عام من الاضطرابات أو يزيد قليلامن جمادي الآخرة 132 ه إلي شعبان 133ه عاشتها مصر في الانتقال من حكم الأمويين إلي حكم العباسيين. في جمادي الآخرة جاء إلي مصر عبد الملك بن مروان بن موسي آخر ولاة الأمويين لآخر خليفة وهو مروان بن محمد الذي تولي من خمسة أعوام فقط قضاها في حروب ضد الخوارج ثم أزمته الكبري مع تحركات العباسيين والتي توجت بإعلان عبد الله السفاح نفسه خليفة وأخذه البيعة بذلك في شوال 132ه ودخوله في صراع مع مروان بن محمد وصل إلي مشارف دمشق فهرب بن محمد إلي غزة ومنها إلي مصر فلم يجد الأمور كما يتمني فقد واجه واليه منذ مقدمه من 3 شهور فقط قلاقل من القبط وقد أحسوا بضعف الدولة ولهم حقوق ومظالم كما أن عمرو بن سهيل حفيد عبد العزيز بن مروان أخذ يدعو لنفسه خليفة في منطقة الحوف الشرقي في شرق الدلتا وكون جيشا وأرسل الوالي جيشه لكن لم يحدث بينهم قتال كما أن الوالي لم يؤذ دعاة بني العباس وقد انتشر مؤيدوهم في الصعيد والأسكندرية ولم يكن امام الخليفة إلا أن يذهب إلي منطقة الجيزة ويحرق الكوبري المؤدي لها كما أحرق دار عبدالعزيز بن مروان في مدينة الفسطاط وأخذ يرسل قواته للقضاء علي اضطرابات القبط وأخري إلي الأسكندرية وكذا إلي الصعيد ولم يطل أمره أكثر من 3 أشهر فقد وصلت قوات العباسيين بقيادة صالح بن علي وطاردته حتي منطقة أبو صوير في نواحي الجيزة وهزمته وقطعوا رأسه وأرسلوها للخليفة العباسي في بغداد وهرب ولدا مروان إلي النوبة وانتهت بذلك دولة الأمويين بعد 92 عاما في الحكم و14خليفة منهم 4 من بني أمية و12 من بني مروان بن الحكم ودخل صالح بن علي إلي الفسطاط في شهر محرم وأحدث مقتلة كبيرة في بقايا الأمويين وقبض علي كثير من المصريين وأرسل بعضهم إلي بغداد وقضي علي تمرد جديد للقبط حتي طلبه الخليفة لقيادة حملة عسكرية أخري فأخذ معه بعض المقبوض عليهم ومنهم عبد الملك بن مروان بن موسي الوالي الأموي الأخير لكنه سافر مكرما وكوفئ من الخليفة تقديرا لموقفه من العباسيين أثناء ولايته وعدم تضييقه عليهم.