التعبير عن حب الوطن والسعي إلي رد شيء من جميله له وسائل عِدة للبرهنة عليه، وفي أجواء مفعمة بمشاعر الفرح تفجرت طاقات متميزة عند البعض أبناء الوطن واختاروا المسلك التطوعي للمجاهرة بولائهم لوطنهم داخل نسيج فريقهم التطوعي الذي يحمل شعار "ارسم ضحكة واسعد شعب" الذي تقوده الدكتورة أمل محمد فهمي التي تفردت بالحصول علي أول إنتاج علمي في علم النفس الرياضي "معجم العلوم المرتبطة بالتربية الرياضية". المثير أن الدكتورة أمل لم تتوقف طموحاتها، بل درست علم إدارة الأعمال وبعدها حصلت علي ليسانس الحقوق، ونظرا لإيمانها بأن العطاء والعمل التطوعي ثقافة اجتماعية متأصلة في موروث المحروسة، مازالت تحرك فريقها التطوعي لإدراك حقوق وواجبات واحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والأيتام ومرضي الجزام والسرطان لتكون منصة تقدير وتعزيز لعطاءات وقدرات المرأة المصرية. صحيح أن بعض الأحلام تولد صغيرة لكنها ما إن تخرج للنور حتي تنمو بمباركة المجتمع لها، خاصة إذا كانت هذه الأحلام تتعلق بحب الناس والحرص علي إسعادهم والتفاني في خدمتهم، وهذا ما حدث مع نشأة الفريق التطوعي الذي ترأسه د.أمل "ارسم ضحكة واسعد شعب" الذي تحول تدريجياً إلي فريق ضخم يضم عدداً كبير من الشباب والفتيات ومتنوع الأهداف والأنشطة. توضح د.أمل أن عناصر فريقها لم يجمعهم فقط حب الناس وخدمتهم وعشق العمل التطوعي عامة، وإنما حركهم حب وطنهم تجاه هذا النشاط الإنساني، فكان أداؤهم علي قدر من التفاني الذي يليق بمكانة الوطن في قلوبهم، مضيفة: حتي اسم الفريق كان وفيا للحلم الذي يحمل معني "رد ولو جميلا بسيطا لوطنك وارسم الضحكة علي وجوه المحتاجين والفقراء والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة".. وتقول عن مشاركات الفريق: إنه شارك في فعاليات مؤتمر "قادرون" بالتعاون مع الجمعيات الخيرية للرعاية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة، كما نظم الفريق برنامجا خاصا لنزلاء دار رعاية الأيتام بمناطق الجيزة. ونظم الفريق أيضا مبادرة "أنا ومجتمعي" برعاية شرفية من إدارة نقابة المهن الرياضية التي أنتمي لعضويتها بجانب رئاستي للجنة العلمية فيها، انطلاقاً من حصولي علي بكالوريوس التربية الرياضية ثم درجتي الماجستير والدكتوراه في فلسفة التربية الرياضية وعملي بمديرية الشباب بالجيزة، مشيرة إلي أنها نجحت في تكوين مجموعة جديدة من داخل نسيج الفريق تحت اسم "جيزة رانر" تستهدف أيضا دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام ودمجهم في المجتمع، وشارك الفريق التطوعي أيضا في دعم وتنظيم مبادرة يوم مصري للعمل الإنساني وقام بتوزيع المساعدات المختلفة علي الفقراء والمسنين ونزلاء دور الأيتام ومستشفيات الجزام والسرطان. وتوقفت الدكتورة أمل عند أبرز الفعاليات التي شارك فيها أعضاء فريقها: كانت هناك مشاركات مميزة وحصرية البصمة خاصة بالمكفوفين والمعاقين ودار المسنين وكان النزلاء هناك يطلبون جلوسنا معهم لفترات أطول لإسعادهم وإزاحة عناء المعاناة عنهم في أمور كثيرة يواجونها، بالإضافة لدمجنا وتنفيذنا لفكرة جديدة باستخدام المشي والجري وركوب الدراجات والوصول بشباب الفريق التطوعي لدور الأيتام والمسنين والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والمستشفيات، حيث نسعي إلي زرع الفكر التطوعي في نفوس جميع أفراد الفريق. وتشير إلي أن طموحاتها لا تعرف التوقف في مشوار حياتها فبعد حصولها علي درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية الرياضية، درست إدارة الأعمال وبعدها حصلت علي ليسانس الحقوق، وتعتبر مزاولتها للعمل التطوعي منذ سنوات دينا وثقافة وواجبا إنسانياً يجب أن يؤمن به كل فرد لأن العطاء لا يكون بمنح الأموال فقط، بل يشمل المساهمة بوقته وعلمه وبمهاراته وتوظيفها لعمل الخير والمشاركة في الأعمال التطوعية. وعن اهتماماتها العائلية تقول: أعيش حياة مستقرة وجميلة مع زوجي أخصائي تركبيات أسنان وأولادنا حنين 10 سنوات وهي حارسة مرمي فريق الزمالك لكرة اليد وأدهم 7 سنوات وكلاهما متميز في دراسته وتؤكد أنها تعشق البيت والمطبخ وتصنع كل الأكلات بنفسها لكنها تفضل الأطباق الطازجة المفيدة صحياً، وتعشق التسوق، كما تشير إلي أنها تحب الموسيقي الكلاسيكية وتحرص علي القراءة لكتاب كثر وخاصة نجيب محفوظ لما يمتلكه من خصوصية تنبعث من حسه بالمكان والزمان والبعد الحضاري فكان أصدق الكتاب تعبيرا عن الحياة المصرية. وتفضل الدكتورة أمل خطوطا تفصيلية واضحة في ملابسها خصوصا الملابس المصنوعة من قماش الصوف في موسم الشتاء، بشرط أن تجمع بين الأناقة والبساطة والمظهر الدافئ بدرجات الأزرق والرمادي والأسود والبترولي.. وأخيرا تؤكد أنها ستظل طوال حياتها تؤمن بالحكمة القائلة "الصبر مفتاح الفرج".