مع إعلان الحزب الديمقراطي ترشيح هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، عقب حصولها علي الغالبية المطلوبة، لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، رأت العديد من الصحف الغربية ووكالات الأنباء العالمية أنه انتصار تاريخي تحققه المرأة ومنعطف جديد للولايات المتحدة، كما أطلقت هيلاري الكثير من التعليقات والتصريحات حول كونها أول امرأة تحصل علي هذا النصر، وما لم يتراجع زميلها في الحزب »بيرني ساندرز» عن قرار ترشحه ويتخل عن السباق، فستتوج كلينتون رسمياً أول مرشحة رئاسية امرأة عن حزب سياسي رئيسي كبير، وإن استطاعت هزيمة المشاكس الجمهوري، دونالد ترامب، وإبعاده عن البيت الأبيض ستكون أول امرأة في الولاياتالمتحدة منذ تأسيسها، ولكنها لن تكون الأولي التي تخوض الانتخابات الرئاسية أو التمهيدية. المادة الثانية من الدستور الأمريكي استخدمت للإشارة إلي صاحب منصب الرئيس ضمير الائب »هو» 16 مرة كانت وزيرة الخارجية السابقة هي أول مرشحة امرأة تفوز بالانتخابات الرئاسية الأولية في ولاية »نيو هامبشير» 2008، وقتها فازت ب22 ولاية قبل أن تتخلي عن سباقها الرئاسي لصالح السيناتور »باراك أوباما» آنذاك، غير أنها في 7 يونيو 2016 دخلت التاريخ من جديد. وأوضح موقع »هافينجتون بوست» الأمريكي، من خلال تساؤل طرحه: »هل يسمح للمرأة أن تصبح رئيساً للولايات المتحدة؟» أن بعد ما يقرب من قرن حصلت النساء علي الحق الدستوري في التصويت، ولكن فإن العديد من الأمريكيين أصابتهم الدهشة لاكتشافهم صعوبة الإجابة، وذلك لأن المادة الثانية من الدستور الأمريكي والتي تضع مؤهلات وواجبات الرئيس تم استخدام ضمير الغائب »هو» 16 مرة لوصف صاحب هذا المنصب. ويعتقد البعض أن التابعين الأوفياء لأول رئيس للولايات المتحدة »جورج واشنطن» ومؤسسها، كانوا من النساء. فيما يقول آخرون أن التعديل التاسع عشر للدستور الأمريكي عام 1920 هو الذي أعطي المرأة الأمريكية حق التصويت. ومنذ ذلك التاريخ وحتي الآن وهي تحاول الحصول علي تمثيل في المناصب السياسية يناسب أعداد النساء التي تفوق الرجال في الولاياتالمتحدة. وعلي مستوي الرئاسة، لم تصل أي امرأة قبل ذلك إلي منصب رئيس الولاياتالمتحدة، ولم تنتزع أي امرأة كذلك بطاقة الترشح للرئاسة من الحزبين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي. ومع اقتراب تحقيق هذا الهدف رصدت صحيفة »الجارديان» البريطانية 6 أبرز مرشحات كان لهن السبق في الترشح للرئاسة الأمريكية، فكنَّ رائدات سياسيات راودتهن أحلام الرئاسة وقيادة العالم الحر، غير أن عصرهن لم يكن قد حان بعد، وهن: »فيكتوريا وودهل» التي قادت حملتها الانتخابية للرئاسة عام 1872 تحت مظلة حزب الحقوق المتساوية قبل نصف قرن من منح المرأة الأمريكية حق التصويت. وكانت وودهل تدعو إلي حرية المرأة، كما كانت أول امرأة تمثل أمام الكونجرس لتجادل في أن التعديلين الرابع عشر والخامس عشر للدستور الأمريكي واللذين ينصان علي المساواة في الحماية تحت مظلة القانون وعلي منح الرجال السود حق التصويت واللذين يشملان المرأة أيضاً. وعقب محاولة وودهل بأكثر من عقد وبالتحديد عام 1884، قررت »بيلفا لوكوود» أن تخوض السباق الرئاسي عن الحزب الوطني لمساواة حقوق المرأة والتي قامت بمحاولة أخري عام 1888، حيث أدرج اسمها للتصويت في 9 ولايات، قائلة عن ترشيحها في وقت كانت المرأة محرومة من حق الاقتراع »أنا لا أستطيع التصويت، ولكن بالإمكان التصويت لي». وكانت بيلفا أول امرأة يؤذن لها بمزاولة المحاماة في المحكمة الأمريكية العليا. ومنذ القرن التاسع عشر، لم تفكر أي امرأة أمريكية في خوض الانتخابات والنضال من أجل الوصول للرئاسة التي استحوذ عليها الرجل، حتي جاءت الجمهورية »مارجريت تشيس سميث» عام 1964، المرشحة من ولاية »مين» الأمريكية والتي عملت في الكونجرس لأكثر من 34 عاماً وكانت أول امرأة تقود حملة انتخابية للترشح عن حزب الجمهوري؛ حيث حصلت علي 234 ألف صوت في الانتخابات الحزبية الأولية وخسرت لصالح »باري جولدووتر». وإذ استطعن من سبقن »شيرلي تسيشولم» تحقيق نصر وكسر الحاجز وخوض مضمار السباق للبيت الأبيض، فقد استطاعت شيرلي أن تصنع تاريخاً للمرأة في الولاياتالمتحدة، فلم تكن أول امرأة تخوض الانتخابات الرئاسية فقط، بل كانت أيضاً أول امرأة من أصول أفريقية تحصل علي مقعد في الكونجرس عام 1968. وكان اسمها قد أدرج علي قائمة الانتخابات الحزبية الأولية في 12 ولاية وحصلت علي دعم 152 نائباً استخدمتهم في المجمع الديمقراطي أوراق ضغط في يدها لكي تدافع عن حقوق المرأة والأمريكيات الأفريقيات والفقيرات من أجل ضمهن إلي ميدان الحزب. وفي عام 1972، أعلنت شيرلي ترشحها للانتخابات الرئاسية، الأمر الذي كان كالصاعقة بالنسبة للديمقراطيين، وبالفعل خاضت الانتخابات إلا أنها خسرت أمام السيناتور »جورج ماكجوفيرن»، الذي خسر بدوره أمام المرشح الجمهوري »ريتشارد نيكسون» الرئيس ال37 للولايات المتحدةالأمريكية. وفي عام 1976، كانت »إيلين مكورماك» أول امرأة استحقت الحصول علي التمويل من أجل حملتها الانتخابية عن الحزب الديموقراطي؛ فأنفقت ميزانية تمويلها علي الإعلانات التليفزيونية لكي تناضل ضد حق الإجهاض ومن أجل قلب الحكم في قضية »رو ضد ويد» التي حكمت بحرية المرأة في الإجهاض في المراحل الأولي من الحمل قبل أن يصبح جنيناً. ولم تيأس »لينورا فولاني» التي ترشحت عن حزب التحالف الجديد؛ الذي ما عاد له وجود الآن، من خوضها لحملتين انتخابيتين عامي 1988 و1992. فكانت أول امرأة يدرج اسمها علي أوراق الانتخاب في الولاياتالأمريكية كافة، ووقتها حصدت 225 ألف صوت.