اعتصام مىدان التحرىر ولا يزال الاعتصام مستمرا.. عنوان يجسد ما يجري في ميدان التحرير.. فالتعديل الوزاري الأخير لم يشف غليل المعتصمين الذين يؤكدون رغبتهم في مواصلة الاعتصام حتي مع حلول شهر رمضان.. هذا التوجه انعكس جليا علي مخيمات الميدان التي بدأت ملامح رمضان تتسلل إليها تدريجيا.. فهناك الزينات الرمضانية وباعة العصائر والمشروبات. المطالب السياسية لاتزال تسيطر علي الميدان فهناك كل شيء مرفوض بدءا من التعديل الوزاري وحتي المجلس العسكري.. فهم يريدون تحقيق كل مطالبهم جملة واحدة ودونما تأخير.. »آخر ساعة« رصدت الحالة في ميدان التحرير وميدان روكسي للتعرف علي حقيقة الوضع في الشارع المصري. مطالب فئوية الجواب يعرف من عنوانه هكذا تتضح حالة ميدان التحرير.. فاللافتات التي يرفعها المعتصمون فوق مخيماتهم تعكس مطالبهم.. فهذا مخيم تتصدره لافتة »الشعب يريد تطهير الإعلام« ومجموعة أخري تهتف ضد المشير بهتاف »الجيش ده جيشنا لكن المشير مش رئيسنا«. ورغم غلبة المطالب السياسية فإن المطالب الفئوية بدت تشكل جانبا مهما في صورة الميدان فهناك الكثيرون من المصابين أو جرحي الثورة يتجمعون مع أسرهم لعرض مطالبهم والمطالبة بسرعة صرف مستحقاتهم ولا تخلو الصورة من تقارير طبية ومستندات تؤكد هذه الحقوق. ويلعب تدهور الجانب الاقتصادي لبعض الفئات مع تداعيات الثورة جانبا مهما من المعتصمين في الميدان.. فهذا رجل في الخمسينيات من العمر لا يجد غضاضة في الاعتراف بأنه لا يجد مبررا للذهاب لمنزله وترك الميدان فماذا يفعل وهو لا يمتلك سوي ستة جنيهات في جيبه لهذا آثر المرابضة في الميدان لاستقبال رمضان خاصة أن خير رمضان يعم الجميع. سيدة أخري تدعي (ج ع أ) أضربت عن الطعام لأنها ببساطة لن تجد من يعيد إليها حقها فقد اغتصبها البلطجية.. كما تقول وتعرضت لكسر في يدها ولم تجد من يحميها فذهبت للميدان وأضربت عن الطعام والشراب في إشارة واضحة لرغبة الميدان بل الشعب كله في عودة الأمن للبلاد وهذا أبسط الحقوق المشروعة. وعلي مقربة منها شخص آخر يؤكد أن البلطجية طردوه من محل يمتلكه وهو الآن هائم لا يكاد يجد لأسرته لقمة العيش. مصابو الثورة شخص آخر يدعي (طلعت السعيد) ملامحه لا تعبر عن السعادة التي لا يمتلك منها سوي اسمه.. فقد أصيب ابنه مروان في الثورة عندما هاجم البلطجية قسم المرج لإخراج المساجين يحمل مستندات من مستشفي الدمرداش بحالة الطفل ويطالب بالحصول علي إعانة مثل مصابي الثورة وهو لا يمتلك شيئا لاستكمال علاج ابنه فاعتصم داخل الميدان ينتظر حلا ولا يجد مشكلة في أن يقضي شهر رمضان مع ساكني المخيمات.. ولا يختلف (سيد رفعت) مع طلعت السعيد فهو يحمل هو الآخر أوراقا رسمية من مستشفي المرج تثبت أن ابنه (بلال) من جرحي الثورة ويطالب بالإعانة ليستطيع شراء جهاز لتعويض عجز الساقين أصيب به من جراء الحادث نتيجة طلق ناري بالساقين. رمضان سبوبة ويبدو أن قدوم شهر رمضان يعد سبوبة لبعض الشباب المترددين علي ميدان التحرير فهؤلاء مجموعة من الشباب يقومون بجمع أموال وتبرعات باسم بنك الطعام وآخرون يجمعون أموالا لعمل إفطار جماعي أول أيام شهر رمضان حيث ينتظر أن يشهد هذا اليوم مليونية جديدة في ميدان التحرير. وعلي الجانب السياسي تأتي المطالبة بوقف المحاكمات العسكرية بحق المدنيين في مقدمة طلبات المعتصمين في ميدان التحرير ويؤكدون أن مطالبهم لا تتعارض مع المصلحة العامة فلن يضيروا أحدا بالمطالبة بمحاكمة مبارك ورموز الفساد.. ويطالب النشطاء السياسيون في ميدان التحرير بتطهير الميدان من الباعة الجائلين مشيرين إلي أنهم شكلوا لجانا شعبية لطرد الباعة الجائلين بالقوة وهذه اللجان يحملون العصي والشوم ويميزهم إشارة بيضاء علي معصم اليد اليمني.. ويبرر النشطاء السياسيون ذلك بأن الباعة الجائلين يفسدون عمل الثوار داخل ساحة الميدان.. ويؤكد المعتصمون عدم اعترافهم بالتعديل الوزاري الأخير مطالبين بتشكيل حكومة ثورية من داخل الميدان ولا يكتفون بذلك.. بل يطالبون بتطهير وزارة الداخلية وتطهير الإعلام من الفاسدين ومن الهتافات التي يرددونها في هذا السياق »ياعصام ياوزير شيل وزير وحط وزير والثورة مش تعديل«.. »ياعصام ياعصام مش هنفض الاعتصام اللي بيحصل ده حرام«. وتتنوع هتافات النشطاء السياسيين في الميدان إلي »القصاص القصاص ومش هنخاف مش هنطاطي.. احنا كرهنا الصوت الواطي«. أوضاع روكسي وفي ميدان روكسي تختلف الصورة تماما فالوضع يبدو أكثر هدوءا وأقل عددا من المعتصمين في ميدان التحرير فهو مخيم واحد فقط يبدو كبيرا وأكثر رونقا وأناقة من مخيمات ميدان التحرير حتي الشعارات تختلف.. فالخيمة مكتوب عليها من الخارج (شعب شرطة جيش = مصر عظيمة وغيرها مفيش).. وبجوارها مكتوب أيضا (جمعة الأغلبية الصامتة (الشرعية أولا) وكذلك بجوارها (هل هو إسقاط نظام أم إسقاط دولة). ولا تختلف مطالب معظم المعتصمين في روكسي عن المعتصمين في التحرير فالجميع يؤيد التغيير ويؤيد الثورة ولكن الاختلاف في الآلية والطريقة وتشير إحدي المعتصمات إلي أنهم فضلوا الاعتصام في روكسي باعتباره أكثر أمنا وأنهم يمثلون لعشرة ائتلافات من ائتلافات الثورة وأن هدفهم الأول دعم القوات المسلحة التي حمت الثورة ونفت بشدة وجود أية علاقة لمعتصمي روكسي بفلول الحزب الوطني أو أية جهة أخري مؤكدة رفضهم لما يمارسه البعض من ضغط علي القضاء مهما كانت الأسباب. وجهات نظر ويبدو أن اختلاف وجهات النظر والتوجهات سمة أساسية في جميع مواقع الاعتصامات حيث أكد أحد معتصمي روكسي ويدعي (سيد فتحي) ويعمل سائقا أنه وطني ويريد استقامة مصر وتعديل أحوالها وتسيير عجلة الإنتاج وأكد أنه جاء متطوعا للمشاركة في أمن الخيمة.. لكنه في الوقت نفسه لا يستبعد وجود مندسين من فلول النظام السابق يحاولون دفع أموال للدفاع عن مبارك بجانب وجود أشخاص مستعدين لدفع آلاف الجنيهات حتي يتحدث عنهم المعتصمون ويظهرونهم علي أنهم أبطال محاولين ركوب موجة الثورة.. ويشير إلي أن معتصمي روكسي أغلبيتهم قرروا إنهاء اعتصامهم بعد الاحتفال بثورة 32يوليو مشاركة للجيش ثم يرحلون ولن يمكثوا حتي شهر رمضان مثل معتصمي التحرير وتأكد ذلك الاتجاه من خلال خلو ميدان روكسي من أي مظاهر لشهر رمضان حتي الآن. شخص آخر أكد أنه جاء للاعتصام في روكسي كرها في الفوضي التي تعم البلاد الآن وأن الجميع اتفق علي ضرورة تحقيق الأمن والأمان في مصر العظيمة لأنها دائما بلد الأمن والأمان ولا نريد أن تغرق في الفوضي بل تتقدم للأمام. ريحاب محمد