شهدت أيام وليالي معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 48 كمًا كبيرًا من الندوات الثقافية والفنية لفنانين كبار ومطربين حيث احتشد الجمهور ليسمع تاريخاً يحكي أمام عينه من الفنانين مباشرة، وشارك الجمهور في وضع أسئلة لبعض الندوات مثل ندوة حال الأغنية المصرية وما وصلت إليه وكيف وصلت الأغنية المصرية إلي حد الفساد؟، كذلك في ندوة الإعلام المصري للدكتورة درية شرف الدين وحديثها عما يعانيه ماسبيرو من تجريف هذه الأيام. اتهامات للأغنية بنشر الفساد.. وعبدالرحمن: تلحين الأغاني »الهابطة» لكسب الرزق درية شرف الدين: كل فني في »ماسبيروا» يقابله 7 إداريين في ندوة الموسيقي والشباب، قال الدكتور أشرف عبد الرحمن أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون ،إن الأغنية قديمًا كان لها دور كبيرفي تخفيف الألم، خاصة بعد نكسة 1967 كما كان لها تأثير إيجابي علي روح المصريين والجنود في الحرب، ولكن بعد فترة السبعينيات بدأت الأغنية تأخذ المجري الهابط، لا نفع منها ولا ضرر، ولكن في ال20 سنة الأخيرة تخطت مصر مرحلة الأغنية الهابطة إلي مرحلة الفاسدة؛ لأن الفن عندما يكون له تأثير سلبي يصبح فاسدًا- بحسب قوله. أوضح عبدالرحمن أنه لا يريد تكرار عصر أم كلثوم وعبد الوهاب، ولكن مطلوب معرفة التاريخ جيدا حتي نعرف ماذا نريد أن نقدمه من موسيقي للمستمع، موضحا أن الاذاعة المصرية الآن تمر بحالة ضعف كبيرة، علي عكس العهد الماضي. والإذاعة والتليفزيون الحكوميين هما من يستطيعان الارتقاء بالأغاني من جديد. جاء ذلك خلال مشاركة عبدالرحمن في ندوة بعنوان "الموسيقي والشباب"، بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمشاركة الدكتور وليد شوشة. وأشار عبد الرحمن إلي أن محمد يونس القاضي، هو أول شاعر يتم تعيينه نقيبًا للموسيقيين، وصنع العديد من الأغاني العظيمة التي تبعث برسالة سياسية مناهضة للاحتلال البريطاني وقتها، وألف مجموعات غنائية لسيد درويش، مضيفا: "في فترة ما، أغلقت المقاهي التي كانت تمثل مركزا مؤثرا للإشعاع الثقافي في مصر أيام الاحتلال، وبدأ الملحنون والمؤلفون اللجوء إلي الفن الهابط لمسايرة الموجة وقتها، وسألوا زكريا أحمد لماذا لحنت تلك الأغاني الهابطة، أشار إلي أن ذلك لمسايرة العصر من أجل كسب الرزق". وأضاف عبدالرحمن: بعد قيام ثورة 1919 بدأ حال الأغاني ينضبط في مصر ووجدنا الأغنية تأخذ مجري آخر وهو الأغنية الوطنية، وازدهرت أكثر بعد افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934. والآن في عصر تكنولوجيا المعلومات، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي نعاني من وجود أغان يصفها البعض بالشبابية، ولكنها صاخبة تثير الأعصاب، ويسمعها سائقو التكاتك، والأغاني تعبر دائما عن شخصية من يسمعها. وقال الدكتور وليد شوشة، إن الإبداع هو حرية مكفولة للجميع ولكن التساؤل الأهم: هل هذا الإبداع ضمن منظمومة أو مشروع ثقافي محدد أم لا؟. أضاف شوشة، "الموضوع غير متعلق بالرقابة تمامًا، وليس مطلوبًا وضع أمين شرطة فوق رأس كل مطرب، وأرفض تماما تصنيف الموسيقي، وما نراه الآن هو تطور للشكل الغنائي، ولكننا لم نر ثورة في الإبداع". وأشار إلي أن كل أدوات الإبداع الموجودة في نهاية القرن العشرين والقرن ال 21 مستوردة، وأن موسيقي المهرجانات وليدة الصدفة، ولكن نتيجة التطور التكنولوجي، من خلال إضافة مؤثرات صوتية إضافية، وطالب شوشة بضرورة وجود مشروع ثقافي له فلسفة تعبر عن رؤية معينة، مضيفًا: "ليس من المعقول استمرار العيش علي فكرة التراث، أنا لا أرفض التراث ولكن أبحث عما بعد التراث". وتابع: "لا ينصلح حالنا إلا بوجود مشروع ثقافي محدد نسعي لتنفيذه، بعيدا عن الرقابة، وتحديد القيود علي الفن ليس حلا، فالرقابة المطلقة مفسدة مطلقة، والتمكين هو الحل". من جهة أخري، قالت الإعلامية الدكتورة درّية شرف الدين، وزيرة الإعلام السابقة، إن مبني الإذاعة والتليفزين "ماسبيرو"، تم إنشاؤه قبل نحو 70 سنة بشكل لا يمكن وصفه بالسليم أو الصحيح تمامًا، موضحة أن عدد موظفي المبني أقل من 45 ألف موظف، والإداريون هم الأكثر في المبني حاليًا، وكل فني يقابله 7 إداريين، لذلك فإن العمل الإعلامي لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، ولابد من حلول للإصلاح. وتطرقت "شرف الدين"، خلال حديثها، في اللقاء الفكري الأول بالقاعة الرئيسية، مساء الجمعة، وأدارته الإعلامية مني سلمان، إلي فترة توليها وزارة الإعلام، مشيرة إلي أنها تولت الوزارة في فترة حساسة جدًا، وذلك عقب زوال حكم الإخوان، في عهد الرئيس السابق المستشار عدلي منصور، وقد تعرّض المبني لأخونة شديدة في ظل حكم الجماعة، وساءت أحواله. وقالت: " أول ما قمت به، دراسة المبني، وكنت في حرب أكثر مما كنت في عمل، فقد تربيت في هذا المكان ولكن كان هناك خفايا غير معلومة، قضيت فترة طويلة أدرس وأبحث، وضمنت هذه الدراسة في مضامين كتابية ودراسات، وأرسلتها لرئاسة الجمهورية في محاولة لإعادة هيكلة المبني، ولم يتح الوقت لتطبيقها، كوني توليت الوزارة لمدة 12 شهرًا فقط". وتابعت: للأسف الجماهير والمشاهدون، يعكفون علي مشاهدة القنوات العالمية، لأنها تقدم إعلامًا شاملًا جامعا لكل أخبار العالم. واعتبرت "شرف الدين" أن مصطلح إعلام الدولة، يُساء فهمه، في حين أن الدولة لابد أن تمتلك إعلامًا قويا يكون الأكثر حرفية ومصداقية، يمثل الدولة ولا يعني ذلك أن ينحاز لها، ويجب أن يتصدر، ثم يأتي بعد ذلك الإعلام الخاص. وأشارت إلي أن الدولة التي تسعي إلي السيطرة علي الإعلام، لن تستطيع فعل ذلك، فقدت تغيرت قواعد اللعبة، لذلك يستوجب علي الدولة أن تستوعب الإعلام ليس لصالحها، وإنما لمصلحة المواطن. وانتقدت "شرف الدين"، الوضع الإعلامي الحالي، بقولها: "لا يعجبني، ونستحق إعلامًا أرقي وأفضل وأثمن من ذلك، ولابد أن يعود الإعلام كمصدر للإعلام رفيع المستوي". وتابعت: الدولة من المفترض أن تتدخل وتعيد الإعلام في مصر إلي سابق عهده، كونه يسير بشكل عشوائي، وغير منظم، يغلب عليه "الصوت العالي". أكد الفنان محمود حميدة، أنه طوال مشواره الفني لم يكن لديه فرصة اختيار الأدوار التي يقدمها سواء علي شاشة السينما أو التليفزيون. وقال محمود حميدة خلال الندوة التي نظمها له معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 48 رداً علي سؤال أحد الجماهير علي كيفية اختيار أدواره: ما لا يعرفه الجمهور، أنني وطوال عمري لم أختر أدواري التي أقدمها، ولكن يتم اختياري عبر أشخاص آخرين، ويظل رأيي فقط في رفض العمل كله أو قبوله. وأضاف: يخطر ببالي الآن ما حدث مع المخرج يوسف شاهين، الذي نقلني من دور إلي دور في فيلم "المصير"، فبعد اعتذار الفنان أحمد زكي عن عدم المشاركة في الفيلم، رشحني الراحل يوسف شاهين لتجسيد دور الخليفة المنصور في الفيلم، رغم أنني كنت مرشحاً لدور آخر تماماً. وأشار محمود حميدة إلي أن أكثر ما يشغله في العمل هو السيناريو وطريقة رسم الشخصيات فيه، وبعدها يأتي المخرج وطريقته في إدارة فريق العمل، موضحاً أنه لا يستطيع العمل إذا لم يكن لديه هموم، وذلك عن طريق تحصيل المعرفة والتعامل مع البشر ,واختتم الفنان محمود حميدة حديثه مؤكداً أنه في النهاية ممثل، وإذا جاء له استدعاء كي يلعب شخصية يراها مؤثرة سيلعبها. "عمرو دياب مش سُبة، أنا قلت إني مش زي عمرو دياب لأن كل واحد فينا له طريقته" ,هكذا أجاب المطرب إيمان البحر درويش عما نسب إليه من تصريحات بعدد من الصحف، حول الفنان عمرو دياب. جاء ذلك خلال ندوة للفنان إيمان البحر درويش، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تحدث فيها عن محطات حياته، وقال إن بداية الطريق جاءت مع حبه للرياضيات وسماع الأغاني ليلًا، في وقت المذاكرة، وكان أول أغانيه علي المسرح المدرسي، وهي "أنا المصري كريم العنصرين" لجده سيد درويش. وأثناء مشاركته في كورال كلية الهندسة، صدر أول البوم له في مارس 1983 كان يضم أغنية "محسوبكو انداس" والتي لم يفهمها الناس، فلم يوزع الألبوم، وفي حفله تلفزيونية غني "زروني كل سنة مرة" مشيرًا إلي أن الألبوم الذي احتوي علي هذه الأغنية نجح بشكل كبير "كسر الدنيا"، وكانت هذه الحفلة بداية الاحتراف الحقيقي له. ثم أكمل حديثه عن ألبوم" الأوله آه" وقال إنه كان يضم الأغاني التراثية لسيد درويش وسيد مكاوي والشيخ إمام، وقال إنه كان مراقبا من قبل جهاز "أمن الدولة" بسبب ترديده لأغاني الشيخ إمام، الممنوعة آنذاك، ولكن بعد فتره طويلة من المراقبة تأكدت الجهات الأمنية أنه ليس له أي انتماء سياسي سوي انتمائه لوطنه، مشيرا إلي أن واحدا من جمهوره في بلد عربي قال له كلمة هزت مشاعره، وهي: "إحنا بنحب حبكم لبلدكم" وبشكل طريف قال إيمان إن هذا الألبوم لم ينجح هو الآخر، فور صدوره بسبب أحد المنتجين الذي كان يود أن يقضي عليه "بحسب قوله"، حيث لم يوزع الألبوم بشكل جيد، إلي أن جاء حفل بنادي الشمس، حضره 25 ألف متفرج، غني أمامهم أغاني الالبوم فأصبح بعدها السابع في المبيعات بعد 4 سنوات من ظهوره.