أكد الدكتور رشيد الحمد، السفير الكويتى فى مصر، أن الإعاقة ليست فى فقدان الكلام أو الحركة أو الإبصار، وأضاف أن الإعاقة الحقيقية تكمن فى افتقاد الأمل والهدف، مشيرا إلى أن ذوى الاحتياجات الخاصة المبدعين هم الذين استطاعوا أن يتغلبوا على إعاقتهم، وخرجوا من انعزالهم عن الآخرين، حتى أصبحوا قدوة لنا، بعدما صنعوا نموذجا للعزيمة البشرية. جاء ذلك خلال حفل انطلاق فعاليات "المهرجان الأول لنجوم العطاء للمكفوفين"، مساء أمس السبت، الذى أقيم برعاية الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور رشيد الحمد، السفير الكويتى فى مصر، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للمكفوفين، وتقيم هذا المهرجان قناة "العطاء" الكويتية، ومؤسسة "مبرة الخير" الكويتية، بالتعاون مع جمعية "الأورمان" الخيرية. أضاف سفير الكويت فى مصر، أن التاريخ حافل بالنماذج المتميزة الخاصة بذوى احتياجات، خاصة من تغلبوا على إعاقاتهم، وأصروا على العطاء، وأثروا فى فكرنا، فرغم أن عددا منهم فقدوا بصرهم، إلا أنهم تفوقوا علينا بنور "البصيرة"، وهى هبة ربانية، فمن منا لا يذكر الإمام الترمذى، الذى أبدع وتفوق بدافع من العزيمة وحب المعرفة. وأشار السفير الكويتى فى مصر إلى أنه سيبصر العالم من خلال فعاليات مهرجان "نجوم العطاء" قدرات المكفوفين، وتصميمهم وقدرتهم على التحدى، حيث شاركت نخبة من دول عربية لتنمية روح المنافسة، والعمل على إظهار كل الإمكانات المتاحة لدى المكفوفين، ليتيح للأشخاص ذوى الإعاقة البصرية أن يحيوا حياة طبيعية، ومساوية لحياة أقرانهم من غير المكفوفين، وأن يكون لهم دور فى تشكيل وتطوير مجتمعاتهم فكريا واجتماعيا وفنيا، إذا توافرت لهم الفرص التى نادت بها المواثيق والاتفاقيات الإقليمية والدولية. مؤكدا أنه سيتم توزيع عدد من مصاحف القرآن الكريم الخاصة بالمكفوفين "مكتوبة بطريقة برايل" فى عدة مساجد فى جمهورية مصر العربية، كما سيتم توزيع "العصا البيضاء" الخاصة بالمكفوفين، لتنير لهم طريقهم، وذلك بالتعاون مع جمعية "عيون الكفيف"، وجامعة الدول العربية. من جانب آخر، أوضح أحمد محمد الفارسى، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الأول لنجوم العطاء للمكفوفين، أنه تم ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية وطباعته بطريقة "برايل" فى الكويت، ونحن فخورون بإنجاز هذا المشروع فى الكويت، والإعلان عنه لأول مرة فى مصر. وأشار ناصر محمد العيار، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، إلى أن عدد من الحكومات العربية تتجاهل فئة المكفوفين، فلابد من توجيه المزيد من الدعم لهذه الفئة، لأنها ضمن نسيج الشعب العربى. كما أننا نطالب وزارات الأوقاف فى مختلف الدول العربية بتخصيص خطبة شهرية للحديث عن ذوى الاحتياجات الخاصة، والمسنين والأيتام، وحث الناس على دعم المشاريع الخاصة بهم، مشددا على أن فكرة المهرجان جاءت لتجسد هذا المفهوم، وهى خطوة أولى، وسيكون هناك فعاليات جديدة لمبدعين من شرائح متعددة من فئة ذوى الإعاقة. وقال الدكتور عبد الباسط عزب، رئيس جمعية "عيون الكفيف"، إننى اقتنعت بأن الإنسان إذا أراد أن يحقق هدفه فلابد من الخروج من قيوده، سواء كانت مصطنعة أو قدرية، حتى يتميز ويعطى لافتا إلى أن فكرة المهرجان قائمة على إظهار قدرات المكفوفين المبدعين للعالم، لذلك يتم تنظيم مسابقات فى كافة المجالات الإبداعية للكفيف، سواء كانت رياضية أو ثقافية أو فنية، وفى النهاية تتم التصفيات فى الكويت، ليخرج منها المتميزون على مستوى الوطن العربى. أضاف رئيس جمعية "عيون الكفيف"، أن المهرجان يستهدف أيضا تغيير ثقافة المجتمع تجاه الكفيف، وتغيير ثقافة الكفيف تجاه نفسه، وتغيير أسلوب مخاطبة الإعلام للكفيف، وتفعيل بعض القوانين الراكدة للمكفوفين، وما نهتم به هو إظهار إعلام جديد يخاطب المعاق بشكل مختلف، فلابد أن يخاطب الإعلام عقل المعاق وإبداعاته، وألا يخاطب إعاقته وأسبابها، وأن يتم العمل على تطوير هذه الشريحة لتصبح فعالة ومنتجة، وليست عالة على مجتمعاتنا.. وفى النهاية أرفع شعار "أنا زيى زيك".