تعد مشكلة انتشار القمامة بشوارع القاهرة والمحافظات كارثة تشوه جمال الطرق وتعيق السير بها، فبعد وضع عدة طرق للتخلص منها كان آخرها وضع قيمة مالية علي إيصالات الكهرباء في مقابل أخذ القمامة من المواطنين وتولي الأمر من قبل شركات إعادة تدوير القمامة إلا أن التجربة لم تجد لذلك وفي خطوة جديدة للقضاء علي أكياس القمامة التي تغطي الشوارع والطرق أطلقت محافظة القاهرة مبادرة شراء القمامة من المواطنين مقابل مبالغ مالية حددتها المحافظة. بالشراكة مع رؤساء الأحياء ومسئولي هيئة تنظيف وتجميل محافظة القاهرة وبعض الجمعيات الأهلية تنظم محافظة القاهرة المشروع ابتداء بمصر الجديدة للحد من انتشار القمامة بأحياء القاهرة عن طريق إنشاء أكشاك بمعظم شوارع بالقاهرة بالتعاون مع رؤساء الأحياء، ومن المفترض أن يتوجه المواطنون لبيع القمامة للأكشاك طبقا لقائمة أسعار تحددها المحافظة حسب النوع لتحفيز المواطنين علي بيعها بدلا من إلقائها بالشارع وخاصة المخلفات الصلبة ومنها البلاستيك والحديد والورق وألومنيوم وسيتم تعليق قائمة الأسعار علي الأكشاك لتوضيح الأمر للمواطنين، فيما أعلنت المحافظة أن بيع القمامة يتم بالميزان علي أن يتم شراء كيلو الألومنيوم ب12 جنيها، والكانز ب 3 جنيهات، والبلاستيك ب5 جنيهات والورق ب 1.5، والخشب ب 20 قرشا، الصفيح ب 25 قرشا. وبالفعل تم التشغيل التجريبي للمبادرة بإنشاء كشكين بحي مصر الجديدة تم تحديد مكانيهما من خلال رئيس الحي بميدان ابن سندر وشارع أسوان ليكونا متجهاً للمواطنين لبيع القمامة بعد فصلها، علي أن يتم تقييم التجربة ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها لتعميمها بباقي أحياء القاهرة، وبذلك سيتم تطبيق فكرتين من خلال تجربة واحدة وهما حث ربات المنازل علي فصل القمامة ومن ثم بيعها وتحقيق استفادة مالية منها، والتخلص من انتشار القمامة بالشوارع وخاصة أمام المدارس والمستشفيات وهو أيضاً ما أكد عليه المواطنين عند استطلاع آرائهم حول التجربة والذين تباينت وجهات نظرهم حولها. في البداية يري جمال إسماعيل ذ موظف - أن الفكرة تستحق مد يد المعاونة سواء من الدولة أو المواطنين، حيث إنها ستعالج أكثر من مشكلة علي رأسها القضاء علي »أكوام الزبالة» التي تغرق شوارع القاهرة وتقضي علي مظهرها الجمالي، والمشكلة الثانية أنها ستعمل علي تحسين الوضع الاقتصادي للمواطن بعد معاناته من غلاء المعيشة. يضيف أنها ستحمي البعض من استغلال الذين يقومون بجمع القمامة من المنازل في مقابل مبلغ مالي كبير في حين أنه قد يتأخر عن أخذها بالأيام وفي النهاية نضطر إلي التخلص منها بإلقائها في صناديق الزبالة التي توضع بالشوارع في حين أن الصناديق سبب اخر في تجمع أكوام الزبالة موضحاً أنه لا يوجد التزام بتفريغ الصناديق من الزبالة في أوقات محددة، وفي المقابل يقوم المواطن بإلقاء الزبالة رغم امتلائها مما يسبب عمل أكوام من الزبالة بجانبها وتصبح ملجأ للكلاب الضالة وهي مشكلة آخري تؤرق الكثير من الناس نتيجة لتكدس الزبالة بالشوارع. تؤكد هويدا أحمد ربة منزل أن أكوام الزبالة تحيط بأسوار المدارس وتسبب الأزعاج لكثير من الأمهات نظراً لما يعانيه أطفالهم خلال الذهاب أو الاياب من مدارسهم من الزبالة التي تفترش الشارع وتلتف حولها معظم أنواع الحشرات فقد تتسبب أطنان الزبالة في عرقلة طفل ومرض طفل آخر، لذلك فنحن بالفعل في حاجة لحل سريع للمشكلة. وعن المبادرة أيدتها بكل شدة قائلة: إن الفكرة بالفعل جيدة وستعمل علي حل أكثر من مشكلة تؤرق المواطنين ولكن بشرط الالتزام سواء من المحافظة ورؤساء الأحياء أو من المواطن وهو ما يتطلبه نجاح التجربة وجني ثمارها. أما رانيا مصطفي ذ ربة منزلذ رحبت بالفكرة قائلة إن معظم الناس كانت في انتظار حل لمشكلة الزبالة التي نتعثر في التخلص منها كل يوم فمن ناحية نضيع بين الذين يترددون علي المنازل لأخذها ولكن دون جدوي فهم يأتون يوماً أو يومين فقط بالأسبوع، ومن ناحية أخري فهم يحصلون علي رسوم النظافة. وعلي النقيض يري محمد الصاويذ مدرسذ أن جمع القمامة وفصلها من قبل المواطن أمر صعب نظرا لضيق الوقت وكثرة المسئوليات سواء علي رب الأسرة أو الزوجة وهو ما يجعل الكثير من الناس إلي التخلص من القمامة مرة واحدة دون فصلها، كما أن الأكشاك لابد أنها ستكون قريبة من منطقة أو شارع دون غيره والتوجه لبيع القمامة سيتطلب وقت مخصص لها خاصة واننا لابد أن نقوم بالتخلص من القمامة يومياً لذلك اري انه أمر صعب نسبياً. يوضح حافظ السعيد رئيس هيئة نظافة وتجميل محافظة القاهرة أن الفكرة تقوم علي إنشاء عدد من الأكشاك بأماكن مختلفة يحدد أماكنها تبعا لرئيس كل حي بالتعاون ايضاً مع مسئولي هيئة نظافة وتجميل القاهرة وتختص هذه الأكشاك بشراء القمامة من المواطنين علي حسب قائمة الأسعار المعلقة عليها والتي تحتوي علي قيمة شراء كل نوع من المخلفات سواء كانت حديد أو بلاستيك أو الوامنيوم، وغيرهم، كما جاء تحديد أسعار المخلفات تبعا لسعر السوق ومن خلال الفريزة العاملين بالقمامة، ويتم إدارة الأكشاك عن طريق الجمعيات الأهلية المسئولة عن الجزء المالي وتوظيف الشباب. أكد السعيد أن فكرة شراء القمامة من المواطنين جاءت بعد انتشارها بشكل كبير بمعظم أحياء القاهرة وخاصة الشعبية منها، ولذلك فإن تنفيذ الفكرة سيقضي علي هذه الظاهرة، وتحقق شكل جمالي ونظيف لاحياء القاهرة، بالإضافة إلي انها ستقضي علي عادة نبش الزبالة من قبل بعض الناس والذين يقومون باستغلال المواد الصلبة وبيعها. أشار إلي أنه من المقترح تعميم الفكرة بباقي أحياء محافظة القاهرة، ولكن بعد التشغيل التجريبي والاطلاع علي سلبيات وإيجابيات التجربة، ويعقد حالياً عدة اجتماعات لوضع ملامح الخطة المرحلة القادمة فحي مصر الجديدة مجرد بداية، أضاف أن التجربة تحتاج تعاونا من المواطنين لنجاحها، مشيراً إلي أن فصل القمامة من المنبع كان آحد المشروعات المقترحة منذ فترة طويلة لتقليل نسب القمامة من شوارع القاهرة، ولكن المشروع الذي ينفذ حالياً يعتبر حلاً كاملاً لمشكلة القمامة، فيتم فصل القمامة من المنبع وبيعها وتقديمها لشركات إعادة تدوير القمامة. ومن جانبه يقول اللواء محمد أيمن عبدالتواب نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية أن مبادرة فصل القمامة وشرائها من المواطنين من المنتظر انها ستلقي نجاح واستجابة من معظم الناس وهو ما أثبتته بوادر التجربة بمصر الجديدة حيث تعمل المبادرة علي حل أكثر المشكلات التي تؤرق المواطن، فالمبادرة من أهدافها القضاء علي انتشار القمامة بالشوارع والمناطق المختلفة وخاصة الأحياء الشعبية، والهدف الثاني هو تحسين دخل الاسر وتوفير فرص عمل للشباب الذين يتناوبون علي دوريات العمل بالأكشاك. أما عن كيفية التصرف في القمامة بعد شرائها من المواطنين أوضح أنه يتم بيعها إلي الشركات العاملة في إعادة تدوير القمامة للاستفادة منها وإعادة استخدامها من جديد. وعلي جانب موازٍ أكد أن القمامة تعتبر ثروة لابد أن يتم استغلالها بالشكل الأمثل إذا تم تدويرها أو تصديرها، وهو ما يعود بالنفع علي الدولة والمواطن، وفكرة المشروع تعتمد علي ثلاث مراحل لتحقيق الفصل من المنبع وشراء القمامة وتقديمها لشركات متخصصة في إعادة التدوير.. وهناك اتجاها إلي زيادة توعية المواطنين إعلامياً للمشاركة في المشروع وأهمية الفصل من المنبع. أشار رئيس حي مصر الجديدة إبراهيم صابر إلي أنه تم افتتاح كشكين لشراء المخلفات الصلبة من المواطنين، ومن المقرر افتتاح كشكين جديدين. وسيتم تعيين أربع سيارات لشراء القمامة من المواطنين الذين يتعذر عليهم الذهاب لأكشاك القمامة، لتشمل الحي بالكامل.