قاصة وشاعرة نشأت علي حب الأدب والوطن، صاحبة لغة متميزة جذابة وحين تقرأ أعمالها تحس بأن شخصياتها من لحم ودم.. رواياتها تمتاز بسلاسة الحكي والتركيز علي البعد الإنساني في أدب الأطفال والكبار أيضا، بالإضافة إلي أنها أرجعت اللغة الشعرية التي تميز رواياتها ودواوينها لكونها بدأت حياتها في الإبداع بكتابة شعر العامية المليء بالحنين إلي الماضي بجانب نضوجها في كتابة القصة خلال المنتديات الأدبية بالجامعة، ولأنها تري أن الإبداع يمثل لها شريان التفاؤل والأمل وأن الكتابة عندها فضاء بلا نهاية فهي مازالت تنتقل بمسافة واحدة بين الرواية والقصة والشعر بعد أن أصدرت العديد من أعمالها ومنها "جدي كان عنده حكاية بياع الحلاوة الحاوي" إنها الأديبة نادية البسيوني عضوة اتحاد كتاب مصر. تظهر علي البعض مواهب واعدة منذ الطفولة فتشد إليها بصفة متفاوتة اهتمام المحيطين بها، وكلما كانت هذه الموهبة غارقة في عالم الإبداع الفني كانت حماسة وتشجيع الأهل لها بشكل زائد وهذا ما حدث مع نادية ابنة مدينة المنصورة التي انتقلت لحي شبرا بالقاهرة نظرا لعمل والدها عبدالحميد محمد البسيوني الذي كان يعمل مديرا كبيرا بقصر رئاسة الجمهورية في عابدين. تقول نادية إنها تدين هي وأشقاؤها الخمسة لوالديها في عشق القراءة والكتابة ، وتنمية إمكانياتها السردية حيث كانت الأم تقص عليها بمفردها في طفولتها أمتع القصص في عالم الأطفال والكبار، بل إنها حينما أهداها والدها المثقف أيضا مكتبه وجدت هوسا ثقافيا يصاحبها خلال مراحل تعليمها من الابتدائي للثانوي. تتابع : وجدت نفسي أنتقل من كتاب لآخر وبعد زمن قصير كنت أحاول إيجاد طريقة أعبر فيها عن نفسي سواء بالاستفادة من كبار الكتاب أو بإيجاد أسلوب متواضع يلبي رغباتي في الكتابة، وظل يتملكني إحساس بأن لي صوتا آن له أن يخرج ويصل إلي القراء.. وبعدها بدأت إرسال موضوعاتي المتنوعة سواء للأطفال أو للكبار إلي مجلات المسلم الصغير والمصريين والحياة والبلاغ والجمهورية وحظيت بنشر أعمالي القصصية والشعرية في الملاحق والأبواب الثقافية فيها. وتذكر نادية أن كتاباتها الأولي كانت تستوفي الشروط الأولي لكتابة نص قصصي بعد أن مرت بمرحلة نضوج فكري خلال دراستها بكلية الآداب جامعة عين شمس وصار عندها حاسة وبوصلة خاصة في تقديم باكورة أعمال جيدة لقصص قصيرة قدمتها بعد زواجها المبكر فور تخرجها مباشرة ومنها واحة جمال نقطة بداية أذوب في حيرة تقيدني ونظرا لعشقها للإبداع والكتابة أعلنت التحدي علي ظروف الحياة الزوجية ومشاغل المنزل وإنجابها لثلاثة أبناء كي تحقق صدق المثل القائل " وراء كل عظيم امرأة " حيث كانت سببا في نجاح زوجها الرجل العصامي وجدي جابر أحمد ووصوله لمنصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الجمهورية للأدوية والأجمل أن نادية نظمت وقتها وحصلت علي درجة الماجستير في اللغة العربية بتقدير امتياز وتستعد لمناقشة رسالة الدكتوراه في أبريل القادم برسالة عنوانها "لآلئ اللغة العربية وإرث الأدب والنقد والتراث". وبمرور الوقت تعرضت نادية مؤخرا لظروف صعبة تأثرت فيها برحيل زوجها علي إثر أزمة قلبية مفاجئة إلا أن حزنها دفعها للغوص في عالمها الأدبي والشعري خاصة أن الكتابة بالنسبة لها هي شريان الحياة وتحس من خلالها بالسعادة لأنها قاصة وشاعرة ورسامة ترسم بروح الطفولة التي اعتبرتها مسلكا جديدا في منهجها الروائي المنحاز إلي العدالة الاجتماعية وإظهار روح الانتماء والأصالة للوطن مصر بكل بساطة وبلا تطويل ومستندة إلي تعظيم المفكرين وكوكبة المبدعين أمثال نجيب محفوظ وجمال الغيطاني وبهاء طاهر وإبراهيم أصلان وغيرهم ممن أثروا الحياة الإبداعية بروافد فنية رائعة. وترجع نادية اللغة الشعرية التي تسود بعض قصصها إلي أنها بدأت حياتها الإبداعية من خلال الشعر أيضا وكانت تكتب قصائد العامية خلال المنتديات الأدبية بالجامعة إلا أنها فاجأت الجميع بصدور مجموعة أعمال أدبية للكبار والصغار منها "جدي كان عنده حكاية قصيدة الحاوي" "داخل جدار قديم علشان خاطرك شلال حنين بياع الحلاوة في شنطة ظهري طيارة ورق هذا بالإضافة لوجود مجموعة قصصية تم تقديمها للهيئة العامة لقصور الثقافة هيئة الكتاب دار المعارف وتنتظر دورها في النشر منها: أطياف وأساطير شاطئ العجايب "حنجرة فيروزية علي شط النيل دهاليز الفولكلور الشعبي .. ونادية تفضل الهدوء والبساطة في الماكياج وتؤمن ببيت الإمام الشافعي الذي كان يقوله والدها لوالدتها "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج". وأشارت نادية إلي أن أسرتها التي تضم ابنها الأكبر إسلام خريج تجارة إنجليزي وهو متزوج ومقيم بكندا ولديها حفيد اسمه عمر وابنتها أمنية خريجة تجارة إنجليزي أيضا وتعمل بأحد البنوك الأجنبية والأخيرة إسراء خريجة كلية الآثار.. مازالوا جميعا يعيشون تحت مظلة الحب والدفء والاحترام والكفاح التي اكتسبوها من رب الأسرة الراحل ومن خالهم المهندس فنان الكاريكاتير والذي يعمل في مجال فنون البرديات ونادية لا تنكر أنها مهتمة بعالم الموضة وتعشق أن تكون أنيقة دائما ولذا تفضل ما يلائمها من الموديلات الكلاسيكية الحشمة.. وتختتم حديثها بأنها في ظل زحمة مشاغل الحياة فهي ست بيت ممتازة وشاطرة وطباخة ماهرة لأرقي درجة.