اعتُبِر رفضاً لفرض وصاية من جانب الولاياتالمتحدة علي شأن داخلي في البلاد، أعلنت مصر رسمياً اعتراضها علي طرح أحد أعضاء مجلس النواب الأمريكي »الكونجرس» مشروع قانون خاصا بترميم الكنائس القبطية، تحت عنوان »قانون المساءلة المتعلق بالكنائس القبطية»، الذي يطالب وزير الخارجية الأمريكي بمتابعة مدي التزام الحكومة المصرية بترميم الكنائس التي وعدت بترميمها عقب أحداث عام 2013. أصدرت وزارة الخارجية المصرية، الأسبوع الماضي، بياناً علي لسان متحدثها الرسمي المستشار أحمد أبو زيد، استنكر هذا التوجه الذي يتيح لجهة أجنبية حقوقا تمس السيادة الوطنية، ويتصور إمكانية خضوع السلطات المصرية للمساءلة أمام أجهزة تشريعية أو تنفيذية خارجية، وأشار البيان إلي تضمن مشروع القانون مغالطات تتنافي مع الواقع جملة وتفصيلا، حيث إن مصر لم تشهد عنفاً طائفياً، وإنما شهدت أحداثا إرهابية ارتكبتها جماعة خارجة علي القانون، في إشارة إلي جماعة الإخوان الإرهابية. في موازاة ذلك، شددت الكنائس المصرية الثلاث علي رفضها مشروع القانون الأمريكي لترميم الكنائس في مصر، حيث أعلنت كل من الكنيسة الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية رفضها القاطع لمشروع القانون الأمريكي المطروح أمام الكونجرس. وقال القمص بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، إن الكنيسة الأرثوذكسية ترفض وبشكل قاطع أي كلام عن المشروع الأمريكي الخاص بترميم الكنائس المتضررة، لافتاً في تصريحات ل »آخرساعة» إلي أن الحكومة المصرية تقوم بواجبها علي أكمل وجه بالإصلاح والترميم لجميع الكنائس علي مستوي الجمهورية، وأن هذا الترميم والإصلاح يتم بجهود وأموال مصرية خالصة، وهناك ترميمات وإصلاحات تمت لبعض الكنائس وقد تم الانتهاء منها مؤخراً. فيما أكد القمص صليب متي ساويرس؛ كاهن كنيسة مارجرجس وعضو المجلس الملي ل »آخرساعة»، أن الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة مستمرة في عمليات الترميم وبناء عدد كبير من الإنشاءات ما بين كنيسة ومسكن ومدرسة طالتها يد الإرهاب الغاشم، وكان آخرها الكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية، حيث قامت الهيئة الهندسية بتوجيهات من الرئيس السيسي بإصلاح وترميم الكنيسة وإعدادها للصلاة في عيد الميلاد المجيد، في السابع من يناير الجاري، وأنه ستقام الصلاة وتدق الأجراس في هذه الكنائس خلال الاحتفالات بعيد الميلاد، لافتا إلي أن نحو 90% من الكنائس والمباني الأخري، جارٍ الانتهاء منها وهذه تهنئة تقدمها القوات المسلحة إلي الأقباط في عيدهم. وتابع: نقول لمن يحاول إثارة الفتن إن الوحدة الوطنية المصرية فوق كل الاعتبارات، وأن تاريخ الكنيسة المصرية شاهد علي ذلك وهو عدم المساس بالوحدة الوطنية إطلاقاً. في السياق، يقول القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر: نرفص بشدة طرح أحد أعضاء مجلس النواب الأمريكي مشروع القانون الذي تقدم به والخاص بترميم الكنائس في مصر، مبيناً أن الحكومة المصرية تقوم بترميم جميع الكنائس وقامت مؤخراً بترميم وإصلاح وإعادة العديد من المنشآت والكنائس الخاصة بالطائفة الإنجيلية ويجري حالياً الانتهاء من المراحل النهائية من التشطيبات لباقي المنشآت الأخري. يتابع: الحكومة تقوم بواجبها الكامل في إصلاح وترميم الكنائس بجهود وأموال مصرية خالصة، لافتاً إلي أن الرئيس السيسي أمر بالانتهاء من ترميم وإصلاح الكنائس بنهاية العام المنصرم 2016 وأنه قد أوفي بوعده، وهو ما تم بعد أحداث العمل الإرهابي الذي طال الكنيسة البطرسية أوائل ديسمبر الماضي، حيث قامت الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة بترميم الكنيسة وإعدادها للصلاة في عيد الميلاد المجيد، وقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، بالصلاة في الكنيسة فور افتتاحها في أول أيام العام الجديد. ويتساءل الأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية: »كان فين هذا النائب الأمريكي الذي تقدم بمشروع قانون لترميم الكنائس في مصر عندما تم الاعتداء علي الكنائس وحرقها في أعقاب فض اعتصام الإخوان خلال أغسطس عام 2013» موضحاً أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة أوباما تحاول الوقيعة بين الحكومة المصرية والرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يتولي منصبه رسمياً في 20 يناير الجاري.