عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، جلسة مباحثات مشتركة مع ملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة، تناولت العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في كل المجالات، إضافة إلي مستجدات الأوضاع والتطورات الإقليمية والعربية والدولية والقضايا موضع الاهتمام المشترك. كان ملك البحرين قد وصل القاهرة الاثنين الماضي، كما سبقه في الوصول وفد بحريني رفيع المستوي للإعداد لزيارة الملك، والتقي الوفد عددًا من كبار المسئولين والشخصيات لبحث الإعداد لزيارة ملك البحرين لمصر، ومتابعة جدول الزيارة. وتأتي تلك الزيارة في إطار تنسيق المواقف »المصرية البحرينية» في مختلف قضايا المنطقة، وذلك قبيل انطلاق أعمال القمة العربية التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية 29 مارس الجاري. وأكدت مصادر دبلوماسية، أن العلاقات »المصرية البحرينية» ستظل دائمًا علاقات قوية وذات طبيعة خاصة، لاسيما في ظل ما تحظي به البحرين حكومة وشعبَا من تقدير من جانب مصر حكومة وشعبَا. وزار عاهل البحرين، مصر إبريل الماضي، حيث أجري مباحثات مثمرة مع الرئيس السيسي، واحتفت القيادة المصرية بالزيارة، واصطحب الرئيس السيسي ملك البحرين، وشهدا حفلا فنيًا أقيم بقصر عابدين، عقب مأدبة عشاء علي شرف ملك البحرين، واصطحب الرئيس السيسي، الملك حمد، في جولة داخل قصر عابدين للتعرف علي تاريخ الحضارة المصرية ومقتنيات القصر. من جهة أخري، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، رونالد لاودر، رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، الأحد الماضي، بحضور خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة، وثائر مقبل، مستشار رئيس الكونجرس اليهودي العالمي لشئون الشرق الأوسط. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد خلال اللقاء انفتاح مصر علي التواصل مع كافة أطياف المجتمع الأمريكي، بهدف تعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة، وسبل التصدي لها. وأشار الرئيس إلي أن العلاقات المصرية الأمريكية علاقات وثيقة وممتدة وذات طبيعة استراتيجية، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز هذه العلاقات علي جميع الأصعدة. أضاف المتحدث الرسمي، أن لاودر أعرب عن تقديره لدور مصر المحوري كقوة استقرار وسلام في الشرق الأوسط، والجهد الكبير الذي تبذله في الحرب علي الإرهاب ومواجهته علي نحو حاسم، فضلًا عن جهود الإصلاح الاقتصادي المتواصلة التي تهدف لزيادة حجم الاقتصاد المصري وتحسين تنافسيته العالمية. وأكد لاودر، أن زيارة الرئيس المرتقبة إلي الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل، ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تكتسب أهمية خاصة في تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب، وخاصة في ضوء ما يكتنف المنطقة من تحديات كبري يأتي علي رأسها خطر الإرهاب وانتشار الأزمات السياسية والأمنية في عدد من دول المنطقة. وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء تطرق إلي بحث القضايا الإقليمية والدولية، حيث أكد الرئيس حرص مصر علي مواصلة الإسهام بشكل إيجابي في تهيئة المناخ اللازم لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلي حل عادل وشامل ونهائي يستند إلي حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية. وأكد الرئيس أن مصر تبذل أقصي الجهد لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة انطلاقًا من موقف ثابت بضرورة الحفاظ علي الدولة الوطنية والعمل علي دعم مؤسساتها وتعزيز تماسكها، بما يحقق وحدتها وسلامة أراضيها، منوهًا إلي أهمية ذلك في محاصرة الإرهاب في المنطقة وإنهاء حالة الفراغ التي أتاحت تمدده خلال السنوات الماضية. وفي هذا السياق أشار الرئيس إلي أهمية قيام المجتمع الدولي ببذل مزيد من الجهد في مواجهة الإرهاب واستئصال جذوره، مؤكدًا أن مواجهة الإرهاب يجب ألا تقتصر علي الجانب العسكري والأمني فحسب، ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية، وكذا الأبعاد الثقافية بما تتضمنه من تجديد الخطاب الديني والارتقاء بجودة التعليم.