منذ نعومة أظافرها أحبت الرسم وانتهت إلي أنها لا تقدر علي الابتعاد عن سحر الألوان والفنون التشكيلية، وبشغف لم تستطع إسكاته قدمت من خلال منظور نسوي فني تجارب تشكيلية متميزة لمدارس فنية حديثة. وأكدت برقي أعمالها أن الفن بالنسبة لها رسالة واللوحة شاهد عيان علي ما تمر به المجتمعات.. تخرجت وحصلت علي بكالوريوس الفنون ثم رسالة الماجستير، وسافرت مع زوجها أستاذ الفنون التشكيلية بجامعتي الباحة بالسعودية والشيخ جابر الصباح بالكويت، وعملت في تدريس مادة الفنون بكبري المعاهد التعليمية الجامعية هناك ومع نمو الصحوة الفنية الأدبية عندها قررت استثمار موهبتها في هذا المجال بعدما قدمت الكثير في منتديات الصحف والمجلات الكبري، وسرعان ما أبدعت وقدمت ديوانا شعريا بعنوان "نبضات امرأة" وبعدها مجموعة قصصية بعنوان درويشة ورق وتلاها رواية تغريدة عشق، وها هي الفنانة التشكيلية والقاصة هالة البشبيشي تشير خلال تواجدها بعرس معرض الكتاب إلي أنها تكتب أدبيات وقصصا جديدة بعنوان المواجهة ولكن بصورة رمزية. قصة هالة مع الفن التشكيلي تروي قدرة الموهبة علي الصمود في وجه أي تحدٍ إذا وقف وراءها شخص مؤمن بجدارتها وقوتها فعلاقة هذه الفنانة بالرسم بدأت من رحاب حصة الرسم بالمدرسة.. فهذه الحصة بالذات كانت المفضلة، وهي مهد هوايتها التي تحولت اليوم إلي أعمال فنية واعدة.. وهنا تقول هالة.. بدأ شغفي بالفن التشكيلي منذ الطفولة من خلال حبي لحصة الرسم بالمدرسة التي كانت من أمتع الحصص بالنسبة لي، وهي متعة لم تنشأ من عدم، فخطوط الرسم الملفتة وضرباتي اللونية المميزة والمواضيع التي كنت أعبر عنها ببراعة هي من شدت نظر البعض في محيطي المدرسي والعائلي لموهبتي وتشجيعهم جميعا هو الذي مهد لمشروعي الفني الذي أصبح بعدها ناضجا منذ دخولي كلية التربية الفنية بالزمالك حيث انطلقت الموهبة في بحور عوالم الفن التشكيلية، ونسجت حولها أحلاما مستقبلية وطموحات إبداعية خلاقة. وتؤكد هالة أن التحصيل الأكاديمي أتاح لها أيضا الجديد في اختيار الأفكار ورسم اللوحات، بالإضافة إلي أن الدراسة صقلت موهبتها ومنحتها الكثير من العلم والمعرفة والثقافة وقراءة مفردات كل الأعمال الفنية. ويذكر أن هالة تزوجت في أولي سنوات دراستها بالكلية من الدكتور محمود السعيد وكان وقتها معيدا متميزا بالكلية وواصلت نجاحاتها بعد التخرج بحصولها علي درجة الماجستير بامتياز، وخلال رحلة إعدادها لمناقشة رسالة الدكتوراه اضطرتها الظروف للسفر مع زوجها أستاذا للفنون في السعودية بجامعة الباحة لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقلت معه للكويت بعد اختياره عضوا في هيئة التدريس بجامعة الشيخ جابر الصباح خاصة بعد أن ذاع صيته في دول الخليج في تدريس الفنون التشكيلية، وخلال هذه الفترة عملت الفنانة هالة في مجال تدريس الفنون في معاهد المقررات مثلما عملت من قبل بمعهد المعلمات فترة وجودها بالسعودية. وهناك في الكويت شاركت في معارض كثيرة منها "تنويعات تواصل حكايا الروح" أبدعت خلالها باستخدام المجسمات من الخشب والخيوط والأكسسوارات وسخرت التقنيات الحديثة لخدمة فنها ولوحاتها ولسان حالها يؤكد أن الفن بالنسبة لها رسالة.. بخلاف أنها لا تتوقف وتقول "سأظل أرسم وأعرض أعمالي وطالما الخالق يجعلني أستفيق كل صباح علي نوره فسأظل أرسم من خلقه ولخلقه". كما تشير هالة لتفجر موهبتها الدفينة في الكتابة وبالتحديد خلال فترة تواجدها بالكويت ولم تخف أنها سارعت بإخراجها في منتديات الصحف والمجلات ومازالت تحتفظ بمدونات كثيرة منها وبحكم مرورها بمراحل نضوج أدبية تنوعت أساليب الكتابة وتعددت الموضوعات والمؤلفات في مختلف المجالات وكان هذا دافعا لاتجاهها لعالم دور النشر وبالفعل لفتت توجهها إلي هجمة علي الكتابة وأصدرت ديوان شعر لاقي قبولا كبيرا علي الساحة بعنوان نبضات امرأة وبعدها بفترة قليلة أصدرت مجموعة قصصية بعنوان درويشة ورق وتلاها إصدارها لرواية "تغريدة عشق" التي يتم إعادة طبعها الآن بعد نفاد طبعتيها الأولي والثانية ويشار إلي تعدد الشخصيات والمواقف والأحداث والحوارات إضافة إلي أن المواضيع المطروحة فيها مشوقة وتستنزف القارئ وتلامسه وقد أكد الكثيرون من النقاد أن تلك الرواية وغيرها إذا وقعت في أحضان سيناريست مهتم سيكون لها حضور في تحويلها لأعمال درامية. ومع مرور الوقت تفاعلت الفنانة والقاصة هالة مع عالم الكتاب والأدباء وزادت رغبتها في خوض غمار هذا العالم الثقافي المبهر خاصة بعد أن كبر أولادها وقررت إثبات أنها كامرأة قادرة علي أن تكون شريكا أساسيا في التطور والتغيير الثقافي في ظل شعورها أن بداخلها المزيد من العطاء والقدرة علي توجيه الدفة لمساعدة المواهب الشابة والأدباء وسرعان ما أقامت صرحا جديدا للنشر بل ومركزا ثقافيا لإقامة الندوات والأمسيات الثقافية لكبار الكتاب وأطلقت عليه اسم ملكة فرعونية وزهرة أفريقية نادرة أسمها (تويا) وهاهي مازالت مستمرة في إنتاج الإصدارات الأدبية والإبداعات بمواضيع وقصص وكتب ذات محتوي صادق شفاف، وذلك بعد أن استفادت من قراءتها لمئات الكتب وصارت تعطي الآن رأيها كناقدة في مختلف المنتديات. وتشير هالة إلي أنها سعيدة وتنعم براحة البال التي وفرها لها ولأولادها زوجها الفنان الدكتور محمود السعيد أستاذ الفنون التشكيلية بجامعة الشيخ جابر الصباح بالكويت ووصفته في كلمات بسيطة بالزوج والأب الحنون.. رجل جدع وابن بلد، وبالنسبة لعالم الموضة تقول إنها تؤمن بأن الأناقة في البساطة ولذا فهي تفضل ارتداء ما يتناسب مع طبيعة شخصيتها. وعن المطبخ تقول إنها ست بيت درجة أولي تنافس أجدع شيف أو أي امرأة ممن يقدمون برامج الطهي بالفضائيات في عمل أجمل وأشهي الأكلات.. وفي إطار أمنياتها بأن تصل بمؤلفاتها للعالمية حيث إن هذا طموح مشروع لديها إلا أنها لم تخف سعادتها بنزعتها الصوفية وعشقها لعمل الخير التي بسببها أطلقوا عليها لقب (الدرويشة) وتختتم هالة حديثها بإيمانها بالحكمة القائلة "قيمة المرء فيما يمنح وليس فيما يملك".