قال الدكتور أشرف عبد الرحمن،إن الأغنية قديمًا كان لها دور كبيرفي تخفيف الألم، خاصة بعد نكسة 1967، كما كان لها تأثير ‘يجابي على روح المصريين والجنود في الحرب، ولكن بعد فترة السبعينيات بدأت الأغنية تأخذ المجرى الهابط، لا نفع منها ولا ضرر، ولكن في ال20 سنة الأخيرة تخطت مصر مرحلة الأغنية الهابطة إلى مرحلة الفاسدة؛ لأن الفن عندما يكون له تأثير سلبي يصبح فاسدًا- بحسب قوله. وأوضح عبدالرحمن أنه لا يريد تكرار عصر أم كلثوم وعبد الوهاب، ولكن مطلوب معرفة التاريخ جيدا حتى نعرف ماذا نريد أن نقدمه من موسيقى للمستمع، موضحا أن الاذاعة المصرية الآن تمر بحالة ضعف كبيرة، على عكس العهد الماضي. والإذاعة والتليفزيون الحكوميين هما من يستطيعان الارتقاء بالأغاني من جديد. جاء ذلك خلال مشاركة عبدالرحمن في ندوة بعنوان "الموسيقى والشباب"، أمس الخميس، بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمشاركة الدكتور وليد شوشة.
وأشار عبد الرحمن إلى أن محمد يونس القاضي، هو أول شاعر يتم تعينه نقيبًا للموسيقيين، وصنع العديد من الأغاني العظيمة التي تبعث برسالة سياسية مناهضة للاحتلال البريطاني وقتها، وألف مجموعات غنائية لسيد درويش، مضيفا: "في فترة ما، اغلقت المقاهي التي كانت تمثل مركزا مؤثرا للإشعاع الثقافي في مصر أيام الاحتلال، وبدأ الملحنون والمؤلفون اللجوءإلى الفن الهابط لمسايرة الموجة وقتها، وسألوا زكريا أحمد لماذا لحنت تلك الأغاني الهابطة، اشار الى ان ذلك لمسايرة العصر من أجل كسب للرزق". وأضاف "عبد الرحمن": بعد قيام ثورة 1919 بدأ حال الاغاني ينضبط في مصر ووجدنا الأغنية تأخذ مجرى أخر وهو الأغنية الوطنية، وازدهرت أكثر بعد افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934. والآن في عصر تكنولوجيا المعلومات، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي نعاني من وجود أغان يصفها البعض بالشبابية، ولكنها صاخبة تثير الأعصاب، ويسمهخا سائقي التكاتك، والأغاني تعبر دائما عن شخصية من يسمعها. وقال الدكتور وليد شوشة، إن الإبداع هو حرية مكفولة للجميع ولكن التساؤل الأهم: هل هذا الإبداع ضمن منظمومة أو مشروع ثقافي محدد أم لا؟". وأضاف "شوشة"، "الموضوع غير متعلق بالرقابة تمامًا، وليس مطلوبًا وضع أمين شرطة فوق رأس كل مطرب، وأرفض تماما تصنيف الموسيقى، وما نراه الآن هو تطور للشكل الغنائي، ولكننا لم نر ثورة في الإبداع". وأشار إلى أن كل أدوات الإبداع الموجودة في نهاية القرن العشرين والقرن ال 21 مستوردة، وأن موسيقى المهرجانات وليدة الصدفة، ولكن نتيجة التطور التكنولوجي، من خلال إضافة مؤثرات صوتية إضافية. وطالب شوشة بضرورة وجود مشروع ثقافي له فلسفة تعبر عن رؤية معينة، مضيفًا: "ليس من المعقول استمرار العيش على فكرة التراث، أنا لا أرفض التراث ولكن أبحث عما بعد التراث". وتابع: "لا ينصلح حالنا إلا بوجود مشروع ثقافي محدد نسعى لتنفيذه، بعيدا عن الرقابة، وتحديد القيود على الفن ليس حلا، فالرقابة المطلقة مفسدة مطلقة، والتمكين هو الحل".