رغم حالة القلق التي تعيشها الأسرة المصرية مع اقتراب موعد الامتحانات إلا أن ذلك القلق كان دائما متعلقا بالخوف من صعوبة الامتحانات أما القلق هذا العام والذي يقترب من حالة الفوبيا فهو متعلق بالحالة الأمنية التي تواجهها المدارس وخاصة مع عدم عودة الأمن إلي طبيعته في الشارع المصري وعلي الرغم من تأكيدات وزارتي التربية والتعليم والداخلية علي أن الامتحانات سوف تسير في جو يسوده الهدوء والتأمين التام للتلاميذ إلا أن ذلك لم يقلل من حالة القلق والتي تعيشها الأسرة المصرية .. وكانت امتحانات النقل قد بدأت في مدارس القاهرةوالجيزة في الشهر الماضي وسط أجواء ترقب وخوف من جانب الأهالي علي أبنائهم وهو ما اضطر بعض أولياء الأمور وخاصة في المناطق الشعبية لعمل لجان شعبية أمام المدارس لحمايه أبنائهم. ومن خلال جولتنا علي بعض مدارس محافظتي الجيزةوالقاهرة رصدنا بعض التجاوزات داخل اللجان وخارجها في مراحل النقل ففي مدرسة جمال عبدالناصر التابعة لإدارة الجيزة التعليمية بحي الهرم قام أحد الطلاب بإشهار مطواة أثناء الامتحان وكان ذلك بسبب سحب المراقب لورقة الإجابة الخاصة به وهو ماجعل رئيس اللجنة يتدخل لإخراج التلميذ خارج اللجنة وتم إلغاء ورقة الامتحان الخاصة به إلا أن المشكلة لم تتوقف عند هذا الحد فبعد انتهاء وقت الامتحان قام التلميذ بإحضار بعض البلطجية وقاموا بتكسير باب المدرسة وحاولوا التعدي علي المراقب ورئيس اللجنة ألا أن الأهالي المتواجدين أمام المدرسة تصدوا لهم وأبعدوهم دون أي تدخل من جانب الأمن. ولم يلحظ الطلاب أو المعلمون أو أولياء الأمور أي وجود أمني سواء من الشرطة أو الجيش في محيط أغلب المدارس، رغم تأكيد تصريحات مسئولي وزارة التربية والتعليم أن تأمين اللجان سيكون بالتعاون بين الشرطة والجيش وهو ماجعل بعض الأهالي المتواجدين أمام مدرسة هدي شعراوي التابعة لإدارة الجيزة التعليمية يحاولون اقتحام فناء المدرسة لولا تصدي خفير المدرسة وبعض العاملين بالمدرسة لهم. من جانبها قالت - ابتسام صادق - مدير عام إدارة حدائق القبة التعليمية إنه تم اتباع إجراءات جديدة لضمان سير امتحانات نهاية العام الجاري في هدوء منها تفتيش أي طالب يشتبه في حمله لسلاح أبيض أو قيامه بترويع زملائه خاصة أن بعض الطلاب يفعلون ذلك بدافع الحماية الشخصية وهو ما نرفض حدوثه داخل المدارس مطلقاً تحت أي مسمي مشيرة إلي أن الإدارة تضم 64 مدرسة حكومية أعلن مدرسوها عن استعدادهم لحمايتها بشكل تام وعمل دوريات أثناء سير الامتحانات وأعمال التصحيح. أضاف - مدحت مصطفي - مدير عام إدارة النزهة التعليمية أنه تم إبلاغ الشرطة بمواعيد الامتحانات لاتخاذ كافة التدابير الممكنة وحراسة أوراق الأسئلة والإجابة وطالبنا بتعيين أفراد أمن من العاملين في اللجان لمضاعفة عنصر التأمين مؤكداً أن الفترة الحالية تتطلب اهتماما أكبر بالناحية الأمنية أثناء الامتحانات حتي لا تتعرض المدارس لأي هجوم عليها أو سرقات من أي عناصر تخريبية. سيناريوهات مواجهة الأزمة أما الثانوية العامة فبسبب حالة الانفلات الأمني التي تمر بها البلاد بدأت وزارة التربية والتعليم في إعداد عدة سيناريوهات لمواجهة أزمة الثانوية العامة المتكررة سنوياً. وأكد الدكتور أحمد جمال الدين موسي – وزير التربية والتعليم - أن التعامل مع نقل أسئلة الامتحانات ولجان المراقبة والتصحيح سيختلف هذا العام شكلا ومضمونا بحيث سيتم نقل الامتحانات وفق جداول زمنية وخطط سير محددة تشرف عليها الوزارة بالتعاون مع المحافظين ومنها نقل الامتحان عن طريق طائرات عسكرية إلي المحافظات البعيدة. وذلك للتعامل بجدية مع حالات سرقة امتحانات الثانوية العامة وتسريبها أثناء نقلها بين مراكز توزيع الأسئلة واللجان علي أن يتم التعامل مع كل موقف علي حدة لاختلاف الظروف والملابسات. وأشار موسي إلي أنه في حالة سرقة أو تسريب أحد الامتحانات بإحدي المحافظات سيتم إلغاؤه فوراً وتأجيله إلي يوم آخر بعد انتهاء الامتحانات في 2 يوليو لإعطاء فرصة لطباعة امتحان جديد ونقله إلي المحافظات خاصة مع زيادة الأعداد وأداء الامتحان علي مستوي الجمهورية. وأوضح أن الوزارة لا يوجد بها امتحان مطبوع آخر لكل مادة »كاحتياطي« وذلك لصعوبة الموقف حيث إن أعداد طلاب الثانوية العامة هذا العام تقترب من المليون طالب سيؤدون الامتحان في 39 مادة أساسية واختيارية وتخصصية مما يعني استحالة طباعة امتحانات موازية. تطبيق قانون البلطجة ومن جانبه قال الدكتور وجدي عفيفي - رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي سابقا – أن هناك خطة أمنية محكمه بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية والجيش لتأمين امتحانات الثانوية العامة وتأمين الطلاب أيضا حتي تتم عملية الامتحان في جو آمن وتربوي يعطي الطمأنينة للطلبة وأولياء الأمور. وأضاف أن وزارة التربية والتعليم علي علم بالأوضاع الأمنية الضعيفة التي يعاني منها البلد ولهذا فإن هناك حالة تأهب قصوي من جانب وزير التريبة والتعليم وكل المديريات والإدارات التعليمية لبث حالة الطمأنينة للطلاب ولأولياء الأمور . وأوضح أن أي مشكلة سوف تحدث في أي من اللجان سوف يكون لها تأثير كبير علي سير عملية الامتحان وستكون أيضا مجالا واسعا للشائعات مؤكدا أن الأمن سيكون له دور كبير في تأمين اللجان من داخلها وخارجها فمع كل رئيس لجنة هناك مسئول أمن داخل اللجنة وعلي البوابة ليمنع أي شخص من الدخول كما أن هناك مجلس أمناء داخل كل مدرسة وسيقوم ببث الطمأنينة في نفوس الطلاب وأولياء الأمور. وأكد أن قوانين البلطجة والتي أقرها المجلس العسكري ومجلس الوزراء مؤخرا سوف تطبق علي أي شخص يحاول التأثير علي عملية الامتحانات وستطبق علي أي خروج علي النظام العام وسيتم التعامل معه بكل شدة وحزم. وشدد علي أن قانون الامتحانات يتيح لرئيس اللجنة أن يحيل أي طالب للتحقيق ويمنعه من دخول الامتحان إذا تعدي الطالب علي المراقب سواء بالسب أو بالقول أو بالفعل أو الإيحاء مؤكدا أن الوزارة لن تسمح بالبلطجة داخل لجان الامتحان. وفيما يخص المراقبين قال جمال العربي - رئيس عام امتحانات الثانوية العامة بوزارة التربية والتعليم - "في تصريحات تليفزيونية " أن الوزارة سوف تأخذ في اعتبارها جميع المشاكل التي حدثت في العام الماضي ومنها وفاة بعض المراقبين العام الماضي سواء بسبب سوء أماكن الإقامة للمراقبين أو بسبب إصابتهم بأمراض ولم تقم الوزارة السابقة بمراعاة ظروفهم الصحية وأوضح أن الوزارة سوف تراعي ظروف كافة المدرسين الذين سيتم انتدابهم لمراقبة امتحانات الثانوية العامة المقبلة. وعن ورقة امتحان الثانوية العامة أكد العربي علي أن الامتحانات ستكون أفضل وأسهل الطالب مع مراعاة كافة الظروف التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية مؤكدا أن امتحانات هذا العام ستكون مختلفة عن السنوات الماضية. ومن جانبها قالت الدكتور مي شهاب الدين – الباحثة بالمركز التربوي للبحوث التربوية – إن امتحانات الثانوية العامة لا فرق بينها وبين أي امتحانات أخري ولكن التوتر والضغوط العصبية التي تتعرض لها الأسرة المصرية والطالب تجعل منها بعبع يخيف الجميع . وأضافت أن توجه وزير التربية والتعليم الحالي لايهتم بالتركيز علي امتحانات الثانوية العامة ويتعامل معها مثل أي امتحانات أخري تجري في المراحل التعليمية المختلفة . وأوضحت أن الأهالي محقون في القلق من الناحية الأمنية بسبب عدم استقرار الحالة الأمنية في مصر في الفترة الراهنة. وعلي الجانب الأمني اجتمع اللواء محمد طلبة – مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة - بضباط الشرطة وطالبهم بالعمل علي تأمين المدارس خلال فترة الامتحانات، بقصد حماية الطلاب من أي تهديد يمكن أن يتعرضوا له علي أيدي الخارجين عن القانون، وأكد لهم ضرورة تكثيف الخدمات الأمنية علي المدارس، لتجنب حدوث مثل تلك الوقائع. كما طالب وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي من القوات المسلحة بتزويد أفراد الشرطة ب 05 ألف جندي حتي يستطيع تأمين الامتحانات وللسيطرة علي أي عمليات بلطجة من الممكن حدوثها في الفترة المقبلة.