عندما وقع الزلزال الأخير في اليابان تسرب الإشعاع من المحطة النووية في »فوكوشيما« ولم تستطع الحكومة التغلب علي الإشعاع الذي تسرب إلي الأغذية والدواء وفرضت الدول حظرا علي صادرات اليابان. أدي ذلك إلي مراجعة الدول لمشروعاتها في توليد الطاقة من المحطات النووية وكانت ألمانيا أول دولة صناعية كبري قررت إغلاق محطاتها النووية وعددها 17 محطة في حدود عام 2022. هذه المحطات تمد ألمانيا بعشرين في المائة من الطاقة التي تحتاج إليها. ومعني ذلك ارتفاع سعر الكهرباء في ألمانيا بعد إغلاق هذه المحطات ولكن الحكومة الألمانية وجدت أن هذا هو الحل الوحيد والوقاية من أي تسرب للإشعاع النووي من هذه المحطات. ومما يذكر أن إيطاليا سبقت ألمانيا في إغلاق المحطات النووية وذلك بعد إجراء استفتاء عام 1987. والصين عندها 13 محطة نووية ولكنها رأت توفير مزيد من الضمانات للمحطات النووية الجديدة التي تزعم إنشاءها حتي لايتسرب الإشعاع منها. ومعروف أن الصين تولد 44 في المائة من طاقتها من المحطات النووية وسويسرا أيضا قررت وقف إنشاء محطات نووية جديدة، إن لم تلغ المحطات القائمة حاليا. واليابان بعد كارثة فوكوشيما قررت الاستغناء عن مشروعها بتوليد نصف حاجتها من الطاقة من المحطات النووية بحلول عام 2030. وأمريكا قررت الاستمرار في بناء 4 محطات نووية فقط مع زيادة الضمانات لمنع تسرب الإشعاع. باختصار.. العالم منقسم بالنسبة لإقامة المحطات النووية. الدول أصبحت تتمهل في إنشاء المحطات الجديدة أو ترجيء عملية الإنشاء. وبعض الدول تريد مزيدا من الضمانات والإجراءات في إنشاء المحطات حتي لايتسرب الإشعاع عند وقوع أي كارثة. فالمحطات النووية لم تعد هي الأمل في توفير الطاقة. والدول لم تلجأ للبترول أو للإفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من العوامل الطبيعية لتوليد الطاقة. هنا في مصر يجب أن نضع هذه العوامل كلها محل النظر والتقدير والاعتبار ونحن نفكر في إنشاء محطة نووية في الضبعة. ولا يقول أحد بمنع إقامة المحطة النووية، ولكن ما يقال هو اتخاذ مزيد من الضمانات لاتقاء أضرار حدوث تسرب نووي. ونحن نعرف أن إسرائيل لديها مفاعل نووي وعندها رصيد ضخم 200 قنبلة نووية، ومن هنا أهمية أن يكون لدينا مفاعل نووي ومحطة نووية للأغراض السلمية أولا. ولكن علينا.. وعلي علمائنا النوويين أن يضعوا في اعتبارهم مخاطر المحطة النووية وأن يعملوا علي تلافي هذه المخاطر واتخاذ كل الاحتياطات وتوفيرها في اشتراطات بناء هذه المحطات. كارثة فوكوشيما في اليابان فتحت عيون العالم علي أن الطاقة النووية ليست خيرا فقط بل فيها شرور كثيرة يجب أن نتجنبها ونحن نسعي لبناء أول محطة نووية في بلادنا.