[email protected] تتضاءل أحزاننا عندما نجد يدا حانية تمسح دموعنا وتذوب همومنا عندما نبوح بها لقلب ينصت لأناتنا أمام همومك ومشاكلك نمد جسور التواصل وستجد وسط أحزانك قلبي دائما معك. ترددت كثيرا قبل أن أتجرأ بالكتابة عن مشكلتي بيقين أن الشكوي ليست من شيم الرجال. علي هذه القناعة تربيت . لقنتني إياها نصائح أمي وتعاليم أبي. منذ صغري عوداني أن أواجه مشاكلي بنفسي . أعمل عقلي حتي يهديني إلي الحل الأصوب . وكان عليّ بعد ذلك تحمل نتيجة قراري إذا تبين لي لاحقا أنه لم يكن كذلك . هكذا تعاملت مع كل مشاكلي مهما بدت ثقيلة معقدة إلا أنها لاتقارن بما عليه الآن . مأساتي التي أعيشها أصابتني بالعجز عن التفكير . وهو ماشجعني عن الكتابة عنها . بدأت مشكلتي بعدما تعرفت علي تلك الفتاة التي أتقنت لعبة البراءة طوال فترة الخطوبة . بدت هادئة قنوعة مطيعة حتي أوقعتني في فخ الزواج لأكتشف مع سنواته الأولي وجها آخر فبدت عصبية جحودة جشعة للمال . كانت تريد أن تجردني من كل ما أمتلكه من مال ليئول إليها . كانت تريد أن أكتب الشقة التي كلفتني سنوات طويلة من الغربة وأخري من الكفاح والجهد والتعب في بلدي لتأثيثها بعدما حملني أهلها العبء الأكبر في ذلك . لم يساورني وقتها أي شك ولم أبخل بما كنت أراه في استطاعتي فعله بكل رضا وحب . لم أوقف حتي عندما أصروا علي كتابة " قايمة " تضمنت كل ما اشتريته من أثاث . كنت أري أن ما يفعلونه هدفه ضمان مستقبل ابنتهم بعدما كثرت المشكلات الزوجية وللأسف كانت عائلة زوجتي ممن عانت كثيرا من هذه المشاكل . كنت أراهن ضحية . حتي اكتشفت أنني من وقع ضحية لهذه العائلة . حدث ذلك بعدما مررت بأزمة صحية شديدة شعرت معها أنني علي وشك الموت . غرقت في دوامة الخوف وكنت أظن أن زوجتي تشاركني هذا الخوف علي حياتي لذلك لم أتردد في الاستجابة لطلبها الذي أجادت تقديمه بكلمات ناعمة لتنجح بسهولة في إقناعي بكتابة توكيل لها تستطيع بموجبه سحب مايتطلبه علاجي من مال. واستجبت وشاء الله أن تمر أزمتي الصحية علي خير وتماثلت للشفاء لأفاجأ بعد ذلك أنها كتبت الشقة باسمها وحولت كذلك جميع مدخراتي لحسابها حتي السيارة آلت إليها ولم تكتف بالسيارة الفخمة التي كنت قد اشتريتها لها . فاجأتني الصدمة. واجهت زوجتي فبررت ما فعلته بخوفها أن تحرم بناتها من ثروة أبيهن إذا ما قدر له الله له الرحيل وحتي لايشاركهن أهلي في ثروة تراهن أحق بها . رغم غضبي مما فعلته ورغم ثورتي عليها حاولت أن أتماسك بعد ذلك وأطالبها بهدوء أن تعيد الأمور كما كانت عليها وترد ما استولت عليه من مال وخلافه ووعدتني بذلك لكنها لم تنفذ طالبتها مرارا ودبت الخلافات بيننا لكنها ظلت علي عنادها مبررة ذلك بخوفها علي حياة بناتها أشعر بالعجز ولاأدري كيف أسترد أموالي منها؟ لصاحب هذه الرسالة اقول : مأساة أن يقع الإنسان ضحية لأقرب الناس إليه شريك حياته المفترض أن يكون عونا وسندا ومرفأ للأمان ابتلاك الله بزوجة جشعة أعماها حب المال عن حبك وأغشاها الطمع فلم تر إلا مصلحتها وأضلتها الأنانية فنسيت تعاليم الله واستباحت لنفسها ماهو ليس من حقها . فبئس الزوجة تلك الذي قادك حظك إلي الارتباط بها. لذلك لاأعتقد أن مامن وسيلة أجدي مع عقلها الشيطاني سوي الشدة والعنف فلا يفل الحديد إلا الحديد ولايقهر الشياطين من أمثالها سوي أصحاب الإيمان القوي وأنت قوي بحقك فتمسك في المطالبة به. واستعن بأهلك وواجه أهلها بما فعلته علهم ينجحون في ردعها و هددها بحرمانها من بناتها وكشف ما فعلته من جرايم في حق أبيهم بعدما سرقت ماله بالنصب والتحايل والخديعة وثق أن مامن حق ضاع وراءه مطالب عنيد في التمسك به واسترداده . وأعتقد أن مشكلتك الحقيقية ستبدأ بعد استردادك لهذا الحق . لتجد نفسك متسائلا عن مدي ماسببته زوجتك من شرخ في جدران الثقة والحب والعشرة بينكما وهل يمكنك بعد كل ما فعلته أن تأتمنهاعلي حياتك أم أن الشرخ الذي أصاب علاقتكما جراء ما فعلته لن تستطيع ترميمه ؟ أعتقد أنك وحدك من يمتلك الإجابة عليه ووحدك القادر علي اتخاذ القرار الذي ستراه صوابا . بطالة كم تمنيت أن يخفق قلبي بالحب . أن أمر بتجربة عاطفية حتي لوكان مصيرها الفشل . لكني لم أجد بداخلي قدرا من الشجاعة لخوض هذه التجربة وكيف لا أخوضها وأنا أعرف أي مصير ينتظرها . كيف لمثلي يحلم ويحب بينما الطريق مظلم أمامه. متشائم أنا؟ لست كذلك فإن لم يكن بداخلي قدر معقول من التفاؤل لأقدمت علي الانتحار كما فعل شباب في مثل ظروفي. ملايين من العاطلين أنا للأسف واحد منهم وئدت أحلامنا في بلد أحببناها لكنها لفظتنا . فاندفع بعضنا إلي قوارب الموت بحثا عن الحياة وغيب آخرون عقولهم عن الوعي بالغرق في عالم الوهم والإدمان وهرب آخرون علي المساجد يعمل لآخرته متمنيا أن يموت غدا بعدما انقطعت به السبل عن حياة اليوم . كل وجد طريقا يحاول به النجاة كما أرشده عقله . لكني لم أقتنع يوما بأي من الطرق ربما لو اقتنعت لأرحت نفسي لكني لم اقتنع ويقيني أنني علي حق لكن أليس من حقي أيضا أن أعيش وأحب وأتزوج وقبل كل ذلك أجد عملا مناسبا ودخلا كافيا يحقق لي كل أحلامي أليست هذه أبسط حقوقي فلماذا أحرم وملايين غيري منها ؟ لصاحب هذه الرسالة أقول : كلماتك تدفعني لإدانة كل مسئول أصم أذنيه وقلبه عن مشكلتك ومشكلة الملايين من الشباب أمثالك . كل مسئول غاب ضميره ولم يبذل جهدا لحلها .ولم يهتم بها بعقل راع سيحاسب يوما عن رعيته . وحتي يستيقظ ضمير المسئولين ليس أمامك سوي السعي والدأب والتحمل والصبر ابحث عن أي عمل مهما بدا بسيطا فهو أفضل من أن تترك نفسك فريسة للبطالة وعلي أمل أن يقودك هذا العمل لآخر أفضل . عليك أن تسعي وثق بأن الله لايضيع أجر من أحسن عملا وأن الفرج يأتي دائما بعد العسر والضيق . لاتيأس فالمستقبل لك وسيكون أفضل إن شاء الله.وعنك أقول بكلمات أخري : غيوم وهموم وغاب النور وباحلم يوم يهل النور وعتم درب أحلامي يلملم جرحي وآلامي سنين محروم بأعيش مكسور يشق بحور ويكسر سور وتهرب مني أيامي وتعلا بفرحة أنغامي