قرارات اقتصادية صعبة أبرزها تعويم سعر الجنيه دفع ثمنها المواطن البسيط بارتفاع أسعار السلع الأساسية والضرورية والتي أدت إلي نقص قيمة الرواتب والدخول ..دكتورة بسنت فهمي عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب أول من توقعت انخفاض سعر الدولار أكدت في حوارها لآخر ساعة أن انخفاض سعره ليس وهميا وسيستمر بعد وضع رقابة شديدة علي الأسواق »رغم أنف التجار» و لا يوجد بديل عن زيادة الإنتاج ووضع استراتيجية للأمن الغذائي والمواطن البسيط تصل إليه نتائج الإصلاح الاقتصادي خلال ثلاث سنوات وأن خفض سعر الدولار وارتفاع سعر الذهب دليل علي التخطيط الجيد وأن البنك المركزي منتبه للحفاظ علي اقتصاد »الغلابة». • لماذا توقعتم انخفاض سعر الدولار؟ لأن البنوك وضعت سعرا للدولار أفضل من السوق السوداء والمواطن بطبعه لا يفضل السوق الموازي فذهب الجميع إلي البنوك فزاد الاحتياطي النقدي في البنوك مع وجود أموال كافية لتلبية متطلبات العملاء وتمويل مستوردي المواد الخام والأدوية والتجار فانخفضت شراهة شراء الدولار وتم ضبط متطلبات السوق فانخفض سعر الدولار. هل هذا الانخفاض وهمي وكيف نضمن استمراره؟ - الانخفاض ليس وهميا ولكن استمراره يتوقف علي قدرة البنوك إغراء المواطنين والمستثمرين علي التغيير في الجهاز المصرفي، ووضع رقابة شديدة علي الأسواق حتي لا يتم الذهاب مرة أخري للسوق السوداء، مع القدرة علي التحكم في قوانين العرض والطلب فكما شاهدنا عندما زادت أسعار السلع الاستفزازية والمستوردة قل الإقبال عليها كثيرا وبدأ ينخفض سعر الدولار. كيف نضمن وصول هذه النجاحات الاقتصادية إلي المواطن البسيط ؟ - بتفعيل المراقبة لضمان خفض الأسعار بشكل متزامن مع استمرار تراجع الدولار ووضع هامش ربح وأسعار استرشادية علي السلع وهو أمر يوجد في جميع دول العالم ويجب أن يتم »رغم أنف التجار» وعلي وزارة التموين وضع رقابة صارمة علي الأسواق خاصة علي السلع الأساسية أما تجار السلع المستوردة فعلي الحكومة تركهم لقوانين العرض والطلب. هل دور الحكومة تجاه المواطن البسيط يتوقف فقط علي رقابة الأسواق؟ - دور الحكومة رقابة وتخطيط وإنتاج وبيع، فالوزارة الآن ليست وجاهة والحكومة عليها عبء كثير فالمشاكل متفاقمة من الفقر إلي لهيب الأسعار فعليها أن تعمل علي مدار الساعة حتي يقل الطلب علي الدولار، ويجب الانتباه لضرورة زيادة الإنتاج حتي لا نعود مرة أخري إلي الصفر.. وهذا وضح في تصريحات الوزراء، وزير الزراعة تحدث عن استراتيجية جديدة للأمن الغذائي فنحن ليس بمقدورنا إنتاج كل شيء في الفترة الحالية ولذلك طلبنا منه زراعة السلع الأساسية مثل العدس والفول والخضراوات والفواكه والسكر وقد استجاب، ووزير التنمية المحلية صرح بالعمل من خلال تقييم المخاطر والفرص وتحديد نقاط الضعف والقوة لوضع استراتيجية استثمار ملائمة لكل محافظة ووزير التموين الذي شغل منصب رئيس اللجنة الاقتصادية قبلها لديه خطة جيدة بكل ما هو مطلوب وبالتالي إذا تم التنيسق الجيد بين الوزارات وتم ضبط العمل في المحافظات سيقل الطلب علي الدولار وسيزداد تواجده في البنوك فينخفض السعر أكثر، وهذا العمل يحتاج من سنة إلي ثلاث سنوات ليشعر المواطن براحة هائلة. هل أنت مطمئنة لأداء الحكومة الحالي؟ - أنا لست مطمئنة لأداء الحكومة الحالي وأحب أن أري وأراقب عملهم أولا حتي أستطيع أن أطمئن وللأسف أداء الحكومات السابقة كان انعكاسا لفشل ليس له نهاية ويحكمه صراع القوي وأتمني ألا نشاهده مرة أخري. الأسعار تزداد كل ساعة أثناء ارتفاع سعر الدولار لماذا لا تنخفض الأسعار بنفس المعدل الآن؟ - هذا بسبب ضعف الرقابة التي يجب عليها الانتباه إلي أن هذه السلع تم شراؤها قبل الارتفاع فلماذا يتم زيادة الأسعار. والانخفاض سيظل مستمرا فقط مع زيادة الإنتاج والتصدير ونشاط السياحة والاستثمار وتحسن الصادرات . ذكرتم في تصريح »سنفتح ملف الدولار في الجلسة القادمة» ما هي أهم النقاط التي ستتحدثون عنها في إطار الدور الرقابي لمجلس النواب؟ - طلبنا من محافظ البنك المركزي توفير جدول بالالتزامات المالية المطلوبة من مصر والأقساط والفوائد لمدة 30 سنة قادمة وإعلامنا بطريقة السداد وهل وزارة المالية تستطيع السداد أم لا وبرغم أن سمعة مصر جيدة في تسديد الديون لكن هذا لا يمنع ممارسة دورنا الرقابي حتي نطمئن لأن حجم القروض تزايد بشكل مقلق في الفترة الأخيرة. هل توجد تجارب متشابهة مع مصر تم الاستعانة بها في الخطط الاقتصادية؟ - لا أؤمن بالمقارنات وبحكم خبرتي الطويلة في التمويل والاستثمار والاقتصاد لا توجد دولة تشبه الأخري، وأكبر خطأ وقعت فيه الحكومة هو الاستعانة بخبراء حاولوا تطبيق تجارب أخري عندنا وبالتالي بعد أن كنا نمتلك أفضل مصانع للقطن والجلود وأكبر بورصة سكر في العالم ترك الفلاح الزراعة »ولبس أفندي» وللأسف أصبحت أمريكا وفرنسا وكندا وأستراليا دولا زراعية كبري، نحن نستورد السمك من فيتنام وتركنا أسماك البحر الأبيض والمتوسط ونهر النيل! لماذا ربطتم انخفاض الأسعار بانتهاء الدورة الزراعية الحالية؟ - الدورة الزراعية انتهت والرئيس السيسي وضع يده علي نقاط الضعف وهو الآن يزرع ويصطاد وسنشاهد النتائج خلال ستة أشهر . تحدثتم عن ترشيد النفقات وتقليل عدد الوزراء بماذا سيعود علي المواطن البسيط؟ - كنت أتمني ضم وزارة السياحة والآثار والثقافة في وزارة واحدة والري والزراعة في وزارة أيضاً فأمريكا تحكم الكرة الأرضية ب17 وزيرا فقط وهذا التوفير يعود علي المواطن عندما لا يجد تضاربا بين القرارات وصراع القوي وتوفير المصاريف. لماذا لا تؤيدين إصدار قانون للاستثمار؟ - لست مؤمنة بقانون للاستثمار ولكن يجب توفير مناخ للاستثمار، طلعت حرب سابقا وأمريكا وأوربا الآن لديهم مناخ وليس قانونا للاستثمار، ولكي يأتي المستثمر يحتاج لحل مشاكله الأساسية أن يدخل ويخرج من الدولة بسهولة وأن يجد العملة الأجنبية في البنوك وتتم محاسبته ضريبيا من خلال وزارة المالية وأن يجد عمالا وقانون عمل وقانون استحواذ وإذا أراد الخروج يجد قانون إفلاس ولا يجب الحديث عن نظرية المؤامرة لأنها تقلق المستثمرين، ومحاربة الإرهاب في صمت لزيادة رواج السياحة. والحديث عن الإعفاءات الضريبية فالمستثمر يعلم أنه سيعود علي السياسة المالية وليس عليه، كما يقلق المستثمر تصريحات الحكومة بتخفيض الضرائب لهم لأنهم يفهمون جيدا أن ذلك يتعارض مع الدستور الذي تحدث عن الضرائب التصاعدية. لماذا صرحتم أن البرلمان وافق ضمنيا علي قرض الصندوق برغم عدم عرض تفاصيل الاتفاقية عليه ؟ لأن الحكومة عرضت خطة 2030 وقالت إن لديها فجوة تمويلية 15 مليارا ووافقنا علي الخطة لكي يتم تدبير المبلغ، و كان لدينا مشاكل مجبرون علي حلها »عجز موازنة وتضخم وبطالة وميزان مدفوعات مختل واحتياطي نقدي منخفض وسعرين للعملة» ولم يكن لدينا بديل عن الاقتراض من الصندوق لأنه حقنا . هل فتح باب العمرة يؤدي إلي ارتفاع سعر الدولار مرة أخري؟ - أموال العمرة لن تتسبب في ارتفاع سعر الدولار ولكن استمرار استيراد المواد الخام والزيوت والعيش والفول سيجعلنا نذهب لأسوأ مما كنا. تواكب مع انخفاض الدولار ارتفاع سعر الذهب كيف تفسرين ذلك؟ - الذهب الشيء الوحيد الذي يحفظ قيمة العملة في العالم وبعدما كنا نحفظ القيمة في الدولار زاد الإقبال علي شراء وتحويلات الذهب فارتفعت قيمته كدليل علي التخطيط الجيد. وهل نجح البنك المركزي في تجربة شراء العملة الأجنبية بعد قرار تعويم الجنيه؟ - قرار التعويم نجح بنسبة 80% ولا توجد مخاطر علي مصر والبنك المركزي منتبه وتجربة شراء العملة الأجنبية ظهر نجاحها في زيادة الاحتياطي وانخفاض سعر الدولار وتلبية طلبات مستثمري المواد الخام والأغذية والإفراج عن البضائع المتراكمة في الموانئ . في ظل نقص قيمة الرواتب ماذا يفعل المواطن وإلي أين سيذهب الاقتصاد المصري؟ - يجب ضبط نفقاتنا ومصروفاتنا والاقتصاد سيتغير كثيرا بعد عام ويقوي تماما من خلال ثلاث إلي خمس سنوات وهذا تقييم واقعي وليس تفائليا فهناك مشاريع في الطرق والكباري والزراعة والمدن الجديدة وصيد الأسماك لم تظهر نتائجها.