بقبول هيلاري كلينتون رسمياً ترشيح الحزب الديمقراطي لها لخوض معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر المقبل يعني أنها امرأة تصنع التاريخ لكونها أول سيدة في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية تترشح لهذا المنصب.. وفي حقيقة الأمر فإن ما يؤهل هيلاري للترشح لهذا المنصب هو قدرتها علي تخطي الصعاب ومواجهتها ولا يمكن أن ننسي موقفها من فضيحة »مونيكا» المتعلقة بزوجها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون حيث ساندته في هذا الموقف العصيب ومن ثم هيأت له الاستمرار في حكم الولاياتالمتحدة 8 سنوات علي التوالي. ولم تتوقف هيلاري كلينتون بعد خروج زوجها من البيت الأبيض علي الرضا بمنصب السيدة الأولي الأمريكية السابقة بل استطاعت الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكي وكانت سيناتور عن ولاية نيوريوك ومن بعدها كانت منافسة لأوباما في الترشح للرئاسة الأمريكية في فترته الأولي وفضلت الانسحاب مبكرا من أمامه فحصلت علي منصب وزيرة الخارجية الأمريكية ولكونها قانونية بالأساس وذات خبرات متعددة من خلال المناصب التي تولتها تهيأت الظروف أمامها لكي تترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية بعد أن كان المزاج الأمريكي لا يرحب بامرأة لهذا المنصب علي عكس المزاج الأوروبي الذي قبل بتولي المرأة مناصب قيادية لديهم وعلي رأسهم مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة والمعروفة باسم المرأة الحديدية. وقد بدأت كلينتون حملتها الرسمية بتوجيه الانتقادات العنيفة لمنافسها الجمهوري »دونالد ترامب» مؤكدة أنه لا يؤتمن علي الترسانة النووية. ولم تنس كلينتون تقديم فروض الولاء والطاعة لتل أبيب بالتأكيد علي تعهدها بدعم أمن إسرائيل في المقام الأول حيث جاء دعم حلف شمال الأطلنطي وسحق تنظيم داعش في المرتبة الثانية من الأولويات.. وبغض النظر عن فوز كلينتون أو هزيمتها في الانتخابات الأمريكية المقبلة إلا أن ترشحها رسمياً لهذا المنصب يجعلها تصنع التاريخ للمرأة الأمريكية التي تعاني من التمييز في كافة المستويات.