كما يسعي إلي تطوير علاقات مصر مع مختلف الدول والتجمعات، لا سيما العربية والأفريقية، وتعزيز التعاون مع دول حوض النيل مع التمسك بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل. ويولي الحزب أهمية كبيرة لعلاقات التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيزها وتوسيعها. الموارد المطلوبة لتنفيذ البرنامج يدرك الحزب الوطني تحدي توفير الموارد اللازمة لتنفيذ البرنامج الانتخابي في ظل الضغوط التي تواجهها الموازنة العامة للدولة. ويطرح الحزب في برنامجه الانتخابي رؤيته للموارد المطلوبة لتنفيذه وكيفية العمل علي توفيرها علي مدي السنوات القادمة، أخذا في الاعتبار التوسع الحتمي في الانفاق الجاري، واعتبارات خفض العجز بالموازنة العامة للدولة، مما يفرض علينا طرح أفكار ورؤي جديدة لتعظيم النصيب النسبي للاستثمارات الحكومية من الإنفاق العام. وعدنا.. فأوفينا كما يتضمن البرنامج الانتخابي العام رصدا موضوعيا لما أنجز من تعهدات الحزب علي مدار السنوات الماضية، استنادا إلي البرنامج الانتخابي الرئاسي عام 2005 في كافة مجالات العمل الوطني. البرامج المحلية كما يتقدم الحزب أسوة بانتخابات مجلس الشوري الماضية ببرنامج انتخابي محلي لكل دائرة من الدوائر ال67 التي يخوض فيها الانتخابات. ويتضمن البرنامج المحلي رصدا موضوعيا لأهم ما تم إنجازه علي مستوي الدائرة من خدمات أساسية في المجالات المختلفة طبقا لتعهدات البرنامج الانتخابي. كما يتضمن البرنامج مجموعة من التعهدات المحلية المرتبطة بالدائرة في مجالات عديدة، منها علي سبيل المثال المياه والصرف الصحي، ورصف الطرق وخدمات الضمان الاجتماعي، وإقراض المشروعات الصغيرة، وإنشاء المدارس والوحدات الصحية. ويحرص الحزب علي تأكيد أن هذه البرامج المحلية إنما تهدف إلي مساعدة مرشحه علي إبراز ما تم إنجازه، وما يتعهد من خلال الحزب والحكومة بتحقيقه خلال السنوات القادمة. إلا أن هذا البرنامج، وأخذا في الاعتبار الطبيعة المحلية للانتخابات في كل دائرة، يظل بمثابة ركيزة يضيف إليها كل مرشح ما يراه من إنجازات تحققت وتهم مواطني دائرته، وكذلك التعهدات ذات الأولوية علي المستوي المحلي، وطبقا لرؤيته ومعايشته لأبناء دائرته.