رغم أن الجنس يعتبر من التابوهات الاجتماعية التي لايتحدث عنها كثير من الناس بشكل علني وصريح، لكن من يعتقد أن الشعب المصري والشعوب العربية بشكل عام لاتهتم بالجنس فهو بالتأكيد مخطئ. وقد أشارت دراسات وأبحاث عديدة إلي أن الشعب المصري ينفق مليارات الجنيهات سنوياً علي الأدوية والمنشطات الجنسية. وبسبب عدم انتشار ثقافة استشارة الطبيب المتخصص، قد يقع متناولو هذه الوصفات فريسة لأدوية مغشوشة ووصفات من عطارين ودجالين قد توذيهم وتضرهم أكثر مما تنفعهم. وتشير الإحصائيات إلي أن الشعوب العربية تنفق الملايين علي شراء المنشطات الجنسية، وفي دراسة عرضت أمام المؤتمر العالمي لصحة الرجل في فرنسا، أشارت إلي أن العرب ينفقون أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، منهم 1.5 مليار دولار ينفقها السعوديون ومليار ينفقها المصريون، بما يكشف الحجم الكبير من الأموال المهدرة علي السرير! وتشير دراسة أجرتها إحدي شركات الأدوية الشهيرة في الشرق الأوسط إلي أن نسبة الشكوي من العجز الجنسي في الدول العربية تصل إلي 30٪ في الأعمار بين 25 و30 سنة وتكون لأسباب نفسية أو نتيجة لأمراض عضوية، ونسبة المدخنين في هذه الشريحة 52٪ ومدمنو المخدارت 75٪ وبالطبع ترتفع هذه النسب مع التقدم في العمر، وتشير الإحصائيات إلي أن معدلات الاستهلاك بالعالم العربي تصل إلي 750 مليون سنوياً من مختلف الأدوية المخصصة للعجز الجنسي.. يقول الدكتور محمد شهاب استشاري جراحة الكلي والمسالك البولية والتناسلية إن الطبيب ينصح المريض بتناول المنشطات الجنسية عندما يشكو الأخير من ضعف في الانتصاب يؤثر علي العلاقة الزوجية وعادة ماتكون هذه المشكلات متعلقة بأمراض عضوية أخري مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري أو بسبب تناول أدوية أخري تؤثر علي العلاقة الزوجية. وشدد الدكتور شهاب علي ضرورة استشارة طبيب قبل تناول هذه الأدوية حيث إن تناولها مع أدوية مثل أدوية القلب والشرايين والذبحة الصدرية التي تحتوي علي مادة النيترات والتي تقي من تجلط الدم في الشرايين قد يؤدي إلي آثار سلبية تصل إلي حد الموت. وعبر الدكتور أحمد سعفان أستاذ المسالك البولية وأمراض الذكورة بطب عين شمس عن استيائه من انتشار إعلانات المنشطات الجنسية بشكل كبير وعشوائي وكثير من هذه الأدوية التي قد تكون مغشوشة ولايعرف ماهو مصدرها ولامكوناتها ومن الممكن أن يكون لها تأثير ضار جداً علي صحة الإنسان، وقال "المشكلة أن الإعلانات في مصر ليس عليها رقيب لذا يستغلها المتاجرون بآلام الناس في تحقيق مكاسب حيث أنها تجد رواجًا بين المواطنين مثل المراهم والأعشاب وليس لها تأثير يذكر بل قد تؤدي إلي الضرر فالأدوية يجب أن تعطي تحت إشراف طبيب متخصص وليس عطارين أو دجالين ومن أساليب الرواج للمنشطات الجنسية أن الشركات المنتجة لهذه العقاقير تقوم بعمل دعاية كبيرة وخداعة وتقدم إغراءات وهدايا لأصحاب الصيدليات لبيع المنشطات وكذلك للأطباء عند حضور المؤتمرات كما أن أسعارها انخفضت في مصر لدرجة أنها تباع بالقرص ويصل إلي جنيهين فقط وحتي 5جنيهات لمحدودي الدخل، وتصل إلي 20جنيهًا للقرص كما أن معظم الصيدليات تحقق أرباحها من بيع المنشطات ورغم أنه يجب أن يستعملها كبار السن فقط" ويقول أحمد عبدالرحمن صيدلي بالمهندسين إن الأدوية الجنسية تعتبر من أكثر الأدوية مبيعاً في صيدليته والمفاجأة أن من يشتري هذه الأدوية والمنشطات ليسوا فقط من الرجال، بل هناك نساء أيضاً يأتين لشراء هذه الأدوية، لأن أزواجهن يكونون في حرج أو لايريدون الاعتراف بهذه المشكلات، أو بسبب أن هذه السيدات يكن في حاجة لإقناع أزواجهن بتناول هذه الأدوية. المنشطات الجنسية في مصر بيزنس كبير جداً لايقتصر فقط علي الصيدليات والمراكز الطبية بل يصل أيضاً إلي العطارين والباعة الجائلين. والغريب أن سوق المنشطات الجنسية في مصر متوفر لكل طبقات المجتمع فهناك الأدوية والأجهزة التعويضية المستوردة من الخارج والتي تباع بأعلي الأسعار وهناك الأدوية والدهانات المستوردة من الدول الآسيوية وعلي رأسها الصين،.